انه التجني بعينه على أصول الآدمية والإنسانية, فأي عالم على هذه الكرة الأرضية ليقبل بهذه المحرقة العنصرية, وأي نظام كوني هذا ليصبح في زمان التطهير العرقي صم بكم عمي , بلا مشاعر, بلا أخلاق, بلا مبادئ, ليقبل على ذاته أن يحيل قطاع غزة إلى مختبر تجارب لقياس مدى فاعلية كل أدوات الموت, الجاهلية منها, والمدنية, والعنصرية, أيا أيها الصامتون عن الكلام سحقا لكم, أيا أيها المتآمرون على إنسان غزة سحقا لكم, ألا أيتها الشعوب الميتة لارحمك الله, أيا أيتها الضمائر المتحجرة كصخور الجاهلية سحقا لكم, ألا أيها التاريخ سجل, دَوِن أبشع مجزرة تاريخية في زماننا هذا, لتشهد الأجيال القادمة بعدنا هول الجريمة العالمية بحقنا, لتعلموا يا أجيال الغد أننا ماقبلنا الموت كخراف ذليلة, ولاقبلنا البيع برخص في سوق النخاسة السياسي, أيها التاريخ سجل صمودنا, دون رباطنا وميثاقنا وعهدنا, سجل فان الحقارة هي عنوان إنسان زماننا, ألا أيها الأجيال إياكم أن تصدقوا , أكذوبة الديمقراطية والتحضر الأسود المسماة عدالة واعتدال, فسحقا لعدالتهم, ولعنة على اعتدالهم, ها نحن نكتب لكم من زمان ليس هو زمانكم, وسكين الموت تغرس في جميع أنحاء أجسادنا, فلا يغرنكم بريق شعاراتهم الإنسانية وماهي ألا كهوف الشياطين الصهيونية, وسدنتها من المتصهينين والمستعربين والمتاسلمين, فاحذروهم يا رجال الغد ويا حلم أجيال مابعدكم, إنهم الوحوش انتزعت من أحشائها الرحمة, وان بدت لكم بأثواب الوداعة الماكرة, إننا في غزة نعيش حياة مودع فطوبى لمناضلينا والصامدين وأشرافنا, وسحقا لمن رضي المهانة والذل والقسوة لأهلنا.
قيل في مكنون الزمان, إن الحاجة أم الاختراع, وقد نسي البعض أن الاختراع, قد يكون آلة دمار نتيجة عدم تقدير أو استخفاف واستهتار, إن الاختراع لمواجهة الحاجة, إنما من اجل الحياة والحرص على استمرارها, متوخيين الحيطة والحذر متوقعين السيئ قبل المنفعة, من اجل سلامة أهلنا وأبنائنا, وألا يصبح مانسميه نعمة واختراع , نقمة ودمار وموت وضياع, أنا هنا سألقي بما يسمى بجدلية الشرعية واللاشرعية جانبا, فأجراس الخطر والموت الجماعي تقرع, جميعنا في خطر, أطفالنا في خطر, مرضانا في خطر, إنساننا وطيرنا ودوابنا في خطر, لن نتحدث هنا عن شرعية ولا شرعية, لن نتحدث عن ديمقراطية ودكتاتورية, إننا نقرع مزيدا من نواقيس الخطر, التي ربما البعض لاياخذها على محمل الجد, ألا عندما يجد الجد, ويقع المحظور, إن مقومات الصمود لاتعني مجرد التهديد والوعيد, والسكين والبارود, بل تعني أن لانتساهل أبدا مع أي من معاول الهدم في زمن الفوضى اللاخلاقة في جبهتنا الداخلية.
لقد باتت جميع المنابر والأخصائيين والمختصين, تحذر من خطر هذا الاختراع المسخ, وقود"السيرج", فسمعنا الأطباء يتحدثون عن السرطنة والأمراض الصدرية والتسمم والتلوث جراء الانفلات المهووس في استخدام تلك الزيوت القاتلة, منها المستخدم والمحروق من مخلفات تعرضت للاحتراق, ولامست مسامعنا الحديث عن تزايد حالات توجهت للمستشفيات, بل من منا من لايداهمه روائح زيوت الموت في حله وترحاله, من منا لم يستشعر في نفسه أو أهله أو أبناءه أعراضه, خمول واختناق وهياج شعاب هوائية, ودوخان وصداع, وتوعك أمعاء, انه الجنون المنفلت من قلب الجبهة, فما أهون أن تواجه عدوا من خارج جبهتك, وما أصعب أن يغزوك الموت من داخل عرين صمودك ورباطك, وما يزيدنا اندهاشا ورعبا, جمهور مصفقون لمثل ذلك الاختراع المسخ البربري, كاستجابة لتحدي غول حصار الصهاينة, فان كان هؤلاء يعلمون تداعيات هذا الاختراع المسخ على حياة أبنائنا وأهلنا فهذه مصيبة, وان كانوا لايعلمون إن الاختراع المسخ له فعل الأعداء فالمصيبة أعظم.
وإذا ماقال قائل, من لم يمت بالسيف مات بغيره, تعددت الأسباب والموت واحد, نقول ونعم قضاء الله وقدره الداعي في محكم كتابه العزيز, بالا نلقي أنفسنا للتهلكة, إن ذلك الاختراع لهو التهلكة بعينها, وأنا من أمام هذه الآلة الصماء اسالكم بالله أن تركزوا فيما أقول مع دعائي لكل أهلي بالخير والتوفيق والخلاص من الحصار, والسلامة من شبح الأوبئة والأمراض التي نتسبب فيها بأيدينا, اعتقادا منا أننا نقهر الحصار ونقوى على الصمود وفي هذا باطل يراد به حق, لا حق يراد به باطل, اسالكم بالله لو ذهب أحدكم طرف طبيب للفحص جراء سحابة التلوث الزيتية بعد كدر التلوث السياسي, فاكتشف أن الخلايا السرطانية النائمة قد تم تنشيطها وبدأت تنهش في أحشاءه, أو اكتشف ذلك لدى أبيه أو أمه أو احد أبناءه, فهل جراء صدمته سيسامح نفسه على الصمت المميت والتصفيق السخيف, يقول وما يصيبنا ألا ماكتب اله لنا؟ ونعم بالله الذي لايحمد على مكروه سواه, لكن وان كان كل شيء من عند الله وبقضاء خيره وشره, الصحة والمرض, التعاسة والسعادة, العزة والكرامة, ولكن أينكر أحدكم أن الله قد ميزنا بالعقل والعلم عن باقي مخلوقاته, كي نتجنب الشر ونلجأ للخير, كي نتسلح بالعزة ولا نتعرض لذل, كي ننأى بأنفسنا عما يضرها جسديا ومعنويا إلى ماينفعها, اوليس لنا عقل ينير لنا طريق الهداية والخلاص من شبح العناد والمكابرة والاستهتار, أليس كلنا راع ومسئول عن رعيته, فلماذا نرتضي مصير الرعاع ونطلق لشرور أنفسنا تفسيرات بعيدة عن الحق, ولا نكبح جماح ما يدعيه البعض اختراعا ويجمله, في حين انه وبالا ودمارا محتما.
تكاد المنابر الإعلامية على تعدد ألوان تبعيتها الأيدلوجية والسياسية دون استثناء, تستضيف هذا الشيخ وذاك الطبيب, ليدلو بدلوهم الشرعي والتخصصي, فما أجاز احدهم وما توانى عن التحذير من تداعيات ذلك الاختراع المسخ التهلكة, ومن يقبع في بروج مشيدة فاليتنازل لتفحص الرعية ,رهينة المحبسين ,غطرسة الأعداء, وجور ذوي القربى اشد غضاضة, والتي لاحول ولاقوه لها إلا التوكل على الله والتضرع بالدعاء, لان يحفظ أنفسهم ووطنهم وأهلهم وذريتهم, افتحوا المنابر لتسمعوا شكوى المصابين والمرعوبين على فلذات أكبادهم الذين يأخذون يوميا جرعات التلوث المسخ أثناء ذهابهم وإيابهم, من مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم, إن الصمت عن هذا الاختراع المسخ جريمة وعار, ومحدثكم ليس لاسمح الله بالمتجني أو الثرثار, بل نقل أطفاله إلى المستشفى جراء كثافة استنشاق ذاك الاختراع الخطر , وأعراضه القيء والمغص وضيق التنفس, فإلى متى الصمت ومناصرة التهلكة والهلاك؟؟؟
أقول نعم إن الصهاينة والمتصهينين, العرب والمستعربين, المسلمين والمتاسلمين, كلهم شركاء في الجريمة, بالفعل أو الصمت عن جرائم الاحتلال وبث الفرقة والدمار, وهذا الاختراع جاء استجابة للبحث عن بدائل مواجهة تلك الجرائم والحصار, لكننا نحتكم شرعا إلى" لاضرر ولاضرار" ونحتكم عقلانيا وإنسانيا ووطنيا, إلى التوقف عند الخطر والخطوط الحمراء, وان نتقي الله في أنفسنا وفي أهلنا, وفي الأمانة الوطنية التي نحملها في أفئدتنا وعقولنا, ليجعل لنا من كربنا مخرجا, وهنا ستسمع كثيرا من نحيب واستخفاف مستهتر ليقول إذن ماهو البديل, وليس لدينا من خيار!!!
نقول لمن في بين ضلوعه قلب ورحمة, وبين عظام جمجمته عقلا وعلما, أوقفوا بكل الطرق هذا الاختراع المسخ, ثم تلمسوا البديل بعد أن تتسلحوا بوحدتكم الوطنية ولن تعجزوا, وربما أتقدم بخطوط عريضة لاقتراح, يحتاج من الجميع المنتمي إلى وطنه والحريص على حياة أهله, أن يطور هذا الاقتراح المتواضع:
بداية قطاع غزة هذا السجن الصغير لا الكبير إذا ما قورن بكثافة سكانه, كأكبر كثافة سكانية في العالم وهذا ليس بيت القصيد لأدخل في التفصيل,والذي تبلغ مساحته 360كم مربع, حيث أن طوله شمالا وجنوبا مايقارب ال40 كيلوا متر امتدادا على خط شبه متعرج أو مستقيم, ومن هنا تبدأ الفكرة , ومن اجل حل مشكلة الطلبة والمرضى والموظفين على اقل تعديل, يمكن وبعد المصداقية في تحديد كميات السولار المتوفرة ومن الجريمة العبث بها, وإخضاعها إلى أسواق سوداء لايستفيد منها ألا الخاصة والقلة القادرون على الشراء, ومن ثم تخصيص عدد من الباصات"الحافلات" ربما ضعف رقم المسافة الطولية أو اقل بقليل, ووضع نظام لها لتسييرها في مواعيد محددة على مدار اليوم حتى آذان المغرب أو اقل بقليل, فتسير الباصات شمالا وجنوبا , وبشكل حلقة طولية مستمرة ومكتملة جنوبا وشمالا, على خط مستقيم, على الشوارع العامة يحدد نقاط قريبة لتجمعات السكنية ليتوقف الباص في موعد كل ساعتين مثلا أكثر أو اقل بقليل, ومن ثم يخترق مسارها وصولا لمحطة واحدة داخل كل مدينة ومخيم, تعريجا لبعض الباصات شرقا وغربا وفي نفس النظام لدورة العكسية المتواصلة غربا وشرقا, وبعض تلك الباصات خط مسارها مستقيم من رفح حتى غزة, ومن بيت حانون حتى غزة كنقطة التقاء, لمن أراد إكمال الترحال من الشمال للجنوب أو من الجنوب للشمال, ربما تبدأ الحركة من الساعة السادسة أو السابعة صباحا, ومن كان موعد عمله أو دراسته بعد ذلك بساعة أو ساعتين أكثر أو اقل بقليل فهو مضطر إلى التقديم لضرر التأخير, ويحدد موعد وصول كل حافلة باسم حسب مساره ورقم في ساعة ودقائق محددة لان المعوقات تكون حينها قد ذللت, إذا ما تم تخصيص تلك الباصات وترشيد وقودها, وبالتالي يتم الإقدام دون تردد على وقف استخدام ذلك الاختراع المسخ, والتقليل من الخطر المنفلت, وعلى أي الأحوال يجب وقف استخدام الزيت القاتل كوقود للسيارات حفاظا على أرواح أهلنا وأبنائنا, وأنا هنا مجرد مجتهد, باقتراح متواضع اعتقد انه من المفيد تدارسه من نقابة النقل أو شركات الباصات, فلست بخبير مواصلات ولا مطلع على الإمكانيات, لكنه اجتهاد حتى لا يكون مكاني من التحذير والنصح مجرد صوت سلبي, وربما يمكن تطوير الاقتراح أو تحفيز الاجتهادات انطلاقا منه في محاولة لدرء الخطر وتجنب الهلاك القاتل, والخروج من دائرة الصمت, حتى نفرق بين عدو قاتل , ووطني حريص , وهذا يتطلب أعلى درجات الشعور بالمسئولية والإنسانية والعلاج الفوري, لوقف خطر وضرر وهلاك لايحمد عقباه,,,, اللهم إني بلغت,, اللهم فاشهد ,,, والله من وراء القصد