كانت ثورة الشيخ صالح العلي أول مقاومة للمستعمر الفرنسي، الذي أنزل قواته في الساحل السوري في 8 تشرين الأول عام 1918م، وفي 15 كانون الأول 1918، عقد الشيخ صالح العلي مؤتمراً، ضم عدداً من شيوخ الجبل وزعمائه وتقرر عدم الاستسلام للفرنسيين والدفاع عن الوطن وحريته، ومبايعة صالح العلي بالقيادة.
تميزت ثورة الشيخ صالح ضد الانتداب الفرنسي بمشاركة النساء بشكل كبير، فكن يقدمن الماء والمؤن للمجاهدين والقيام بالأمور الطبية والإسعافية وحلت النساء محل الرجال في العمل في الحقول، وقمن بالعمليات العسكرية وأسرن وسقط منهن شهيدات.
ومن أبرز من شاركن الشيخ صالح العلي بالجهاد: زوجته «فضة أحمد حسين» التي شاركت في كثير من المعارك في جنوب الجبل وشماله ومما يذكر عنها أنها كانت تقوم بمهام حمل البريد بين قيادات قطاعات الثورة، إلى مناطق أخرى، وأنها أثناء احتلال قرية الشيخ بدر وحرقها من قبل المستعمر الفرنسي، عمدت إلى اللحاق بالشيخ صالح فلاحقتها الطائرات الفرنسية وبدأت تطلق قذائفها عليها وهي في الأحراش والغابات المحيطة بالقرية إلى أن تمكنت من تضليل الطائرات ووصلت إلى مكان الشيخ صالح وهذه الحادثة من حوادث ومعارك أدت إلى شيب مبكر لكامل شعر رأسها وهي شابة لم تكمل من العمر خمسة وعشرين عاماً حينها.
ويذكر أيضاً أن زوجته الأخرى (حبابة) كانت ترافقه في المعارك. وكانت تلقم له البارودة الفارغة، لأن الشيخ كان يقاتل ببارودتين، وكانت تتفقد الحرس ليلاً، ومن وجدته نائماً، أخذت بارودته ووقفت مكانه.