آخر الأخبار

قصة شيكات المازوت وخفي حنين

رغم أن الشتاء ودع أيامه الأخيرة ،مازال الكثير من العائلات في محافظة اللاذقية لم تستلم حتى الآن مبالغ الدعم للمازوت الذي كان من المفترض أن توزع كي ينعم المستفيدون بالدفء في أيام الشتاء القارصة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ومازال هؤلاء يذهبون منذ فترة طويلة وبشكل شبه يومي إلى حيث اللجان لاستلام شيكات الدعم لكن وللأسف لا يعودوا إلا بخفي حنين،فمنذ أكثر من شهر وهذه الشيكات تعاني من شح شديد، أو تأتي بالقطارة ، أو لا تأتي أبداً.
وتحول عمل الكثير من الناس وشغلهم الشاغل الذهاب إلى مقر اللجان، والتي اختصرت بمراكز محدودة وقليلة، والغريب أن بعض تلك اللجان غير متواجدة ويبدو أنها لا تحضر كي لا تصطدم مع المواطنين وكي تهرب من كثرة الأسئلة،والتي لا تملك لها أجوبة وبات عملها أن تمتص غضب المراجعين ،فعدم وجود الشيكات أو شحها قضية مركزية وهم لا حول لهم ولا قوة ،كذلك تحولت هواتف الشكاوي إلى مجرد أرقام كتبت على مقر اللجان لأنها ترن دون أن يرد عليها أحد.
بداية الأمر أطلق المسؤولون التطمينات تلو التطمينات وبأنه لا داعي للازدحام والانتظار بطوابير لأن الكل سيحصل على حقه من الدعم وأن الفترة طويلة وكافية.
لكن وللأسف هذه التطمينات لم تنعكس فعلاً على أرض الواقع ، فغياب الشيكات منذ فترة طويلة في اللاذقية كما في بقية المحافظات جعل الناس يتخوفون من نفاذ المدة قبل استلامهم لمستحقاتهم من الدعم.
والغريب في الأمر ما سمعناه من مسؤولين في اللاذقية بأن الكميات الموزعة من الشيكات أكثر بكثير من عدد العائلات الموجودة في المحافظة، ورغم ذلك ما زال الطلب عليها كبيراً، ويبدو أنه غاب عن ذهن المسؤولين أن هناك آلاف العائلات من خارج المحافظة ولم تؤخذ بالحسبان، وهنا تبرز أهمية الرقم والإحصائيات الدقيقة .
لن نعود إلى الوراء وندخل في متاهة التعليق على آلية توزيع الدعم إن كانت صحيحة أو خاطئة،لكن هذا الواقع يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة: ما مصير المواطنين الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم ..؟، وكذلك الذين لم يستطيعوا حتى الآن تسجيل بياناتهم انطلاقاً من التطمينات وبسبب عدم وجود احد في بعض مراكز للجان لاستلام البيانات..؟