بدءا بتسويق الابن ومرورا بالتعديلات الدستورية المشبوهة لا سيما ما يتعلق بالإشراف القضائى وما يسمى كذبا مكافحة الإرهاب وانتهاء بتزوير فج لانتخابات المحليات وبين ذلك جرائم كثيرة.
فشل الوالد فى سياساته، سواء السياسية أو الاقتصادية ودليل ذلك ما عاناه الناس من قبل، وفشل الابن فى معالجاته للداخل ودليل ذلك ما يعانيه الناس من أزمات لا تكاد تنتهى ولنا فى تابور(طابور) الخبز ما نستأنس به ههنا.
كنا نقول
كنا نقول من قبل إن النتيجة الطبيعية لغبائه تجعل النظام الحاكم يفشل فى ما يريد أو النتيجة الطبيعية لطغيانه تجعله قد ينجح فيما يريد ولكن فى داخل الناس بركان من الغضب يعنى أن استقرار الأوضاع حين يتم التوريث مسألة محل شك ونظر ومن يستنيم لإهانة شعب لا شك واهم وخاسر، والندم جزاؤه طال به الزمن أم قصر...لكننا اليوم نقول مع تردى الأحوال بهذه الصورة البشعة إن الخرق قد اتسع على الراتق ولم يعد فى وسع مبارك ونجله ترقيع الثوب ولا ترحيل المشكلات حتى حين وفى تسريبات من أفراد ذوى مسئولية أن مبارك قد أعد عدته لترك البلاد تغرق بمن فيها حين لا يحدث البركان بل حين يشم اقتراب البركان منه.
وفى الأفق يبدو التساؤل منطقيا: هل من مصلحة عائلة مبارك، والصهاينة، ومعهم الأمريكان أن يحكم بلدا كبيرا كمصر- بما لها من تاريخ وما يثقل كاهلها من مشكلات ترقى للكوارث - امرؤ كنجل الرئيس مبارك؟!
شخصيا لا أستبعد أن تكون هذه الصورة - شديدة القتامة- واضحة أيضا للغرب ومن ثم فهو يستعد بالبديل الذى يخفف درجة الاحتقان فى الشارع المصرى، وما استعداده إلا بغياب الدور الفاعل للحركات الوطنية التى لم تستطع - بعدُ- توحيد صفوفها نحو منع التوريث وصنع رمز وطنى مخلص لا يتبع الغرب، أما النظام الحاكم فغباؤه كفيل بتدمير تخطيطه.
وكنا نردد أن أحد أهم مشكلات مصر تكمن فى نظامها الحاكم من حيث الغباء والاستبداد وسوء الإدارة التى ترقى للخيانة لكننا اليوم نرى أن شخصنة مشكلات مصر فى رأسها الحاكم تسطيح للأمور بعدما تدهورت مؤسسات الدولة بشكل تحتاج معه مصر لا لترميم بل للإعادة هيكلة.
وكنا نغتم حين نرى فئات مجتمعنا من قضية الإفساد فى مصر ثلاث فرق: فرقة تمارس البلطجة بأوامر الساسة ويستعلون على شعوبهم ومعهم مجموعة من فسقة المثقفين، وعلماء منافقين، و أذكياء أفاقين، وفرقة تغتم لذلك، وتدعو الناس كل الناس إلى دحر الظلم والظالمين وتوقظ حماسة البقية التى ما زالت ترجو الحياة الممزوجة بالعزة والكرامة، وتسعى فى تحريك الكتلة الصامتة إليها، وفرقة جعلت كل همها فى تثبيط همة المنادين بالحرية، جعلوا همتهم أن يقولوا للمحسن : لماذا تحسن وتنادى بالإصلاح؟ جعلوا همتهم لا أن يقولوا للظالم اسمع لهؤلاء بل أن يقولوا لهؤلاء لن يسمع لكم هؤلاء فلا تتعبونا معكم...لكننا اليوم نذوق جميعا مرارة المعيشة وضنكها، ونرجو أن تتشابك الأيادي وتتحد ضد هؤلاء الفشلة مع البحث عن رئيس لمصر لأن مصر باتت فى خطر: خطر حقيقى.
فى انتظار اللحظة الحاسمة
الناس فى بلادنا يتساءلون ماذا يحمل الغد لنا ؟! والصهاينة يتساءلون ماذا يحمل الغد لمصر؟ لكن الصهاينة ومعهم الأمريكان يدبرون ويبحثون إن لم يكن قد استقروا بالفعل على إيجاد رئيس لمصر ونموذجى أحمد الجلبى وقرضاى ليسا عنا ببعيد، والنظام الحاكم أيضا يتساءل ماذا يحمل الغد له...الأوضاع فى مصر تفرض هذا التساؤل: ماذا يحمل الغد لنا؟ وكل فى انتظار اللحظة الحاسمة فهل تحسمها إرادة المصريين بانتفاضة شعبية؟ وهل هذه الانتفاضة عشوائية تدمر البلاد؟ أم هى الفوضى الخلاقة؟ أم ما يزال الغرب يحتاج لمبارك لامتلاكه بعض الملفات؟
أيَّامَّا تكن التوقعات، وأيَّامَّا يكن اللاعب الرئيس فإنى أرجو ألا يكون الغد امتدادا لمحنتنا أو قصاصا لنا حين أكلنا يوم أكل الثور الأبيض وأن يسعى الغُيُر(الغيورون) لإنقاذ البلاد من مستقبل غامض بات يراه المصريون قريبا.