أجساد تتحدث
يكتب الجسد الآن فوق الجسدْ
كلمات لكي تستمر الحياةْ
*
جسدٌ يتحدث :
صحراء هي أرضي ،
و الرمل الحارُّ يُحرّق أطرافي .
شمسُ الشهوة ترمي سوط أشعتها فوقي ، تجلدني
و أنا ظمئ ظمئُ
أتقلب في صحرائي ،
و مياه اللذات أمامي
لكن اللذات سراب ، وأنا ، محترقا ، أركض نحو الماء
لعلّي أنطفئُ .
تتوتر أشرعتي
أركض ، أزحف حتى أتخيلَ
أني أدرَكتُ ، وَصَلتُ إلى الماء ِ
أغطس ، أشربْ
أتلذذ ، ألعبْ
في ماء مخيلتي ،
و خطاي ورائي
كانت أنصافَ و أشلاءَ ، بقايا أطفالٍ
تصرخ بي :
تبّاً لك يا أبتِ .
*
جسدي مسجد شهواتْ .
قلبي مئذنة ٌ .
يصعد نبضي كل مساءْ
و يؤذن : هل من جسد ممتلئ باللذاتْ
يتوضأ من نار الحِسْ
يَدخل في هذا الجسدِ
يَلبس كل غرائزهِ
و يصلي صلوات الجنسْ .
*
الوقت عرش فوق نهدين
و أشعل ناره من ألف برد
الوقت نَهْدْ
النهد ساد الأرض ، و الشهوات قد ركعت له
و النفس ترجع للطفولة عندما كانت رضيعة ْ .
النهد ينهض ، سيدا في الصدر ،
مئذنة اشتهاءْ
الكل ينهض ذاهبا لصلاتهِ
أمَّا أنا ، وحدي أؤذِّن ، دائما ، في الليل :
حِيَّ على البكاءْ .
*
أفرَطنا في البُعد كثيرا
حتى ذبلتْ عيناكَ و عينايْ
هدَّمنا أعمدة الحُبِّ كلينا .
سَقْفُ الحبِّ سيهبط ـ يا حُبِّي ـ الآن علينا
فليسنده ظهركَ , هذي الليلة َ،
حتى ترفعه قدمايْ .
*
أنا و أنتِ جانب السرير يُبعدنا الخِصامْ
إنَّ الفراغ فوق ذلك السريرْ
طفلٌ صغيرْ
يبكي و يبكي ...
هيا لنحضنه ، نهزّ له السريرْ
حتى ينامْ .
*
ترقصين أمامي و تغرينني
هل تهزين جسمك لي
أم تهزينني ؟
*
مزعج ذلك الضجيجْ
فلتكفَّ ـ حبيبي ـ عن الصمت كي يستطيعَ
بأن يُذاكر جسميَ ,هذا المساءْ
*
غيمة ٌ هو نهدك ـ هذا ـ ، تُحبُّ السَّفرْ
و أنا الآن حقل ، بلا أي زرع ٍ،
تشقق فيه الترابُ ؛ فهيّا
أرضعيه المطرْ .
*
جسدي جائعٌ جائعُ
يتسكع في طرقات السريرِ
ويطرق باب اللحاف ولا من مجيب
فيصرخ يصرخ والصدى ضائعُ
ثم يورق من صرخاته ـ تلك ـ كلامٌ
قاطع مائع رائعُ ..
*
آه يا حبيبة قلبي
إنه البرد ها قد توغّل في جسدينا
وإني وأنت هنا دون ملجأ ْ
جسدي يتراقص برْداً ، وجسمكِ
من شدّة البرد يُطفَأ ْ
فدعينا إذاً نتعرّى لندفَأ ْ .
*
جسدان قد أصبحا شائكَينْ
مؤلمٌ ، جارحٌ حوارهما .
*
شادي حلاّق
سوريا ـ الفوعة