آخر الأخبار

القاعدة في العراق:ذبح إناث الماعز ومنع الخيار !؟

"البطش" يُفقد "القاعدة" دعم العراقيين: ذبحوا الأطفال وحرّموا "الخيار"

أدت الأعمال العنيفة التي تبناها تنظيم "القاعدة" في العراق، ومنها التفجيرات التي أودت بحياة آلاف المدنيين، إلى تراجع شعبيته بين العراقيين، خاصة مع تطبيقه نمطا متشددا من الإسلام في المناطق التي يسيطر عليها، بدءا بذبح الأطفال، وانتهاءً بمنع النساء من شراء أصناف من الخضراوات، مثل الخيار، وإلزام الرجال دون غيرهم بشرائها.

لكن هذا "البطش" والتشدد جعل حياة العراقيين اليومية بائسة، وأضعف دعمهم للقاعدة في حملتها ضد القوات الأمريكية والعراقية، ويقول الشيخ حميد الهايس، وهو زعيم عشائري ذو نفوذ من معقل القاعدة السابق في محافظة الأنبار بغرب العراق، أنه رآهم يذبحون طفلا في التاسعة من عمره مثل الغنم؛ لأن أسرته لم تدنِ بالولاء لهم.

ونشرت الجماعة تسجيلات فيديو مروعة على شبكة الإنترنت لهجمات نفذتها وعمليات ذبح قامت بها لأجانب وجنود عراقيين، وقال عراقيون ممن عاشوا تحت حكمهم في أنحاء البلاد إن الغناء وحلاقة الذقن وعلاج النساء على أيدي أطباء من الرجال كلها أنشطة يعتبرها تنظيم القاعدة حراما.

ويشير قيس عامر، وهو حلاق من الموصل في شمال العراق إلى أن "القاعدة حرّمت حلق اللحية وحظرت السبلات الخدية والشعر الطويل... قتل الحلاقون لأنهم لم ينصاعوا لهذا".

ورغم أن هذه القصص تبدو خيالية، ويصعب التحقق من صحتها، إلا أن الناس في مناطق أخرى من العراق يروون قصصا مشابهة عن حكام القاعدة؛ حيث كان العقاب على عدم الانصياع للأوامر فيها وحشيا، بحسب ما تنقل "رويترز"، في تقرير نشرته السبت 9-8-2008.

ونتيجة اشمئزازهم من هذه التصرفات، انقلب زعماء العشائر العربية السنية، الذين كان رجالهم ذات يوم يمثلون الأساس للتمرد ضد القوات الأمريكية والعراقية في أواخر عام 2006، على القاعدة وساعدوا بدعم من الولايات المتحدة في طرد الجماعة من معاقلها السابقة.

والى جانب ارتكابه جرائم القتل دون تمييز وتفسيره المتشدد للإسلام، أصبح تنظيم القاعدة يمثل تحديا خطيرا بالنسبة لسلطة العشائر؛ حيث سعى إلى السيطرة على الأنشطة الاقتصادية وطرق التهريب إلى الدول المجاورة، وتراجعت الهجمات في أنحاء العراق بنسبة نحو 85% عن عام مضى، وهو انخفاض قياسي لم يحدث منذ عام 2004، وتجري عمليات أمنية كبرى في شمال العراق؛ حيث تقول القوات الأمريكية والعراقية أن تنظيم القاعدة المستنزف أعاد تنظيم صفوفه.

وقال اللفتنانت كولونيل تيم البيرز ضابط المخابرات بالإدارة المسؤولة عن بغداد "قتل القاعدة الوحشي للمدنيين ارتد عليه، السنة لن يقبلوا بأكثر من هذا"، ومضى يقول إن "هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم حماة للمجتمع السني يقتلون الآن عراقيين من السنة أكثر من أي أحد آخر".

وكانت محافظة الأنبار بغرب العراق ذات يوم معقلا لتنظيم القاعدة، لكنها أصبحت فيما بعد مسقط رأس رد فعل زعماء العشائر السنية العنيف ضد الجماعة، ويتنوع زعماء العشائر من شديدي التدين إلى العلمانيين.

قتل أناث الماعز

والهايس من بين الشيوخ الذين نظموا رجالهم في دوريات محلية لمكافحة عناصر القاعدة والمسلحين الآخرين، وقال الحايس إن الحياة في ظل القاعدة لم تكن عنيفة فحسب بل كانت هزلية أيضا؛ إذ أشار إلى أنهم قتلوا حتى أناث الماعز لأن أعضاءها التناسلية غير مغطاة وذيولها موجهة إلى أعلى، وهو ما قالوا إنه حرام، وتابع قائلا إنهم اعتبروا الخيار ذكرا والطماطم (البندورة) أنثى، ولم يكن مسموحا للنساء بشراء الخيار بل الرجال فحسب.

وكان من الممكن أن تقطع أصابع الرجال لأنهم يدخنون، كما جرى تفجير صالونات تصفيف الشعر والمتاجر التي تبيع أدوات التجميل وقتل باعة الثلج؛ لأن الثلج لم يكن موجودا في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وكلها روايات شائعة عن "العدالة" التي كان يطبقها تنظيم القاعدة.

وقال أحمد ياسين في سامراء إلى الشمال من بغداد "القاعدة أرادت قتلي وتفجير متجري لأنني كنت أبيع أقراصا مدمجة للموسيقى".

كما هددت منشورات النساء بالخطف أو الموت لعدم ارتداء ملابس كاسية، بينما شاع إجبار النساء والفتيات العراقيات على الزواج من عناصر القاعدة من قبل العشائر التي كانت الجماعة ترهبها.

ومما زاد من عزلة القاعدة المتنامية الهدف الذي أعلنته بالقتال من أجل إقامة دولة إسلامية سنية، واعتمادها الشديد على المقاتلين الأجانب، وقاتل كثير من العراقيين الجيش الأمريكي في العراق من أجل أسباب قومية وليست طائفية، خاصة أن العراق كان يبدو علمانيا إلى حد كبير، لحين الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين عام 2003، وكان العراقيون من طوائف وعرقيات مختلفة يتزاوجون وكانت النساء ترتدي سراويل الجينز والقمصان القطنية وزخرت بغداد بالحانات وصالات الرقص.

وقال رعد فارس وهو سمسار عقارات بالموصل "في بعض الأحيان كانوا يأتون لمكاتبنا ويبلغوننا بعدم التعامل مع الأكراد"، وأضاف "أجبروا الكثير من الشيعة والمسيحيين وأسر قوات الأمن على النزوح، وكانوا يكتبون على جدران منزل أي منهم إن المنزل ليس للإيجار أو البيع بأمر الدولة الإسلامية".

واستولت القاعدة على منازل من اعتقدت أنهم أعداء واستخدمت ذريعة أنها تقاتل من أجل الإسلام في الابتزاز والسرقة، وكثيرا ما قتلت رجال أعمال في المناطق التي كانت تسيطر عليها، وقال جلال عبد الكريم وهو تاجر من الرمادي في الأنبار "ابني كان يستورد قطع غيار سيارات، قتلوه بتهمة أنه عميل للأجانب ثم سرقوا أمواله وبضائعه"، وتابع "القاعدة ارتكبت جرائم بشعة باسم الدين، إن تصرفاتهم بعيدة كل البعد عن الإسلام".