البروفسور هدسون: بوش يسعى إلى تغيير النظام القومي في سورية
أكد رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة جورج تاون الأميركية، البروفسور مايكل هدسون، أن «واشنطن ترى في القومية العربية تهديداً لمصالحها، ولذلك تشجع الأنظمة غير القومية، وترفض التعامل مع العرب ككتلة متجانسة»، معتبرا ان اميركا «تسير في اتجاه تحويل الأنظمة الشمولية إلى أنظمة ديموقراطية».
وأشار الأكاديمي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن «عودة السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي إلى دمشق، مرتبط بإصلاح شامل على كل الجبهات الداخلية والخارجية»، مؤكداً أن «هدف الادارة الأميركية الحالية، تغيير النظام القومي في سورية».
وقال هدسون خلال محاضرة ألقاها في «الجمعية السورية للعلاقات العامة» في دمشق، إن «المنطقة تمر بمرحلة انتقالية، وهذا يعني أن هناك توترا وقلقا على كل الأصعدة لكن هناك إمكانية للتغيير»، موضحا ان «عملية إصلاح تحدث في كل المجالات، فقد حدثت مجموعة تغيرات في لبنان، وهناك جهد لإنشاء حكومة جديدة في العراق، وشهدنا حركة صغيرة في اتجاه اللبرلة في مصر، وكذلك شيئاً مشابهاً في الأراضي الفلسطينية».
وتابع: «لاحظت وجود حركة من المجتمع المدني والأهلي، سعيا في اتجاه المشاركة في القرار السياسي، وحتى في سورية بات الناس يطالبون بذلك، ونحن ندرك أن المنظومة السياسية والاقتصادية لا بد أن تنفتح من أجل تحسين آلية اتخاذ القرار».
ولخص هدسون، رؤية الرئيس جورج بوش و«المحافظين الجدد» تجاه الشرق الاوسط، وقال «إنهم يسعون إلى تحويل المنطقة إلى ديموقراطية وليبرالية، والرئيس بوش يقول إن جميع الناس تواقون للحرية، ولا يريدون أن يحكموا من ديكتاتوريات وأنظمة شمولية، معتبرا ان الشرق الأوسط الكبير والمنطقة العربية، يتميزان بوجود الحكم الديكتاتوري والأنظمة الشمولية».
ويعتقد بوش، حسب تعبير هدسون، انه «عندما تقمع الأنظمة الشمولية الناس، فإنهم يتوجهون للإرهاب، ويوجهونه في اتجاه الولايات المتحدة، والحكومات المتحالفة معها، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة، بصفتها أكبر قوة في العالم، أن تقوم بتحويل الأنظمة الشمولية إلى أنظمة ديموقراطية، لأن ذلك اضمن للأمن الأميركي».
واعتبر أن بوش «بات أكثر شجاعة في طرح موضوع الديموقراطية بعد الانتخابات العراقية التي شكلت نجاحاً كبيراً وستقود الى إصلاحات في عموم المنطقة»، بالتزامن مع «الانتخابات الفلسطينية وحركة كفاية في مصر والتغييرات» في لبنان، وأصبح موضوع تحويل المنطقة إلى أكثر ديموقراطية يتردد أكثر من قبل في حديثه».
وأشار هدسون الى الإصلاحات التي شهدتها السعودية وقطر والبحرين وعمان والكويت، حيث ترى الادارة أن «سياستها في هذه المنطقة ناجحة».
ولفت هدسون إلى ان ابرز التحديات التي تواجه الاصلاحات في المنطقة العربية «أن الشعوب العربية تريد الاصلاحات وتطالب بها، لكنها اكتشفت أن الرئيس الأميركي يريد الشيء نفسه، وهذا يضع الإصلاحيين في مأزق، لان الناس يكرهون المرسل، فكيف بهم يقبلون الرسالة»؟ واضاف: «آمل أن تنجح الحركة في اتجاه الإصلاح الداخلي وان تبقى بمنأى عن السياسة الأميركية».
وحول سقف المطالب الأميركية من سورية، اوضح هدسون: تقول الرواية الرسمية التي سمعتها من السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي، أن لدى الولايات المتحدة الكثير من الاعتراضات للتوجهات السورية، مثل دعم حزب الله والوجود السابق في لبنان، واستضافة جماعات إسلامية فلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي وجماعات أخرى, وبالنسبة الى الموضوع العراقي قام السوريون بشيء، لكنه غير كاف».
وأضاف: «ربما تريد الإدارة الأميركية الترويج للتغيير في سورية، لكن رأي السفيرة سكوبي أنه إذا قامت سورية بإصلاحات على كل الجبهات يمكن أن تعود إلى دمشق», وأكد أن «المهم في الحالة السورية، حسب رأي الاستراتيجيين الأميركيين، ليس أن تكون علمانية أو ديموقراطية»، موضحا ان «المشكلة هي في أنها تتبنى الفكرة القومية العربية، ولا بد من تغيير النظام، لكي يحل محله نظام غير قومي».