ويرون في أفكارهم وسلوكهم ونهجهم أنها مؤهلات لهم ليكونوا سوبر ستار النخب في كافة أصقاع العالم. وينظرون إلى باقي الليبراليين والعلمانيين في المجتمعات الأخرى على أنهم ليسوا بأكثر من غلمان لهم وعبيد.ويفاخر الرئيس بوش بصداقته وثقته بفؤاد السنيورة ومحمد دحلان. ومن يصغي السمع لليبراليين الجدد فلربما استعذب كلامهم المنمق عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن إذا ما سمع ما يقولون و دقق النظر فيما يفعلون لبدا له جليا أنهم قوم كذابون , وعصابة طغاة ومجرمين ولصوص وإرهابيين. يجهد كل منهم لبناء الإمبراطورية الأمريكية بنظامها الامبريالي والاستعماري, ويستقتل لأمركة العالم, والحفاظ على بقاء الولايات المتحدة الأمريكية, لتكون القطب الأوحد والقوة السياسية العسكرية والاقتصادية التي لا ينازعها أحد. وبذلّّ ومهانة ينبري قطيع الليبراليين الجدد المتصهينيين من العرب وغير العرب لتضليل شعوبهم وخداعهم بمكر ونفاق عجيب, وحتى تخريب وتدمير مجتمعاتهم ودولهم إن لزم الأمر, لوضعها تحت الوصاية أو الانتداب أو الاستعمار والاحتلال الأمريكي من جديد. وضمان تحقيق حلم الصهيونية بقيام دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل. بحيث تكون قوية ومنيعة ومرهوبة الجانب والقوة العسكرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط. فالليبراليون الجدد يبررون استخدام القوة بكافة أشكالها لحماية المصالح الأميركية وإسرائيل. والتدخل في شؤون باقي الدول, وحتى التدخل العسكري إن لزم الأمر. على أن يتم هذا التدخل من خلال جهود جماعية وإجماع دولي.وبذلك تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من قيادة العالم وإخضاعه لتحقيق مصالحها الاستعمارية على الوجه الأكمل. وعن هؤلاء الليبراليين الجدد انشق تيار جديد من خلال ورقة إعلان مبادئ صدرت عنه بتاريخ 3/6/1997م , سميت مشروعاً من أجل قرن أمريكي جديد.وأطلقوا تسمية المشروع على مركز يدعى أمريكان أنتر برايز. بحيث بات المركز المصنع والمرجع لأفكارهم. والمكناة بالإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأميركي. وخلاصة هذه الإستراتيجية هي:
1. الحفاظ على أحادية القطب الأميركي إلى الأبد. والقضاء على أي منافس ولو باستخدام القوة.
2. شن الحرب الوقائية والإستباقية على أي دولة يرون فيها تهديدا للأمن القومي الأميركي.
3. لا سيادة أو استقلال لأية دولة من الدول,أو نظام من الأنظمة في مجرى الحروب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على الدول والأنظمة والجماعات الإرهابية التي ترى أو تظن فيها تهديدا لأمنها القومي ومصالحها الامبريالية, أو تهديدا وخطرا حاليا أو مستقبلياً على إسرائيل.
4. كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية السابقة والحالية والتي لا تتناسب وسياسة و مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها لا قيمة لها ولا احترام لها وليست أكثر من حبر على ورق.
5. للولايات المتحدة الأمريكية كامل الحق ومطلق الحرية بالرد على كل ما تعتبره أو تراه أو تظن أو تعتقد أنه يمثل تهديدا لها أو على إسرائيل,ومن دون أية قيود أو ضوابط وحدود .فالأهداف الأمريكية يجب أن تتحقق ولو أدت إلى الحروب أو الفوضى, أو قلبت العالم رأسا على عقب.
6. للإدارات الأمريكية وحدها الحق في تصنيف الدول إلى دول ناجحة, ودول فاشلة. ومن حقها التدخل وفق ما ترغب وتهوى وتحب وتعشق في كافة الشؤون الداخلية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لأي دولة تعتبرها الإدارة الأمريكية دولة فاشلة.لأن القرن الحادي والعشرين بنظرهم سيبقى مهدداً من خطر أن تصيبه شظايا التفجر الحتمي للدول الفاشلة.
7. العالم بنظر المحافظين الجدد محوران : محور خير ومحور شر. والولايات المتحدة الأمريكية هي من تحدد من هي من الدول دول خير أو دول شر. وأن تتخذ ما تشاء وبمطلق الحرية لتكفل الحد من شرور دول الشر لما تمثله من تهديد للأمن القومي الأميركي.
8. ومحور الخير تمثله الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل , ومن يصطفيانه ليصطف معهما. ومحور الشر بنظريهما هو العراق وإيران وكوريا الشمالية وفصائل المقاومة وحماس وحزب الله.
9. وأفكار وأسلوب الليبراليين الجدد بنظر المحافظين هو ضرب من الحماقة والجنون. فالتحالفات ليس هدفها نقل الدول من وضع إلى آخر, وإنما هدفها مقاومة الأشرار والانتصار عليهم.
10. ورفضهم لأية حلول وسطية. وكل الأطراف الدولية والإقليمية غير فاعلة ولا قيمة ولا دور لها باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. أو من يناط له من قبلهما ببعض الدور.
11. والإرهابي حسب توصيفهما هو كل من يناصبهما العداء,أو لا يذعن لشروطهما ومطالبهما.
12. والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هما الأخيار, وكل من ليس معهما فهو عدوهما الشرير.
13. وقناعاتهم بأن تحقيق أهدافهم يعطيهم كافة المبررات من شن الحرب النفسية وترويج الإشاعات و التضليل مرورا بالخداع والأكاذيب وعمليات الغش والتزوير حتى في الانتخابات والحروب.
ومن البديهي أن هذه الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي ستواجه مصاعب جمة. بعد أن أتخمها المحافظون الجدد بشعارات شوفينية ونازية وعنصرية,و توصيفهم للحرب على الإرهاب على أنها حرب صليبية. ناسين أو متناسين أو جهلة أن فرض حلول وتسويات بالقوة العسكرية في هذا القرن بات عسيراً و مستحيلاً. فالشعوب لم تعد ترهبها القوة, ولا الأساطيل والجيوش والصواريخ والأسلحة النووية المدمرة غبية كانت أم ذكية. فلسان حال الشعوب يقول: إما العيش بعزة وكرامة وشرف أو المقاومة والنضال ليحظى المرء بشرف الشهادة. وهذا ما أدى إلى هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق,وهزيمة إسرائيل في لبنان.حيث تعانيان من الغرق في أتون ما جنته أيديهما الآثمة من إرهاب وجرائم يندى لها جبين الإنسانية خجلا. ولكي لا نظلم أو نتجنى على هذه التيارات من الليبراليين الجدد والمحافظين الجدد نورد بعضا من أقوالهم:
o قال الرئيس فرانكلين روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية: قدرنا أمركة العالم.
o ويقول هنري كيسنجر: العولمة هي الاسم الجديد للهيمنة العالمية الأميركية.
o ويقول زبينغنيو بريجينسكي: على العالم أن يفكر ويسلك مكرهاً أو عن قناعة نسق القيم الأميركية.
o وقال رونالد ريغان الرئيس الأميركي السابق: علينا البدء في مواجهة لاهوت التحرر والتحرير الذي يحرض الفقراء ضد الأغنياء في أميركا اللاتينية, للحيلولة دون أن يغدو جسرا لعبور الماركسية من إمبراطورية الشر السوفيتية إلى وسط وجنوب القارة الأميركية.
o ويقول الرئيس الأميركي جورج بوش الأب غداة حرب الخليج عام 1991م: لن يكون القرن الحادي والعشرون إلا قرن الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى وحيدة في العالم الجديد.
o ويقول الرئيس الأمريكي جورج w بوش: انتهى القرن العشرون بنموذج مثالي للتقدم التاريخي . وهو المجتمع النيوليبرالي الأميركي.
o ويقول نائب الرئيس ديك تشيني: الحرب بلا هوادة وبدون رحمة وإلى ما لا نهاية. فالسلام والأمن الحقيقي هو الذي يأتي ثمرة النصر في ميدان المعركة.
o وقال ليو شتراوس فيلسوف المحافظين الجدد: أنا أحارب إذا أنا موجود.
o ويقول جون بولتن: أمريكا لا تخضع للقوانين ,فهي من تضع القوانين وتخضع الآخرين لها. فلا وجود لأمم متحدة,إنما هناك مجموعة دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى وحيدة في العالم.
o وتقول غونداليزا رايس: آن الأوان للتخلي عن نظام توازن القوى الذي أقرته اتفاقية وستفاليا عام 1648م, والذي ورثته الأمم المتحدة.ذلك أن فكرة التعددية القطبية التي هي من مخلفات فكر الثورة الفرنسية وتقوم على تعددية القيم المختلفة والمصالح المتضاربة ,تلك التي دفعت البشرية سابقا إلى حروب ساخنة حينا وباردة حينا آخر.
o ويقول زلماي خليل زادة: علينا استعمال آلة الحديد والنار لنمنع وبشكل أبدي بروز منافسين أقوياء للولايات المتحدة الأميركية.
o ويقول نعوم تشو مسكي : أنت حر لتفعل ما تريد, مادمت تفعل ما نريده نحن الأميركيين منك.
o ويقول الصحافي توماس فريدمان: أبرز حدث في هذه الحقبة من تاريخ العالم هو صعود الصين والهند كعملاقين آسيويين غير رأسماليين بالمعايير النيوليبرالية للعولمة الأميركية. ولذلك بات لزاما علينا اتخاذ سياسات عقابية بحقهما للحيلولة دون أن تتمكنا من تعميم نموذجهما التنموي على العالم بأسره.
o ويقول الجنرال جون أبي زيد: من الضروري دوران العالم بأسره في فلك العولمة الأميركية انطلاقاً من الشرق الأوسط وبآلة الحرب العسكرية إن اقتضت الضرورة.
وهذه الأقوال إضافة إلى ما سبق ذكره عن الليبراليين الجدد والمحافظين الجدد. يستشف منها:
1. تمسكهم بفكر قاصر ومتناقض لا يخدم سوى تأجيج الصراعات والنزاعات والحروب. فالشعوب التي ضحت بالكثير من الدماء والأرواح, لا يمكن أن ترضى بالعبودية من جديد.
2. ومثل هذه الأقوال والأفكار والتصرفات تنفر الشعوب والجماهير. وخاصة حين تموه الأهداف الاستعمارية, ومحاولات فرض الهيمنة الأمريكية, بخطاب كاذب مفاده أنه إنما الهدف منها نشر الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان في أرجاء العالم.
3. تبريرهم بوقاحة كل ما تقوم به كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من انتهاكات لحقوق الإنسان, وأعمال إرهاب وتدمير وإجرام منظم, وتعذيب للسجناء والمعتقلين في السجون الأمريكية والإسرائيلية وسجون حلفائهم فيما يسمى الحرب على الإرهاب.
4. افتقار أفكارهم للتأييد من شعوب العالم وغالبية الشعب الأميركي. بسبب نخبويتها وخطابها الاستعلائي والاستعماري, وتسويغيهم لقمع أية معارضة لأنظمة نفطية فاسدة.
5. واعتبارهم أن كل من يخالف رأيهم وتحليلاتهم إنما هو من مخلفات الماضي, ويجتر في عقائد عفا عنها الزمن. حتى أن مثال الآلوسي يعتبرونه \"دون كيشوت\" العلمانية الجديدة في العراق,فمثال الآلوسي مثلا يعتبر أن التحرر من قيود القضية الفلسطينية تكون بتهجير جميع اللاجئين الفلسطينيين من العراق وباقي الدول العربية.حتى أن النائبة التشيكية يانا هيباشكوفا في البرلمان الأوروبي والتي تترأس الوفد الدائم للبرلمان الأوروبي للعلاقات مع إسرائيل اقترحت منحه جائزة زخاروف لعلمانيته وانفتاحه على الديمقراطية الإسرائيلية.
6. النخبوية في خطابهم العفن والذي يتجلى في وعظ الجماهير بما يتناقض ومصالحها, حيث يطالبونهم بإهمال مصالحهم, وإيلاء الأولوية لمصالح الامبريالية وسلالات الأسر الحاكمة.
7. مراوغتهم وارتباكهم وإفلاسهم السياسي والأخلاقي والاجتماعي, فراغدة درغام تستنكر قمع المرأة في إيران، وتحلله وتبرره في بعض الدول الأخرى التي تعتاش على مواردها.
8. ويعتبرون أن استخدام القوة بكافة أشكالها بما فيها القوة العسكرية ضرورية حين يستشعرون أن المصالح الأمريكية مهددة أو في خطر, بشرط نسج إجماع دولي حولها. بينما المحافظون الجدد يدعون إلى استخدام القوة لفرض القيم الأمريكية على العالم ، بغض النظر عما إذا كانت الدول المعنية تشكل خطرا على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أم لا, وحتى دون الحاجة لأخذ رأي أو موافقة بقية دول العالم. وحتى بدون الحاجة لنسج تحالف دولي حولها.
9. ودفاعهم عن السجناء من الليبراليين الجدد أو الخونة والعملاء ورموز الفساد فقط. ودعمهم للثورات الملونة والتيارات السياسية التي تأتمر بأوامر الإدارات الأمريكية فقط.
10. تبريرهم للإدارة الأمريكية وبعض الأنظمة الأوروبية تضييقهم للحريات الشخصية وانتهاك حقوق الإنسان وسيادة الدول بقوانين جديدة, ولجوئهم للعمل بقوانين الطوارئ.
11. وإيمانهم بأن تجديد الرأسمالية يكون بمنحها المزيد من حرية حركة الرأسمال على حساب مداخيل العمال والمواطنين والثروة العامة الوطنية والمنشآت الصغيرة وصناديق التقاعد والضمان الصحي والاجتماعي. وحتى حل أزمة النظام الرأسمالي في البحث عن الأسواق للاستثمار,أو في توسيع المجال أمامها من خلال إيقاد نار الصراعات والفتن والحروب.
12. إطلاق الحرية الكاملة للأسواق بدون قيد أو شرط لتحقيق مبدأ اليد الخفية. وهو مبدأ فحواه دع السوق يقود, ودعه يصحح نفسه بنفسه دون حسيب أو رقيب.
وحواراتهم على شاشات التلفزة أشبه بحوار الطرشان. وتصرفاتهم أشبه بتصرفات المعتوهين. وخطاباتهم وتصريحاتهم قميئة ومقرفة, وكثير منهم عملاء لأجهزة الأمن الأميركية. و نذكر بعضاً منها على سبيل المثال:
1. فجواد هاشم وزير التخطيط العراقي السابق والمفكر التونسي العفيف الأخضر وشيخ الليبراليين العرب الجدد شاكر النابلسي ( تخلى حاليا عنهم) رفعوا عريضة باسم البيان الدولي ضد الإرهاب موقعة من/4000/شخصية فكرية وثقافية وفنية وصحافيين وشعراء وكتاب وأكاديميين ورجال أعمال وسياسيين واقتصاديين وأطباء وصيادلة وطلاب وعمال وربات بيوت وزعماء عشائر إلى كوفي عنان, يطالبون بمحاكمة العلامة يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي كفقهاء سفك دماء.
2. إجازتهم لنظم المقاطعة الاقتصادية والعقوبات وقوانين الحصار والحساب والمحاسبة التي تقرها الإدارة الأمريكية, باعتبارها أسلحة فعالة وعادلة لمواجهة دول الشر. وضرورة التزام الدول بها.
3. تصرفاتهم القبيحة وال أخلاقية أو إنسانية واجتماعية.فمثلا تصرف أستاذ القانون المصري في جامعة القاهرة يحيى الجمل طلب من إحدى الطالبات المنقبات التي تجلس في الصف الأول من إحدى الطالبات أن تجلس بعيدا عنه, قائلا لها: مع احترامي للحرية الشخصية ,وإني لا أتدخل في خصوصيات ,لكني لا أحب أن أرى منقبة جالسة أمامي في الصف الأول.وكذلك إصرار فؤاد السنيورة على أن إسرائيل هي المنتصرة في حرب تموز رغم إقرار إسرائيل والعالم بهزيمتها.ناهيك عن تهجم وفاء سلطان على الدين الإسلامي. وتهجم باقي الليبراليين على الأنظمة الوطنية وقوى الممانعة.
4. تبريرهم لرئيس وزراء الدانمرك رفضه تقديم اعتذار عن الصور المسيئة, بدعوى الحرية الإعلامية وعدم تدخل الحكومة في عمل الصحافة والقضاء. وتبريرهم هتك الرئيس الأمريكي لقوانين بلاده وحرية مواطنيه وخروجه على الشرعية بذريعة حماية بلاده. وتدخل توني بللير في القضاء لمنع تنفيذ قرار المحكمة البريطانية اعتقال جنرالات إسرائيل في مطار لندن ومنهم المجرم موفاز, بعدما لجأت أسر الضحايا من الفلسطينيين يلتمسون عدالة القضاء البريطاني.
5. يبررون حقد وغضب بوش وإدارته من محطة الجزيرة وقراره بقصف مكتبها في العراق واعتقال سامي الحاج ومطاردة مكاتبها ومراسليها في كل مكان. بذريعة أنها نشرت صور حقيقية عن القتلى الأمريكيين, وصور الدمار الذي ألحقه القصف الأمريكي في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان.
6. يعتبرون نشر الصور الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه شكلاً من الحرية الفردية والإعلامية, ودليل على تقصير وتقاعس المسلمين الفاضح في تعريف العالم بالدين الإسلامي. وأن المسلمين هم من يتحملون المسؤولية ,لأنهم أظهروا الإسلام بصورة بالغة القتامة والسوء عن طريق السلوك المبتذل والمتعجرف والتصرفات الخاطئة والنهج المنحرف لبعض المسلمين.
7. يغفلون قصدا وعمدا الكره والكراهية التي عاملت وتعامل بها القوى الاستعمارية والإمبريالية العالم والعرب والمسلمين في الماضي والحاضر وخاصة أعمال التعذيب التي طالت كل الشعوب وكان آخرها القليل القليل مما نشر عن السجون الأمريكية وسجن أبو غريب. والقوانين الخاصة التي اعتمدها بوش وتشيني ورايس رامسفيلد في التعامل مع العرب والمسلمين على أنهم لا يعتبرون من البشر. وتجيز للجنود الأمريكيين حق التمتع بالحصانة القانونية من أية مساءلة عن أية جريمة أو مخالفة مرتكبة.
8. يعتبرون أن الإسلام هو الحاضنة للإرهاب, والدين الذي يرفض الآخر ويذكي نار العداء والبغضاء ضد الغرب , والرافض لقيم الحرية والديمقراطية. وخير دليل على ذلك بنظرهم فصائل المقاومة والإسلام الجهادي. وهذه الاتهامات هدفها شرعنة تصرفات الإدارة الأمريكية وإسرائيل العدوانية.
9. بنظر هؤلاء أنه من الخطأ الفادح الدفاع عن الإسلام بالمظاهرات ورفع الشعارات التحريضية أو الاحتجاجية. لأنها لن تعود على المحتجين والمتظاهرين والرافضين والممانعين والصامدين سوى بالمزيد من الأعداء الذين لا قبل للشعوب والعرب والمسلمين بهم .لأنهم أصبحوا كغثاء السيل.
10. يرى هؤلاء الليبراليون الجدد المتصهينون والمحافظون الجدد أن على العرب والمسلمين الانصياع والاستسلام والإذعان المذل والمهين لكل مطالب إسرائيل والإدارة الأمريكية.
11. تجاهلهم لقرارات المؤتمر العالمي ( الذي انعقد في طرابلس) حول انتهاك حقوق الإنسان في ظل غزو العراق واحتلاله. والذي أدان الممارسات اللإنسانية والاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين والقتل العشوائي والمداهمات والاعتقالات والتعذيب ووضع الأسرى المأساوي.
12. حقدهم على فصائل المقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية وحزب الله وحزب البعث العربي الاشتراكي وسوريا وإيران ونظام الرئيس صدام حسين, وعلى شافييز وبوتين واحمدي نجاد .
13. رغم ادعائهم بأنهم علمانيون يؤمنون بفصل الدين عن السياسة . إلا أنهم يعتبرون أنفسهم شيوخ وفقهاء السياسة كما للدين فقهاء وشيوخ. ويتدخلون في الدين, وينصبون من أنفسهم فقهاء دين أيضا, يفتون ويشرعون بمزاجية حسب أهوائهم كما يشاؤون, وبما يتعارض وجميع الديانات السماوية.
14. على الدوام يجلدون العروبة والإسلام. ويتهجمون على سوريا وفصائل المقاومة الوطنية وإيران.
15. يدافعون عن كل أنظمة الفساد لأنهم يرتزقون منهم ويحطون عليهم كما يحط الذباب على القمامة.
16. كلهم استنكر وندد باحتلال العراق للكويت, واعتبروا وجود القوات السورية في لبنان غير شرعي. ولكنهم رحبوا بالاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان وبالعدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة.
17. يرون أن مرض الكاثوليكية هو التعصب,ومرض ألمانيا هو النازية, ومرض الإسلام هو الأصولية, أما اليهودية والبروتستانتية المتصهينة فأصحاء بنظر هؤلاء رغم تعصب المحافظين الجدد للصهيونية.
18. يُرجعون التخلف والركود في المجتمعات الإسلامية إلى الأنظمة الاستبدادية وحكم الشخص الواحد, واستغلال الدين لضمان الطاعة الشعبية. والحل بنظرهم يكون بالوصول إلى المعرفة, وتوفير حريات سياسية أكبر, وتحقيق مشاركة أوسع للنساء في كل مناحي الحياة. ولكن أفعالهم تناقض أقوالهم.
19. الليبراليون الجدد والمحافظون الجدد يتفقون على أن الديانة اليهودية هي ديانة الرب.واليهود هم شعب الله المختار.وأن الخير لن ينتصر على الشر إلا بعودة اليهود إلى أرضهم في فلسطين.
20. المحافظون الجدد والليبراليون الجدد يعترفون بأن الولايات المتحدة الأمريكية بلد الله المختار. وعلى إدارتها مهمة نشر قيمها في سائر دول العالم, لأنها حاملة لواء الحرية وقيم الديمقراطية.
21. يعتمد المحافظون الجدد على تغييب الاقتصاد من أذهان الناخبين, ونشر الخوف والرعب للتلاعب بمواقف الناخبين الاجتماعية والثقافية, لضمان صعود اليمين السياسي والديني والعنصري.
عاش المحافظون الجدد عصرهم الذهبي في ظل ولايتي الرئيس رونالد ريغان, وولاية الرئيس جورج بوش الأب,وخمسة أعوام من ولايتي الرئيس جورج بوش الابن. ولكن ريح الهزائم العاتية راحت تضربهم وتضرب الرئيس جورج wبوش وإدارته في كل مكان بكل قوة وعنف.وانتشرت الروائح الكريهة لفضائح الكثير منهم, وأخيرا وليس آخرا ضربهم تسونامي إفلاس النظام الرأسمالي.والذي جعل الامبريالية والولايات المتحدة الأميركية تترنحان من شدة الانهيار.ووجد الليبراليين الجدد والمحافظين الجدد أنفسهم حيارى وليس لديهم من أجوبة لمعالجة هذه الهزائم والأزمات سوى الكذب والتنصل مما كان يدعيه في الأمس. أو يحمّل أوزار المسؤولية للآخر والإدارة الرئيس جورج بوش. وبات العالم اليوم يشهدهم يعيشون حالة التمزق والخلاف والانهيار.
وفي الانتخابات الأمريكية لهذا العام يمثل باراك أوباما شريحة من الليبراليين الجدد الذين شعروا بأن الليبرالية الجديدة جنحت نحو التهور والفشل والإفلاس, وتحتاج للتغيير وإعادة صياغة أفكارها ومفاهيمها من جديد وكما فعل غورباتشوف. ويمثل جون ماكين ما تبقى من شراذم المحافظين الجدد. الذين يحاولون لملمة صفوفهم, وتضميد جراحهم وإعادة تنظيم عصابتهم, لعل وعسى أن تدور عقارب الساعة إلى الخلف.
وأخيراً فإن الشعب الأميركي مجبر على اختيار أهون الشرين ، حيث لا مرشح آخر غير أوباما و ماكين. وأصوات المقترعين ستصب في مصلحة المرشح باراك أوباما بنسبة قد تزيد عن الثلثين.إلا إذا حدث ما لم يكن في الحسبان من مفاجآت غير متوقعة, أو تكررت عملية خطأ تعداد الأصوات التي أدت لفوز جورج بوش . و ربما أن سبب لجوء الجيش الأميركي في الفترة الأخيرة لتكثيف عملياته العدوانية والإجرامية على المدنيين في العراق وباكستان وأفغانستان.وعدوانه الإجرامي الآثم على مزرعة السكرية السورية الذي لقتل أسرة عامل بأكملها وإصابة بعض الأطفال والنساء بجراح بليغة, دليل ومؤشر على وجود صراع في الجيش الأميركي بين أجنحة ثلاثة.جناح يرفض نهج المحافظين الجدد.وجناح يريد تشويه إدارة جورج بوش أكثر فأكثر,وجناح يسعى لدعم حملة المرشح جون ماكين والمحافظين وذلك بإذكاء نيران الخوف والرعب في صفوف الأميركيين.
الثلاثاء : 28/ 10/2008م bkriem@gmail.com