آخر الأخبار

السياسة المسيسة

يدعون بأنهم بحثوا عن المصالحة الوطنية، إلا إنهم هرولوا في مكانهم فقط، وربما قاوموا كل من بحث عن هذه المفردات التي تسمى بالمصالحة والوطنية، لأنهم أوجدوا البديل وهي المخاصصة والطائفية كي تعيق مسيرة التطور والتحديث، لهذا الوطن الذي أرادوا له أن يعاد إلى العصور الحجرية أو إلى ما قبل ذلك، لأن هذا النظام الطائفي والعنصري المسيس، لا يعمل إلا بإرادة قوى معادية لعراق الحضارة والتاريخ، والمعادية لشعب العراق الذي يعود بجذوره المتغلغلة بباطن الأرض منذ ألاف السنين، إلى أقدم وأعرق الحضارات من سومر وأكاد وبابل حتى أشور العظيمة، لهذا نجد بأن تلك القوى لها أطماع وعداوة بغيضة علينا منذ تلك العصور، و حتى يومنا هذا. وبإمكانكم العودة إلى كتبهم وثقافتهم وأساطيرهم للتأكد من ذلك، لذا على شعبنا العراقي أن يتسلح بالحكمة والعقل حتى يتحرر من قيود تلك القوى المعادية ليخرج من الخندق الطائفي البغيض، وليحارب التطرف أياً كان، وأي كان دينه أو مذهبه، وأي كان عرقه أو ملته، والقضاء على جذوره كي لا يتمكن من العودة ثانية ....؟؟؟؟

وبذلك يتطلب من الحكومة المنتهية ولايتها أن تعترف بكل أخطائها إن لم نقل جرائمها، لأنها المسؤولة عن حالة التدهور الأمني الذي أكد فشلها، ولتعترف بالفساد الحاصل في كل مؤسسات الدولة وبالانفلات الأمني، مما أدى إلى عدم التحكم والسيطرة على إغلاق الحدود، أو شهوة الطامعين والقتلة والمجرمين والمتسللين عبر الثغرات المتوفرة بكثرة بعبور الحدود المباح لهم، وعبر معابر متواطئة معهم، لهكذا حالات، ومحاسبة الشركات الأمنية التي هي أوكار للمجرمين، وغرف تدار منها أغلب العمليات الإجرامية على أوسع النطاق، ابتداء من التجسس والتفجيرات والاغتيالات والاعتقالات وغيرها ...؟؟؟

ولأن تلك الحكومة كانت تفتقد إلى الرؤية الوطنية كونها تعمل بعقول مبرمجة تتحكم بها قوى أجنبية، كأنها تحت سيطرة أقمارها الاصطناعية، ولحساب بعض الدول الإقليمية منها والدولية، حتى تشبع ذاتها المريضة بالكره والأنانية والانتقام. ويوجد من الأدلة الدامغة ما يثبت فشلهم وابتزازهم وعمالتهم، رغم إن هذا لا يحتاج إلى أدلة بارزة، لأن صورة عراق اليوم تتحدث عن كل تلك المآسي وهذا بحد ذاته أكبر الأدلة .

أما اليوم وبعد كل هذا ما نتمناه من إرساء لقاعدة ديمقراطية في بلاد الرافدين .ونأمل من الحكومة القادمة أن تتشكل على أساس الكفاءات والوطنية المخلصة للوطن والشعب بعيداً عن العنصرية والطائفية والقومجية، على أن تكون حكومة ديمقراطية علمانية حتى تعزل الدين عن الدولة، وتعيد العراق إلى مكانه الطبيعي دولياً وإقليميا، أما عن زيارات الحكومة الرائعة المكوكية إلى دول الجوار لوضعهم بالصورة فهي مهمة، ولا تتأثروا بكلام بعض العنصريين الذين يريدون أن يبقى العراق بعزلته هذه، من أمثال السيد محمود عثمان الكردي، الذي وصف زيارات أعضاء الكتل السياسية إلى الدول العربية، وصفها بأنها تدل على نقص في الرؤية كما وصفها بأنها تفتح مجال للتدخلات الخارجية بالشأن العراقي، وماذا تقول يا عثمان عن هرولتكم، بل جريكم الماراتوني نحو تركيا وإيران، وعمالتك لإسرائيل العدوة منذ ستينات القرن المنصرم حتى يومنا هذا، و عن وجود الموساد الإسرائيلي بكثافة في شمال العراق، وعن تعاونكم معه، وفتح كل الحدود

والمداخل المتاحة لتدخلهم بالشأن العراقي، أليس هذا نقص في الرؤية، بل هو أعظم خيانة وطنية في التاريخ.. أم لعلك يا سيد محمود الكردي تسميها غير ذلك .....؟؟؟؟

نعم تخيفكم أية حكومة وطنية قادمة، لأنها ستضع حداً لكم، ولكل هذه التجاوزات أبتداءً من عصابات البيشمركة والأسايش، ومحاسبتكم على كل جرائمكم وخياناتكم وتعاونكم مع إيران وإسرائيل ضد العراق، لهذا تخافون من علاقة جيدة للعراق مع دول الجوار التي هي ضد عنصريتكم، وشوفينيتكم وأطماعكم اللا متناهية في العراق، وغيره من الدول المجاورة مثل إيران وتركيا وسوريا وربما غيرهم في المستقبل لأن أينما أقام كردي خيمة له، فستصل حدود كردستانكم كما تعتقدون، ولأنكم تدعون أيضاً بأن سفينة نوح أرست على جبال كردستان وليست على جبال أرارات الأرمينية، لذا يدعي البعض من مثقفيكم بأن كل الشعوب والأمم هم من الأكراد، مع الأسف هذا تفكير الفئة المثقفة فيكم، كيف إذاً حال وتفكير الفئة الجاهلة لديكم، ولهذا ستطالبون غداً أو بعد غد بكردستانية الكرة الأرضية كلها وربما ستطالبون أيضاً بملكية

القمر والمريخ وغيرهم من الكواكب بحجة ما، ربما ستدعون بأن أنتم من أكتشفها .. ...!!!؟؟؟

لهذا نناشدكم أيها العراقيون الشرفاء، أن تقفوا وبقوة بوجه هؤلاء الذين عبثوا بالعراق وبوحدته، وأيضاً أن تشكلوا حكومة وطنية بأسرع وقت ممكن لملء الفراغ، و أن تعملوا يداً بيد لخلق نظام ديمقراطي علماني، يؤمن بالتعددية والمساواة بين كل فئات الشعب، حتى لا يشعر أحد بالغبن، وهكذا ستكون مصالحة وطنية، وستكون هناك حكومة مستقلة، وذات سيادة، بعد أن إخراج المحتل، وطرد كل كلابه، وكل شركاته الأمنية المتصهينة من، وتحرير كل السجناء السياسيين والمظلومين الذين يقبعون في السجون العراقية وتعويضهم، كذلك تعويض كل العائلات والأفراد الذين تضرروا من الغزاة المحتلين ومن الحرب الطائفية، و كما نرجو أن تعيدوا النظر، بإعادة صياغة دستور جديد للبلاد والعباد، في أجواء ديمقراطية وتحت سلطة حكومة ذات سيادة وطنية،... عندها فقط سنتمكن معاً من بناء العراق الجديد .