آخر الأخبار

قراءة معاصرة للصحيحين البخاري ومسلم(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

للرد على ردود القراء (ألآبائيون) العاطفية والإنفعالية، أكرر ما قلته في بحث سابق، أنني لا املك إلا فكراً وقلماً وبرهانا وحجة ولا أملك سيفاً اسلطه على رقاب من يعارضني في الرأي ولا لساناً بذيئاً فقدت السيطرة عليه.. كما هو حال الذين يدعون إنهم حُماة السُنّة النبوية الطاهرة، وهم في ممارستهم اليومية وأفكارهم الممزوجة بشوائب التراث وعبودية السلف، والتي بكثير من الاحيان تخالف صريح القرآن الكريم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، كقول (بعض) العلماء والفقهاء والسواد ألاعظم من العوام من الناس، بأن السُنة القولية المتمثلة بالأحاديث قادرة على نسخ الآيات والأحكام من كتاب الله تعالىّ! معليلين بقولهم، القرآن أحوج للسُنة أكثر من حاجة السُنة إلى القرآن وأن السُنة قاضية عليه .. إنهم في حقيقة ألامر، أكثر الناس جهلاً بها وأكثرهم بُعداً عنها. فالسُنة النبوية الشريفة بإيجاز شديد هي: التطبيق العملي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم لكتاب الله تعالى نصاً وروحاً.
وخير ردٍ للشتامين الغافِلون الذين طبع الله على قلويهم وسمعِهم وابصارهِم هو قول المولى سبحانه وتعالى

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً - ألإسراء 84

صدقّ الله العظيم ورسوله المبلغ ألآمين

لقد ضيق السادة العلماء والفقهاء.. رحاب آيات الله البينات وقيدوها بتأويلات بشرية غُلفت بأحاديث مفتراة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم وهو منها براء، جُلَها يتعارض بشكل صارخ مع ما أوحيَ إليه عليه أفضل الصلوات والسلام، والحق سبحانه يقول:

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ- الجاثية 6 وقوله عزَ وجلَ:

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ- الزمر 2

الحقيقة المؤسفة: أن العلماء المسلمين من الخلف والسلف .. لم يحاولوا ولو مرة واحدة، تدبر كتاب الله تعالى من دونِ اللجوء إلى كتب الحديث المعتمدة لديهم.! والتفاسير التراثية .. لإعتقادهم الجازم بإنه لايمكن فهم كتاب الله إلا بتلك الكتب! وهذا للآسف الشديد ما لُقنَا به منذ الصغر.. والحق سبحانه وتعالى يقول:

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ- يوسف 2 وقوله جلَ وعلا أيضاً:

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا- الكهف 54

لقد كان حريٌ ومن الاولى على علماء الامة وفقهاءها.. تتدبر كتاب الله تعالى، مصداقاً لقول الله تعلى:

كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ص 2 بدل إضاعة الوقت الثمين في تخريج ما يسمى بالاحاديث النبوية وجُلَها مفتراة على رسول الله - عليه افضل الصلوات والتسليم، نكتب هذا ولا علاقة لنا على الإطلاق في هذا البحث العلمي مع مشاعر الحب والكره، نحن بشر نصيب ونخطئ وهم بشرٌ يصيبون ويخطئون، وحسابنا جميعاً على الله العلي القدير.

ثلاثة عشرّ قرنا خلت والمسلمون وليومنا هذا يعيشون مع فيض من الاوهام والظنون والاباطيل، فقد هجر المسلمون كتاب الله تعالى ليتلى فقط على نفوس الاموات! وأستبدلوه بالذي هو أدنى.! بكتب الحديث والروايات التي تطفح بالاسرائليات وكتب الناسخ والمنسوخ، ولم يخفى ذلك على الرسول الكريم، فتوجه إلى ربه شاكياً:

وَقَال الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا - الفرقان 30

أجد لِزاماً عليّ أن أعترف للقراء الكرام مقدماً، وقبل الخوض في هذا البحث الذي نحن بحاجة ماسة إلى طرحه، بإن ما أكتبه اليوم وما كتبته في السابق، وما سوف أكتبه في المستقبل إن شاء الله تعالى، هو موجهٌ بالدرجةِ الاولى إلى شريحةٍ محددة من القراء، وهي ليست الشريحة (المنتفعة) من تجار الدين أوالدراويش، أو ألآبائيون الذين صدق فيهم قول الحق سبحانه

وتعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَيَهْتَدُون - البقرة 170 وقوله سبحانه:

أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا- النساء 82

بل هو موجه إلى المسلمين أالذين صدق فيهم قول الحق سبحانه وتعالى:

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ- آل عمران 191

لهؤلا للقراء الذين لا يكابرون .. كل الحق في ان يٌشكِكوا في كل الافكار التي تقدم إليهم، بل يتوجب عليهم أن يضعوا كل كلمة في بوتقة الاختبار، ليتيقنوا من خلو الدسم من السٌُم، والتدقيق في أهداف هذا الكاتب أو ذاك، مبطنةً كانت الاهداف أم ظاهرة، بل ولهم كل الحق في أن يتساءلوا هل هذه الافكار التي تقدم لهم هي لإضلالهم أم لإرشادهم. نأمل في هذ البحث الذي بين أيدينا أن تخبوا الشكوك وأن يُحصحصّ الحق لكل الذين يرجون لقاء ربهم ولا يكرٍرون قول الآباء:

وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ - قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ - الزخرف - 23-24

وحرصاً مني على احترام عقول القراء، فسوف اضع بين أيديهم الحجة والبرهان، نماذج من (بعض) الاحاديث والروايات المفتراة على الرسول الكريم، التي أساءت إلى شخصه وعِرضه بصفة خاصة، ولرسالته بصفةٍ عامة، وقزَمت الاسلام دين الله القيم وأصابته في مقتل، والشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى، سمع وقرأ عنها القاصي والداني، هذه النماذح نقلتها حرفياً من الصحيحين صحيح مسلم، وصحيح البخاري، والذي يصفه المسلمون (بأصدق كتاب بعد كتاب الله!) فهاهم علماء وفقهاء الامة.. يجعلون من كتاب البخاري كتاباً آخر مع كتاب الله تعالى!! (وهذا شرك بواح) لنسلطّ الضوء بعد ذلك على كيفية تعامل صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ورضوان الله عليهم جميعاً مع ما يسمى بالحديث النبوي. ما نرجوه من القراء الذين لا يكابرون هو الصبر الجميل، إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين

إن السؤال المحوري الذي يجب أن يدور في خلد كل مسلم غيور، من هم الدساسون المستفيدون من الإفتراء على رسول الله - عليه الصلاة والسلام والتدليس عليه مع سبق الاصرار؟؟ تارة ينسبون هذه الاحاديث إلى أشخاص لا نعرف لهم كنية أو نسبا (حدثنا عبدالله أو عن أبي وائل أو عن أبي صالح وحدثنا ليث أو حمران؟؟؟) وتارة أخرى ينسِبونها للصحابي الجليل أبي هريرة إو إبن عباس أو إبن عمر! سوف تتجلى للقراء الكرام، الدوافع السياسية والعقائدية والمادية وتبِاعاً في هذا البحث إن شاء الله

النموذج الاول
(1)
صحيح البخاري، الحديث رقم: 583: كتاب الاذان- حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى

لأهمية هذا الحديث فقد ورد ذكره في اربع مواضع. وهي الاحاديث ذات الارقام - 1222، 1231، 1233، 3285 لنتأمل هذا الحديث المفترى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم

الله تعالى أرسل جبريل عليه السلام ليوحي للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم، بإن للشيطان ضِراطاً
لله تعالى أرسل روح القدس ليوحي للرسول الكريم، أن الشيطان لا يحب سماع ألآذان .. وأن الشيطان سوف يصدر ضٍراطاً حتى لا يسمع ألآذان

فهل هذا الحديث وحي من الله تعالى لرسوله الكريم ومساوٍ لما جاء في كتاب الله؟ والرسول عليه الصلاة والسلام مامورٌ بتبليغه لنا؟؟ يقول الله تعالى في كتابه العزيز
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا - الكهف 27

(2)
صحيح البخاري، الحديث رقم 618: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء

هل هذا وحي من الله تعالى لرسوله الكريم يأمره بحرق بيوت الناس؟؟ ماذا عسانا فاعلون مع قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ - آل عمران
159 ووصفه سبحانه وتعالى
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - القلم 5

(3)
صحيح البخاري، الحديث رقم 659: حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أما يخشى أحدكم أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حما
ر
هل هذا الحديث أيضاً وحي من الله جلَّ وعلا؟ هل من المعقول أن يتلفظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم يهذه الالفاظ مع الرُكع السجود، وهو صاحب الخُلق العظيم وعلى المسلمين تقديس هذا الحديث المفترى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة؟؟ هل أخبر الله تعالى رسوله الكريم أنه سبحانه وتعالى سيجعل من رأس المصلي راس حمار ويجعل صورته صورة حمار إذا رفع رأسه قبل الامام؟ كثيرون رفعوا رؤسهم قبل الامام فهل حدث ذلك ولو مرة واحدة على مدى أربعة عشرّ قرنا؟؟

أنا على يقين تام بأن قائل هذا الحديث إنسان حاقد على الإسلام والمسلمين وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ويريد أن يشوه الدين بمثل هذه الاحاديث التي ظاهرها الدين والتدين وباطنها الحقد الدفين على ألأسلام والمسلمين. لقد كان رسول الله كان يدعوا إلى سبيل ربه بالحكمِة والموعظةِ الحسنة ولا يمكن أن يلجأ إلى مثل هذا الاسلوب المنَفِر

(4)
صحيح البخاري، الحديث، رقم 619: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
صحيح البخاري، الحديث رقم 619: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا الليث حدثني بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة.

روايتان متناقضان (لنفس الراوي) ععبدالله بن يوسف؟؟؟ ولكن من مصدرين مختلفين (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم) عبدالله بن عمر يقول أنه سمعّ رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرون درجة، وأبي سعدٍ سمعّ من رسول الله أن صلاة الجماعة أفضل بخمس وعشرين درجة.!! هل هذا الحديث الظني (إن صحَ ) مساوٍ لكتاب الله تعالى؟ مرة أخرى أقول (لو صحَ) هذا الحديث المنسوب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم فإنه عند الله لا يساوي شيئاً، مصداقاً لقول الحق:

وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ - يونس 36

(5)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3097 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير؟؟؟ عن منصور؟؟؟ عن أبي وائل؟؟؟ عن عبد الله؟؟؟ رضى الله تعالى عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه

أوضح لنا القرآن الكريم خصائص الشيطان وحذرنا المولى سبحانه وتعالى من حبائله في ستةٍ وخمسون آية كريمة، وخصائصه كما وردت في كتاب الله هي:-

عدو مبين: إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ - البقرة 209

يعدُ بالفقر ويأمر بالفحشاء) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - البقرة 268

يوقع العداوة والبغضاء: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ -المآئدة 91

يزين الاعمال: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - الانعام 43
وسوسة الشيطان للنا س: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا - الاعراف 29 فتنة الشيطان: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ - الاعراف
27
النسيان: وَقَال لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ يوسف 42

إفساد الروابط الإنسانية: مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ - يوسف 100

الإضلال عن ذكر الله: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا - الفرقان 29

ما على القارئ الفطن إلا أن يقارن بين وحيَ الله تعالى وبين الكلام المفترى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فهل هذا الحديث المزعوم وحيَ من الله تعالى؟ أم هو من الاوهام والاباطيل والظنون التي إستسلم لها المسلمون لثلاثة عشر قرنا؟

(6)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3056 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سمي؟؟؟ عن أبي صالح؟؟؟ عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من (وافق قوله قول الملائكة) غفر له ما تقدم من ذنبه

هل هذا وحيَ من الله تعالى أيضاً؟ يبدوا جلياً في هذا الحديث من أن المفتري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم ليس من المسلمين ولا يعلم أن الله سبحانه وتعالى وحده الذي يغفر الذنوب، والمغفرة ليست منوطةٌ بموافقة الملائكة، ثم ماذا عسانا فاعلون مع قول الحق سبحانه وتعالى:

وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ (بِإِذْنِهِ) وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - البقرة 221 وقوله سبحانه

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ (مِّن رَّبِّكُمْ) وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ - آل عمران 133

(7)
صحيح مسلم، الحديث رقم 332 عن أنس بن مالك قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: أنا أول شفيع في الجنة. لم يُصدّق نبي من الانبياء مثل ما صُدّقت وإن من الانبياء نبياً ما لم يصدّقه من أمته إلا رجل واحد

نقف خاشعين أمام قول الحق سبحانه وتعالى:
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ (وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) - غافر 18

وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ (إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ) وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ - الاتعام 51

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ (مَا لَكُم مِّن دُونِهِ) مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ - السجدة 4

وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن (دُونِ اللّهِ) وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ - الاتعام 70

وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ (وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ) وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ - البقرة 123

(8)
صحيح مسلم، الحديث رقم 151 حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث؟؟؟ عن ابن عجلان؟؟؟ عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، عن الصنابحي؟؟؟ عن عبادة بن الصامت، أنه قال دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك ثم قال والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثا واحدا وسوف أحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (حرَم) الله عليه النار

ما نفهمه من هذا الحديث المفترى على رسول الله - عليه الصلاة والسلام، أن الذين يأكلون الربا، ويأكلون أموال اليتامى، والمنافقين، والمسرفين، والفاسقين، من الذين شهِدوا أن إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والذين يقتلون النفس التي حرّم الله تعالى إلا بالحق، والذي يضربون أباءهم وأمهاتهم، والذين يرتكبون الفواحش ما ظهرَ منها وما بطن، لا عقاب لهم وأن الله (حرّم) علهيم النار

الله تعالى يقول لنا عكس ذلك تماماً

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ - آل عمران 185

الَّذِينَ (يَأْكُلُونَ الرِّبَا) لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ (وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - البقرة 275

بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - البقرة 81

إِنَّ (الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا - النساء 145

وَالَّذِينَ (كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا) وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - يونس 27

وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ - النمل 90

وَأَمَّا (الَّذِينَ فَسَقُوا) فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ - السجدة 20

لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ) هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ - غافر 43

تدبروا قول المولى وهو أصدق القائلين

أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ - يونس 35 أيهما وحيّ الله؟ الحديث أم هذه الآيات البينات؟؟

(9)
صحيح مسلم، الحديث رقم 145 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم، - قال أبو بكر حدثنا ابن علية، - عن خالد، قال حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران؟؟؟ عن عثمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وهو (يعلم) أنه لا إله إلا الله دخل الجنة

لتفنيد هذا الحديث المفترى على الرسول الكريم، نسأل ماذا سيكون حال المرابين، والذين أشركوا؟ وكيف سيكون حال الذين سرقوا أموال اليتامى، والمنافقين، والمسرفين، والفاسقين، والذين قتلوا النفس التي حرمّ الله تعالى إلا بالحق، وضربوا آباءهم أو أمهاتهم، وارتكبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن (وكانوا يعلمون قبل موتهم) بإنه إله إلا الله؟؟

ألاجابة الشافية نجدها في هذه الآيات الكريمة، فإنه لن يدخل الجنة إلا الذي آمن بالله الواحد الاحد (قولاً وعملاً) وعمل صالحاً. لنتدبر سوية هذه الآيات الكريمة

وَالَّذِينَ (آمَنُواْ وَعَمِلُواْ) الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - البقرة 82

وَمَن (يَعْمَلْ) مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ ()مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا - النساء 42

وَالَّذِينَ (آمَنُواْ وَعَمِلُواْ) الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ - الاعراف
إِنَّ الَّذِينَ (آمَنُواْ وَعَمِلُواْ) الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ هوج 23

إِلَّا مَن تَابَ (وَآمَنَ وَعَمِلَ) صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا - مريم 60

تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا - كه 117
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ (لِلْمُتَّقِينَ - الشعراء 90 - التقوى هي من الاعمال

مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ (عَمِلَ صَالِحًا) مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ - غافر 40

أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً (بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) - الاحقاف 14

(10)
صحيح مسلم، الحديث رقم 2492 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم يوماً: وأيكم يبسط ثوبه في فيأخذ من حديثي هذا ثم يجمعه إل صدره فإنه لم ينسى شيئاً سمعه، فبسطت بردة علي، حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدري، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئاً

لقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم عن صفات آدم وذريته ومنها النسيان، ولم يستثني المولى سبحانه وتعالى أحداً من هذه الصفة حتى الرسول الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم:

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ) فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ - الاتعام 68 وقوله سبحانه

سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى - إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى - الاعلى 5-6

وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا - طه 115

إن هذه الآيات تشير وبوضوح إلى أن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم لم يسلم من النِسيان، وعليه فأن هذا الحديث مردود على الرواة الذين إفتروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم

(11)
صحيح مسلم، الحديث رقم 227 حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، - واللفظ لقتيبة - قال إسحاق؟؟؟ أخبرنا وقال الآخران؟؟؟ حدثنا جرير؟؟؟ عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمران؟؟؟ مولى عثمان؟؟؟ قال سمعت عثمان بن عفان، وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال والله لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها

هذا الحديث المفترى فيه تقول على الله تعالى وفيه إضلال كبير للمؤمنين والمؤمِنات، ألم يقل الله تعالى أن الغفران لا يتم إلا بأذنه؟

وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ (بِإِذْنِهِ) وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - البقرة 221 وقوله سبحانه:

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ (مِّن رَّبِّكُمْ) وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ - آل عمران 133

ارجوا من القراء الكرام توجيه هذا السؤال البريء إلى شيخ الجامع أو أحد العلماء والامر سيان.. ماذ إذا ارتكب المرء كبيرة من الكبائر بين الصلاتين، مثل قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ( كما يحدث الآن في العراق وباكستان) أو سرقة مال اليتيم؟ للأسف الشديد ما أكثر الذين يُصلون ويأكلون أموال اليتامى بالباطل في مجتماعتنا الإسلامية وبين الصلاتين.. هل قال لنا الله تعالى أن الصلاة ممحات للذنوب..!! هل يغفر له لمجرد أنه أحسن الوضوء؟؟ -هل هذا الحديث وحيّ من الله تعالى؟

(12)
صحيح مسلم، الحديث رقم 135 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا عبد العزيز؟؟؟ - يعني الدراوردي - عن العلاء؟؟؟ وحدثنا أمية بن بسطام، - واللفظ له - حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح؟؟؟ عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله

صحيح مسلم، الحديث رقم 138 حدثنا أبو غسان المسمعي، مالك بن عبد الواحد حدثنا عبد الملك بن الصباح، عن شعبة، عن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله

الله أصدق القائلين يقول لرسوله الكريم (حصرياً) قولاً يعارض هذا الحديث المفترى وينسفه نسفاً

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ - لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ- إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ - (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) - الغاشية 21-26

وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ (فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا - الكهف 29

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ - يونس 99

وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ - الانعام 35

لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ - البقرة 256

سؤالي للسادة العلماء والفقهاء.. ما قيمة هذا الحديث حتى (لو صحّ) عملياً مع هذه الآيات الكريمة؟

(13)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4805 حدثنا إسماعيل؟؟؟ قال حدثني مالك؟؟؟ عن بن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشؤم في المرأة والدار والفرس

صحيح البخاري، الحديث رقم 4806 حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد العسقلاني عن أبيه عن بن عمر قال ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس

هل هذا الحديث ينطبق أيضاً على أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم وبناته، فهل أزواجه وبناته، رضوان الله عليهم جميعاً ووالدة الرسول الكريم كانوا مصدر شؤم له؟ وهل كانت السيدة مريم عليها السلام والتي إصطفاها الله تعالى وطهرها على نساء العالمين مصدر شؤم؟؟؟ وهل على المسلم أن يطبق هذا الحديث على أنه سُنَة من سُنن رسول الله؟ كيف لنا أن نتباهى أمام العالم ونقول أن الاٌسلام كرّمّ المرأة وأنصفها، ورسول الإسلام يعتبرها مصدر شؤم؟ هل هذه حقاً نظرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم للمرأة؟ أم هذا ما أوحيّ إليه؟؟ أم هو إفتراء على رسول الله

لنقارن بين الوحيَ الحقيقي وما دُلس به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى

وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ - آل عمران 42

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - التوبة 71

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ - الحديد 12

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا - الاحزاب 35

(14)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4935 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن أبي معبد عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة واكتتبت في غزوة كذا وكذا قال ارجع فحج مع امرأتك
(15)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4936 حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر؟؟؟ حدثنا شعبة؟؟؟ عن هشام؟؟؟ قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال والله إنكم لأحب الناس إلي

هل هي محض صدفة أم أن البخاري ومسلم - رحمة الله تعالى عليهما إن شاء الله، قد عمدا إلى وضع الاحاديث المتناقضة في صحيحيهما للفت ألانتباه؟ محاولات التدليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم للتشكيك بإخلاقة وأنه كان ينهى عن خلق ويأتي بمثله لم تنقطع .. والعياذ بالله. إن المسلمين وللإسف الشديد هم خير عونٍ لأعداء الإسلام بتقديسهم هذه الروايات فتزداد رواجاً يوماً بعد يوم

(16)
صحيح البخاري، الحديث 7277 رقم أخبرنا عمر بن مرّة سمعت مُرة الهمذاني يقول: قال عبدالله؟؟؟؟؟؟ إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدي محمد - صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدِثاتها وإن ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين

الصحيح الذي لا يمكن إنكاره هو أن أحسن الحديث كتاب الله، مصداقاً لقول الحق سبحانه

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا - الزمر 23

لم يذكر القرآن الكريم أن للرسول - صلى الله عليه وسلم هديّ خاص به أبداً. إن النبي محمد - عليه الصلاة والسلام، كان يدعوا الناس إلى هديّ الله وليس إلى هديّّ آخر خاصٌ به

وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى - الضحى 7

قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ - البقرة 129

قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ واللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - آل عمران 73

ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - الانعام 88

أولئك الَّذِينَ (هَدَى اللّهُ) فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ - الانعام 90

وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ واللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - آل عمران 73

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى - البقرة 185

لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ - البقرة
27

(17)
صحيح البخاري، الحديث رقم 7349 عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يؤتى بنوحِ يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم يارب، فتسأل امته هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير. فيقول من شهودك؟ فيقول محمد وأمته. فيجاء بكم فتشهدون، ثم قرأ وكذلك جعلناكم أمةًَ وسطا. وقال عدلاً - لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً

آيات ألإحاطة بعلم الغيب في كتاب الله تعالى كثيرة ولكنها تنحصر في نوعين لا ثالث لهما، النوع الاول هو ما أطلَعنا عليه المولى عزّ وجل في القرآن الكريم وبعضٍ من رسله ( الغيبيات) والنوع الثاني هو علم غيب المستقبل وهو ما لم يطلع عليه أحد من خلقه، حتى رسله، عليهم السلام جميعاً

النوع الاول - الغيبيات: يقول الله جلّ جلاله وهو أصدق القائلين

ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ - آل عمران 44

تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ - هود 49
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ - يوسف 102

النوع الثاني - غيب المستقبل

قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ - النمل 65

وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ - هود 31

قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ - الاعراف 188

(عِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ - الانعام 59
قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ - الانعام 50

مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ - آل عمران 179

إن هذا الحديث المفترى على رسول الله - عليه الصلاة والسلام يتصادم مع آيات القرآن (غيب المستقبل (النوع الثاني) وكل من يعتقد بعكس ذلك فقد كذّب القرآن الكريم

(18)
صحيح البخاري، الحديث رقم 7321 عن عبدالله؟؟؟؟؟ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ليس من نفس تُقتل ظلماً إلا كان على إبن آدم ألاول كفل منها

نقف خاشعين أمام قول الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ - الانعام 164

مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً - ألإسراء 15

إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ - الزُمر - 2

لقد كانت أفعال وأقوال وتصرفات الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم تحت عناية ربه المباشِرة، فالرسول الكريم لا يناقض ربه، فلو (صحّ) هذا الحديث عنه لصححه فوراً، كقوله سبحانه

عَبَسَ وَتَوَلَّى - أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى - عبسَ 1-2، وكقوله أيضاً يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - التحريم 1

وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ - التوبة 84 - بعد أن صلى الرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام على رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول

(19)
صحيح البخاري، الحديث رقم 185 حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم قال سمعت أبا جحيفة يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة وقال أبو موسى دعا النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه (ومج فيه) (أي بَصقَ) ثم قال لهما اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما

هل ما فعله الرسول الكريم في هذا الحديث المفترى وحي من الله تعالى؟ وأن الله تعالى أمر رسوله الكريم بأن يأمر الناس بان يتوضؤا من فضل وضوئه، وأوحى إلى رسوله بأن يبصقَ في الماء ليفرغا من هذا الماء (الممزوج بالبصاق) على وجوهما ونحورِهما؟؟

هل هذا الحديث والاحاديث المشابهه له هي من نفس الوحيَ الذي نزل بالقرآن على رسول الله أم من وحيَ آخر، حيث أنني لا أجد تشابهاً ولا تطابقاً بين هذين الوحيين؟!! يا عباد الله إتقوا الله وكفاكم وهماً وتسامحاً مع من يسيئ إلى رسول الله.

سيكون لنا إن شاء الله تعالى في الجزء الثاني من هذا البحث وقفة مع ألاحاديث والروايات التي تطفح بالإسرائليات، وفي الجزء الثالث إن شاء الله تعالى وقفة مع الروايات التي جعلت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم لا همَّ له إلا ملاحقة نساءه الحائضات. والله المستعان وحسبي الله ونعم الوكيل

أما في الجزء الرابع والأخير فسأعرض على القراء الكرام نماذج من ألاحاديث التي لا تتعارض مع القرآن الكريم
وأذكر نفسي أولاً والقراء الكرام بقول الله تعالى

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ - هود 18
صدقَ الله العظيم

ودمتم بحفظ الله ورعايته