تابعت منذ أيام برنامجا حواريا من النوع الذي أحبه و يقال له "التوك شو"، حضر فيه مزيج جميل من شخصيات مختلفة من مجالات متشابهة و غير متشابهة، فكان الممثل بجانب الإعلامي، و الراقصة بجانب السياسي، و الاقتصادي بجانب الرسام....
كان من بين ضيوف البرنامج عازف كمان و راقصة مشهورة.
قدم العازف فنه الذي حضر بسببه و عزف عزفا جميلا حرك به المشاهدين و كل من معه بالبلاتو.
أما الراقصة فلم تقدم شيئا من فنها الذي هو سبب شهرتها، و هو سبب دعوتها لذلك البرنامج، بل اكتفت فقط بالحديث بينما تعرض من حين لآخر فقرات قصيرة مسجلة من رقصاتها المشهورة.
لماذا عزف الموسيقي في الأستوديو و أحضر معه كمانه، بينما لم تحضر الراقصة بذلة الرقص معها، لماذا قدم فنه و امتنعت هي عن تقديم فنها؟
أليس الرقص الشرقي فنا محترما و من المفروض ألا تخجل الراقصة من تعرية نفسها في الأستوديو و الرقص أمام الكاميرا؟
أم أن الرقص الشرقي محترم فقط لما يكون في الملاهي الليلية؟
أليس من المفروض حذف كلمة محترم و عدم استخدامها أبدا لما يكون الحديث عن الرقص أو عن الإغراء.
إضافة كلمة محترمة للراقصة فيه ظلم كبير لها، و هو ذم و استهزاء و ليس مدحا، الراقصة هي راقصة و فقط، لا توجد واحدة محترمة و أخرى قليلة الأدب.
هناك راقصة محترفة متقنة لعملها و راقصة دخيلة لا تجيد عملها، و الأولى و الثانية تقدمان الإغراء، لكن الأولى تجيد تقديمه.
يمكن أن نقول ممثلة أدوارها محترمة، إذا كنا نقصد بذلك الممثلة التي لا تقدم أدوار الإغراء، لكن هل توجد راقصة شرقية لا تقدم الإغراء؟ حتى لو لبست الجلباب و رقصت به، حركات الرقص الشرقي تبقيه دائما مصنفا في خانة الإغراء مهما تغير اللباس، لأنها حركات تركز بالأساس على مناطق الجسم الحساسة، و هي المناطق الرئيسية في العملية الجنسية.
هناك رقصات لشعوب و مجتمعات أخرى لا تكون حركاتها تتمحور حول تلك المناطق من الجسم، و تكون خالية من التلوي، ربما هي أقرب إلى الحركات العسكرية. و المنتقدون لهذه الرقصات يقولون لك بأنها خالية من الفن، و كأن الفن يكون حاضرا فقط لما يتحرك القبل و الدبر.
ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr