_____________________________
هذا العام، اليوم العالمي لمكافحة الفقر جاء مختلفا، على الأقل بالنسبة للمهتمين و الاقتصاديين و أصحاب المال و الناشطين بالأعمال الإنسانية. مع أنه بالنسبة للفقراء غير مختلف أبدا عن أيامهم المتشابهة، هم أصلا لا يسمعون عن يوم يسمى بهذا الاسم المشتق من معاناتهم، و المحتفل به من أجلهم في الـ 17 أكتوبر من كل سنة.
لا حديث الآن، إلا عن الأزمة المالية العالمية التي بدأت بالولايات المتحدة الأمريكية لتشمل كل أسواق و بورصات العالم.
الاحتفال باليوم العالمي للفقر جاء هذا العام وسط خوف و تخويف رهيب للناس من خطر أزمة فقر قادمة قد لا يسلم منها أحد، حيث تفنن رؤساء الدول و الوزراء و المختصون و المحللون الاقتصاديون في وصف هذه الأزمة و توضيح مدى ملامستها و تأثيرها على الحياة اليومية للفرد العادي.
كما أن المنظمات الإنسانية العالمية طالبت بعدم السماح للأزمة الاقتصادية الحالية بالتأثير على حجم المساعدات المقدمة إلى هذه الهيئات الناشطة بأكثر المناطق فقرا بالعالم.
وسط كل هذا، برز صوت نصير الفقراء كما يلقب، البنغالي الفائز بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع بنكه "غرامين بنك" عام 2006 "محمد يونس"، ليؤكد أن جشع الأثرياء هو السبب الرئيسي فيما حصل، و كرر دعوته للرأسمالية الاجتماعية كحل صحيح يضمن لأصحاب المال ربحهم و للفقراء فرصة الخروج من فقرهم و نيل حياة تحفظ فيها كرامتهم.
فكرة بروفيسور الاقتصاد البنغالي التي كانت محل سخرية الجميع ببنغلاديش عندما طرحها، لم تعد اليوم كذلك، بل أصبحت مثالا ناجحا يجب التوقف عنده و التفكير فيه طويلا، و نحن أحوج لها اليوم أكثر من أي وقت سابق. و المختصون في الميدان و أصحاب القرار و التنفيذ في العالم هم المعنيون و المطالبون الأوائل بهذا.
حلم القضاء على الفقر أو التقليص من مساحته ليس حلمي وحدي فقط، بل ملايين الناس يشاركوني هذا الحلم و يمكن بقوة و صدق أكثر مني. و هذا الحلم البعيد المنال، يجعلنا نطالب بالاستفادة من تجربة "محمد يونس" التي هي حلم محقق، أو حقيقة أقرب إلى الحلم.
لماذا لا نساعد الفقراء على رفع مستوى معيشتهم بدل تعويدهم على مد يد التسول لمؤسسات الدولة و الجمعيات الخيرية. نسبة كبيرة من الفقراء يمكن أن تصبح قوة عاملة و منتجة و مفيدة لعائلاتها و لوطنها لو نظرنا بعين الجدية لتجربة بنك "غرامين".
____________
ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr