آخر الأخبار

أسامة السيد في لعبة الصور

أسامة السيد
مواليد 1970 في دمشق، سوريا. ويعيش في مينيابولس، الولايات المتحدة الأمريكية

مع مطلع القرن الحادي والعشرين تحتاج العلاقات بين الغرب والعالم العربي إلى تعزيز وتصحيح، نظرًا للأحداث والظروف السياسية الدولية التي شهدتها السنوات الأخيرة. فهناك حاجة إلى تعزيز نقاط الإلتقاء الثقافية بينهما، كما تستدعي الضرورة مزيدًا من التعارف العميق من منطلق أنه جوهري.

إن أعمال أسامة السيد شهادة بصرية لهذه العلاقات، فهي تبحث الرؤى والأنماط الإجتماعية المقولبة، فهي من ناحية ومن ناحية أخرى خُلقت في الماضي ولا تزال قائمة في اللاوعي الجماعي. والبحث في "الإستشراق" بدلالاته الغريبة والحسية، من وجهة نظر معاصرة، يولد مجموعة من الإمكانات الإبداعية والنظرية التي تُظهر التناقضات القائمة في آليات خلق الموضوعات المطروقة. وتقديم معرض " لعبة الصور، التجربة المصرية" يفتح الجدل حول هذه القضايا التي تربط بين الغرب والشرق، والتي شغلت إدوارد سعيد في حينه. وإذا واصلنا تفسيره فنجد أن الغرب بنى عن الشرق صورة بها مسحة من الجمال والغرابة، أي أن خيالاً عن الشرق لم نسطتع نسيانه شكل جزءًا من مسار تاريخي محدد، واستجابةً لمشروع إستعماري كان لديه طموح في امتلاكه والاحتفاظ به. وخلاصة القول فإن إدوارد سعيد يفكك مفهوم الإستشراق بشكل سلبي.

وانطلاقًا من الإفتراض السلبي لمفهوم الإستشراق يطرح أسامة السيد سؤاله. وبعيدًا عن الخطاب الإستعماري الذي خرج من معطفه: أليس فيه شيئًا إيجابيًا؟ يرى أسامة السيد أن صورة الشرق التي بناها الغرب غاصت في الشرق نفسه. "فخيال ما هو شرقي موجود في الجانبين" بل وأبعد من ذلك، وهو موضع مداعاة وإلهام أسامة السيد، إذ يمكن البحث في نمط مقولب من أجل خلق قراءات جديدة باستخدام لغته بطريقة بناءة وأكثر إيجابية دون أي تصنيف لثقافة بعينها.

وعلى هذه الشاكلة فإن أسامة السيد يشكل في سلسلة "إستشراق وحنين" مشهدًا من القرن الحادي والعشرين إنطلاقًا من إحدى العواصم الأكثر أهمية، وهي القاهرة. والهدف النهائي لكل عمل هو الحصول على قوة ذاتية حيث يشغل "الجمال" المكان الرئيسي. وبهذه الطريقة يستشرف الجانب الأكثر حسيًا من الإستشراق، مع فتح المجال أمام حضور هذه الفضاءات النسوية في غالبيتها التي تذكرنا بفن التصوير الزيتي في فرنسا خلال القرن التاسع عشر. وهو يسترد الحسية وأحيانًا الشغف في النظرة والوضع الموعز، إلا أنه يضفي على النساء قوة فيها تحدٍ، إذ لم يعد بهن سلبية وخضوع، فهن نساء يملكن جسدهن ومصيرهن.

وأسامة السيد من خلال إهتمامه بالجمال يقترب من أحد الأهداف الرئيسية في بحثه، ويحاول وضع صورة عن هذه المنطقة من العالم التي تقدمها صور حرب وإرهاب وأصولية.

ففي حين أن سلسلة "عمال القاهرة" تقدم لنا شهادة معاصرة جدًا للحرف والأعمال الأكثر شيوعًا في هذه المدينة الكبرى نجد أن أسامة السيد يقدمها لنا كما لو كانت من زمن آخر. وخلاصة القول فإن قوة هذه السلسلة تكمن في حمل الجمهور، سواء أكان غربيًا أم شرقيًا، على التوقف أمام تلك التي تشكل واقعنا الأكثر قربًا وأمام التي عادةً لا نتوقف أمامها ولو لبرهة، ونريد أن نتجاهلها.

والأسئلة التي تتمخض عن هذا الإخراج هي: كيف يتلقى الغربيون من يطلق عليهم "شرقيين"؟ وكيف يمثل الغربيون والشرقيون أولئك الذين يُعدونهم "آخرين"؟

موناك وسانتوس
سندرا موناك ومونيكا سانتوس، منسقتان مستقلتان تقيمان في مدريد، إسبانيا. أسستا الفضاء الفني "ماساسام".

نظم البيت العربي معرض " لعبة الصور، التجرية المصرية" لأسامة السيد وقد تجول المعرض في المدن الإسبانية: قرطبة، جيان، طريفة وغرناطة في 2007-2008.
(البيت العربي)

من المعرض

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-_144_6b340...

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/------_144_...

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----_144_b...

[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/-----_144_6...