نعم سيدي القارئ السوري.... في سورية مطرٌ قاتل في عقر دارك وقد قتل الكثير الكثير بعلمك وبدون علمك للأسف.... هل علمت بوجوده يوماً؟؟؟؟... أباد هذا المطر للآن 50% نعم 50% من جمال سورية لست أبالغ أبدا أبداً... ولا زال مستمرا بالإبادة وليس هنالك من أشار إلية لا من قريب ولا من بعيد رغم أن الجميع قد رأو أثاره ومخلفاته من قريب ومن بعيد... إنه المطر الحامضي هل علمت سيدي القارئ السوري أن هنالك مطر حامضي في سورية.... كل دول العالم المتحضرة تعلم ما هو المطر الحامضي وأثره الهدام على البيئة وتمت معالجته والقضاء على مسبباته إلى أن اختفي من تلك الدول ولكن في الحقيقة قد تم تصديره لدول أخرى... غافلة.
أمسك بيدك سيدي القارئ في سورية ولنذهب برحلة من مدينة حلب إلى مدينة اللاذقية التي تعتبر رئة سورية الوحيدة بجمال طبيعتها ونضارة غاباتها المهددة بالقتل دون أن تدري سيدي القارئ فليس للأشجار أفواه لكي تصيح وتصرخ بملء أفواهها طالبة النجدة والمساعدة والحماية من المطر الحامضي الذي يكويها سنة بعد أخرى حتى يبيدها...
نذهب بتلك الرحلة أنا وأنت سيدي القارئ لكي أضعك في موقع وساحة الجريمة ولكي أريك الجثث بالآلاف... وفي الطريق نصل إلى منطقة القسطل ونترجل من السيارة فأرفع أنا سباتي للأعلى...إلى أعالي الجبال في منطقة القسطل وأريك بعضا من آلاف الأشجار أو بالأحرى جثثا لآلاف الأشجار تقف كالأشباح بنية اللون فارقها اللون الأخضر منذ أمد بعيد...
تصطدم بها الرياح البحرية المحملة بالرطوبة وتصدر صفيرا أو بالأحرى عويلا لا نسمع مثله إلا في الأماكن المنكوبة أو المسكونة بالأشباح...وبعد أن نشرب فنجانا من الشاي مع فطيرة جبن نعود أنا وأنت سيدي للسيارة ونركب طريقنا مرة أخري نحو اللاذقية ونعاين ونحن سائرون الجثث على قمم وسفوح الجبال ألف... ألفين ثلاثة آلاف (تقديراً)...
وننحرف عن طريق اللاذقية عند مفرق بلدة ربيعة ونتجه نحو البلدة ونحن لا نزال نعد الآلاف على اليمين وعلى اليسار نتجاوز البلدة ونحن نعد ونعد إلى أن نصل إلى منطقة رأس البسيط على الساحل شمال مدينة اللاذقية ونقدر المنطقة المنكوبة تقديراً أولياً بمئات آلاف الهكتارات وهي كلها للأسف من المناطق الجبلية رائعة الجمال وللأسف مرة أخرى لأن هذه الجبال سوف تُنكب مرة أخرى... بالتأكيد مرة أخرى حينما سيحصل الفعل اللاحق لفعل قتل الأشجار ألا وهو فعل انجراف التربة...
سوف تُعرى الجبال من تربتها الخصبة الغنية التي اكتسبتها منذ ملايين السنين تلك التربة التي كانت الأشجار بجذورها تمسكها في مكانها سوف تذهب هباء نحو البحر المتوسط والدليل على صحة كلامي الودي لك سيدي القارئ أن لون مياه الأنهار الشتوية التي تجري في تلك المناطق لا بد وأن يكون أحمر اللون محملا بالتربة سابقة الذكر... وسوف نوَرث بعد سنين قليلة لأجيالنا القادمة جبالا جرداء لا روحا فيها ولا حياة...
لو عاينا أنت وأنا سيدي القارئ خريطة المنطقة وتتبعنا آثار الدمار لرأينا أنه يبدأ بالمنطقة الممتدة على طول الساحل السوري من قرية البدروسية شمالاً إلى جنوب الرأس رأس البسيط بطول ما يقارب ال50 كيلو مترا ومن هذا الطول (الذي استطعنا معاينته) ونحو الداخل حتى منطقة القسطل المذكورة أعلاه بطول ما يقارب الـ70 كيلو متراً ، وبإجراء ضرب حسابي بسيط 50 × 70 = 3500 كيلو متراً مربعاً على الأقل حجم منطقة الدمار في اجمل المناطق الطبيعية في بلادنا...
قد يقول قائل أن الموضوع لا يتعدى كونه حالة تصحر... أجيبه فوراً بعدة لاآت لأنك يمكن أن تلاحظ سهولا لجبل واحد نصفها من الشجر المعدوم والنصف الآخر أشجاراً نضرة لازالت كما كانت منذ مئات السنين.
من أين تظن سيدي القاري من أين تظن أنه يأتينا هذا البلاء العظيم يا ترى... بتتبع أثار الدمار مرة أخرى على الخريطة وبرسم خط مستقيم من رأس البسيط إلى منطقة القسطل نجد أن هذا الخط يتجه من الشمال الغربي لخارطة سورية نحو الجنوب الشرقي وبتمديد الخط نحو القارة الأوربية نكتشف أن غيوم المطر المجرم تأتينا مع الرياح الشتوية الشمالية الغربية القادمة من جنوب أوربا... من اليونان وإيطاليا تحديدا كما أعتقد محملة بحمولة قصوى من دخان المصانع الثقيلة ومصانع التعدين والمصانع الكيماوية التي تم نقلها من شمال أوربا تحت ضغط جماعات الخضر وجماعات حماية البيئة إلى جنوب أوربا للتخلص من الدخان المنبعث منها وتصديره نحو بلادنا....
لقد وجب عليك سيدي القارئ في سورية والحال هذه بعد أن أريتك بأم عينك حجم الجريمة... وجب عليك وبعد علمك بالاهتمام الكبير الذي توليه سياسة الدولة في حماية الشجرة وجب عليك أن تساعدني بالدفاع عن بيئتنا بما يلي :
1- نشر هذه المقالة على الملا لكي نضم إلينا الكثير من المسئولين والمهتمين.
2- مطالبة المسئولين في سورية فتح الموضوع على المستوى الدولي ومع الدول المعنية وأمام المحافل الدولية والمطالبة بوقف الضرر ووقف حقن الغيوم بالسموم والتعويض عن هذه الخسارة الهائلة.
3- مطالبة المسئولين في سورية للمسارعة بالقيام بإعادة تشجير المنطقة قبل الانهيار الكامل للتربة وموت منطقة كبرى من أهم المناطق السياحية الجميلة في سورية.
بحث وتحقيق / سعد الله شماع