آخر الأخبار

هيام حموي,35 عام وراء الميكروفون ولا زالت متألقة

تحب فيروز وتقطف الياسمين في البيت العتيق مع "كل القصايد" لمروان خوري

تنتمي الى ذاك الزمن "الاكثر نقاءا" كما تحب ان تسميه ، تواصلت مع الملايين عبر الصوت خلال مسيرة امتدت حوالي الأربعين عاما ، كان اللقاء معها رحلة عذبة وممتعة مثل كل الفترات الاذاعية التي قدمتها خلال اربعة عقود من الزمن ، تعتبر لحظاتها الاسعد تلك التي قضتها على الهواء ، واعتبرت انها تشغل الحيز الاهم في حياتها.

تعتبر لحظاتها الاسعد تلك التي قضتها على الهواء ، واعتبرت انها تشغل الحيز الاهم في حياتها.

قررت منذ كانت في 11 من عمرها بانها لن "تتجوز" ومع ذلك ما عاشت وحيدة فقد كانت دوما بين الملايين الذين يتابعونها في كل البلاد العربية عبر 20 عاما في اذاعة مونتي كارلو ، ومن ثم عشرة سنوات في اذاعة الشرق التي امتد ارسالها الى المهاجرين العرب في البلدان الاوربية ، واستقر بها المقام في بلدها سورية في اذاعة محلية ناشئة ، اعادت هيام الى وراء المايكروفون الذي اخبرتنا بانها " اشتاقت له" وبدأت رحلة جديدة في جو من الاستقلالية تذكرها في بداياتها في مونتي كارلو مؤكدة بانها وجدت من الهوامش والحرية في العمل ما يفوق توقعاتها.

بدأت رحلتها في الاذاعة السورية القسم الفرنسي في اواخر ستينيات القرن الماضي ، وسافرت بعد ان تخرجت من كلية الادب الفرنسي في دمشق الى باريس ونالت درجة الماجستير ، عملت في مونتي كارلو في المكتبة بداية .. وأجلّت الدكتوراه حتى يسمح لها الوقت .. سرقها الوقت وخسرت الدكتوراه وربحت محبة الملايين ..

من الاذاعة الإقليمية الشهيرة مونتي كارلو الى اذاعة الشرق الممتدة في معظم بلدان العالم ، وصولا الى اذاعة محلية لم تغطي حتى الان جميع الاراضي السورية .. كيف يؤثر هذا عليكِ ؟

الذي يؤثر علي هو الادارة التي لا تدعني اتكلم مثلما اريد ولا اضحك مثلما اريد ، في بداياتي في مونتي كارلو اعطاني انطوان نوفل الثقة وانا كنت احاول ان اكون جديرة بهذه الثقة ، الثقة ما يهمني ويؤثر على ادائي بغض النظر اذا كانت الاذاعة عالمية اقليمية او محلية.

هل كان لك شروط .. ؟

كان سؤالي الاول عندما عرض علي العمل في قناة الشام ما مدى الحرية المتاحة لي ، وقالوا لي بان لك كل الحرية ، لاكتشف فيما بعد باني متشددة اكثر من الكادر العامل في الاذاعة ، فعلى ما يبدو قد اتيت وفي داخلي رقيب اقسى بكثير من الرقيب المفترض ، وانا مسرورة من هامش الحرية الموجود ، فقد كنت خائفة ان يقولوا انها اتية من باريس .. ( تضحك ) .. فكانت هوامشهم اوسع مما اعتقدت.

دخول مذيعة مخضرمة لها اكثر من 35 عاماً في العمل الاذاعي مع كوادر شابة ، الا تجعل هناك ما يمكن تسميته "فجوة في الاداء" بين اداء قادر متمكن واداء مبتدئ .. ؟

العمل اليومي مع الكادر الشاب يساعد في نقل الخبرة ، وانا احاول ان انقل اليهم خبرتي في هذا المجال واقول لهم مثلا يجب دوما ان يكون هناك قيمة مضافة حتى ولو تم الاعتماد على مصادر اخبارية اخرى.

ماذا عن ادائهم .. ؟

بالنسبة للاداء هي مرحلة لا بد من المرور فيها ، فمهما تدرب الشخص فسوف يرتبك قليلا عندما يكون على الهواء ، وهذا طبيعي فانا تمرنت لمدة ثلاثة او اربعة اشهر وعندما خرجت الى الهواء اول مرة "ذهب صوتي" , بقيت " اعك" لفترة وتأتي رئيسة القسم " عادلة الشمعة " لتقول لي ما كان يجب وما كان لا يجب فعله .. اخذوا مجازفة بانهم اختاروني .. يجب ان نتخذ مجازفة اليوم ايضا..

الا تلعب المواصفات الشخصية دورا كالصوت مثلا .. ؟

الصوت مهم ولكن الوعي اهم ، مثلا لا يمكن ان يقرأ المذيع خبراً فيه كلمة خطأ ويقرأها كما هي يجب ان يكون واعياً لما يقول .. انا يجب ان اكون واعية لكل كلمة اقرأها ليس فقط ان اقرأها ..

علمنا بانك تساعدين في تدريب الكادر الشاب في اذاعة شام اف ام ، لاي مدى ستنجحين في ان يستمع الجمهور الى الاذاعة وليس لهيام الحموي ؟

هذا يحتاج الى وقت وطبيعي جدا اليوم ان يشعر المستمع ببعض الفارق ، نحن نعمل لشهر واحد ونحن نعمل دائما على تحسين مستوى الاداء ، ونقيم ادائنا بشكل يومي بغاية الارتقاء به.

علما باني كنت مسرورة ومندهشة من جرأة العاملين معي وفهمهم للامور ، كتبوا الكثير من النصوص التي تعيش فيها تلك الروح السورية التي فيها الحنان والمعلومة والسخرية ، تلك اللغة التي تقول انا اعرف بانه مغلوب على امري وانا اعرف ذلك وانا ابتسم ..

الم تتلقي عروض للعمل في اذاعات اخرى ..؟؟

لم اتلق عروض عمل من اذاعات اخرى ، شاركت بتدريب بعض العناصر في اذاعة سوريا الغد لثلاثة اسابيع ولكن لم يعرضوا علي اية عروض ، وقدمت برنامج حينها مكان احد الذين غابوا عن برنامج كنا قد اعددناه وكنت مسرورة .. فقد اشتقت لمايكروفون .

وكان هناك عرض اخر مع اذاعة ارابيسك ولكني لم استطع الارتباط معهم لاني كنت قد بدأت العمل مع موقع CNN

اين ترين موقع الراديو اليوم بين وسائل الإعلام .. ؟

كنت اعتقد ان الراديو صامد حتى قبل بضع سنين مضت , ولكني اعترفت بان التلفزيون تفوق واصبحت اشغل التلفزيون صباح كل يوم عوضا عن الراديو ، ولكني ارى في التكنولوجيا الحديثة امل ليعود ويستحوذ الراديو على الاهتمام من جديد من خلال الانترنت وتزويد معظم اجهزة الموبايل بامكانية الاستماع الى موجات الـ fm

الم تفكري في التقديم التلفزيوني .. ؟

لا افضل الظهور على التلفزيون لانه لا يكون التركيز على المادة وفقط وتدخل عناصر الصورة على حساب المادة ، بالاضافة انه يستلزم الكثير من الادوات والتحضير .. اضاءة ومخرج ..

اسمحي لنا ان ننتقل لنعرف القارئ قليلا عن الجانب الخاص في حياتك .. كيف تقضين اوقاتك .. ؟

احب الاستماع الى الاغاني فاقضي ايامي احيانا في سماع اغاني للبعض ، يوم لفيروز ، ويوم مروان خوري كل القصايد ..

تحبين مروان خوري ؟

هي الاغنية تذكرني ببيت جدي اصعد الى السطح واقطف الياسمين يذكرني بالهواء النظيف .. اعود لفيروز سلملي عليه نهار كامل .. وهكذا ( تضحك )

ماذا تحبين في دمشق وكيف استقبلك السوريون بعد هذا الغياب ؟

احب الشام القديمة كثيرا .. مقصرة في حق كل اللذين اعرفهم لم اجد الوقت منذ قدومي لكي اتجول في دمشق بسبب انشغالي ..

هل اثرت مسيرتك المهنية على حياتك الخاصة .. ؟

بالعكس اعطتني الكثير "حدا بيصحلوا ان يقضي اربعين عاما يسمع اغاني .. ويقبض مصاري .. " ( تضحك ) ..

هذا على الهواء وخارج الهواء .. ؟

كنت في حياتي على الهواء اكثر من خارجه ، كنت اعمل ساعات وادافع عن خطي باقي ساعات اليوم وانام في الوقت الباقي ، انا فخورة باني حافظت على هذا الخط حتى خروجي من العمل .

شاهدنا لك لقاءا جريئاً على احدى القنوات الاخبارية الفضائية .. ذكرت فيه اشياء جريئة .. مثلا كنت تراجعين طبيباً نفسياً ؟

لا احب الحديث عن حياتي الخاصة ، هناك من القضايا التي لا يريد الناس الحديث عنها ، انا تكلمت قبلا عن زيارتي لمحلل نفسي الذي يمكن ان يساعد في بعض الاحيان في تصحيح بعض الافكار المغلوطة عن التحليل النفسي وعن حالنا وعن باقي الناس ..

كنت مثالية واتوقع العالم مثالي والذي صنعه المحلل النفسي حينها بان "نزلني الى الارض شوي في اللحظة التي كنت انا عايشة على غيمة " .. " كنت مصرة ان ابقى على الغيمة ولكن عرفت حقيقة الارض ".

كيف تجدين المرأة السورية اليوم ..؟

المرأة السورية بالنسبة لي امي وستي وخالتي الذين كافحوا وتحملوا مسؤولياتهم الكاملة .. ، على كل لا يوجد جيل افضل من جيل لكل جيل قضيته .. وتبقى الحياة مستمرة ..

كيف تنظرين الى الحياة بعد هذه التجربة الغنية ..؟

قابلت فتاة لبنانية وقالت لي كرهتك مرة واحدة عندما كنت في الملجأ وسمعتك عبر الراديو وانت تضحكين .. ، وكما اخبرتني الفتاة لاحقا بان امها قالت لها يومها " لا بأس هذا لنتذكر ان الحياة جميلة في الخارج "..

هل تعتبرين الحياة جميلة ؟

لا .. ( تضحك ) .. برجي الصيني برج الكلب ، وفي فلسفة هذا البرج بان مرورنا بالارض عقاب ..؟ في المقابل ارى باننا يجب ان نعيش هذا "العقاب" بفرح ..

عموما انا اردت حياتي هكذا واليوم اكتب رواية .. وفكرة الرواية باني اردت لحياتي ان تكون هكذا..

هذه اول رواية تكتبيها ؟

كان هناك محاولة و"عتقت" قبل ان تنشر .. وهذه الجديدة صارلها عشرة سنوات..

هل انت نادمة على عدم زواجك .. ؟

قررت منذ كان عمري 11 عاما باني لا اريد ان اتزوج .. لما حبيت بعد عبد الحليم حافظ ابن الجيران (تتذكر وتضحك) صارحته باني لا اريد الزواج .. اريد ان اجد شخصا يقبل بان يسكن كل واحد لحاله .. فقال لي لن تجدي هذا الشخص ..

والاطفال ..؟

اخشى من علاقة الطفل مع اهله .. ومن ثم هناك كثير من الناس تزوجوا وانجبوا "ما وقفت علي"..

الم يضغطوا عليكِ اهلك للزواج ..؟

حتى عمر الـ 50 سنة كانت امي تقول لي تزوجي وبعدها قالت معك حق ( تضحك ) ، اما والدي لم يكن يتدخل ، قال لي وانا في الـ 15 سنة انا لن أفرض عليكِ احد ولكن لا تفرضي أنت علي احد .. وهكذا كان ..

وتوقف اللقاء فجأة .. بعد ان اكتشفنا بانه مرت ساعتان من الزمن ونحن نتحدث ، مرت الفترة سريعا مثل كل الفترات التي قادتها هيام على مدى اربعة عقود عبر أثير الراديو كانت خلالها "كابتن" خبير يقود مستمعيه دائما في رحلة سلسلة ممتعة ..