وعندما أقول..( الحرب )لا أقولها تورية بل كما هي( الحرب )
خلال 48 ساعة .. أو 48 يوم... ربما..!
ولكن ليس أكثر من ذلك ..
هذه إسرائيل وهذا الكيان الصهيوني الذي زُرع َ في فلسطين وفي المنطقة لا يعيش إلا على الحروب " وقد بدأت تباشير الانطلاقة العدوانية الجديدة على المنطقة منذ فترة بعد أن هدأت الجبهة اللبنانية وبعدها الغزية وكان ما كان من خراب ودمار وهلاك للشجر والحجر والبشر , ولكن وكما نعرف فإسرائيل التي توهم العالم أنها تريد السلام والاستقرار, وقد ثبت للعالم أن سلامها ما هو إلا على حساب دماء غيرها من شعوب المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني الذي هو الهدف النهائي لمشروعها و لكيانها الغاصب من خلال فرض الأمر الواقع وشطب القضية الفلسطينية بشكل نهائي .
( ليست مناورة )
منذ أيام بدأت اسرائيل حملتها على لبنان وحزب الله وسوريا طبعاً وذلك من خلال ما ادعته حول صواريخ سكاد التي قالت أن سوريا أدخلها لحزب الله
وبدأت بحملة إعلامية قوية استنهضت المجتمع الدولي ليكون سندها في هذه الحملة حتى تمرر عدوانيتها التي لا تهدأ
وأي عاقل في العالم يدرك أن حزب الله لن يُقدم على خطأ مهما كان بسيطاً ليُبرر لإسرائيل شن حرباً على لبنان (تجربة حرب تموز)
لأن إسرائيل الآن بحاجة لهذه الحرب أكثر من أي وقت مضى والأسباب كثيرة
ولكن حزب الله وعلى لسان حسن نصر الله وضع النقاط على الحروف من خلال خطاب ناري وإعلامي من الطراز الأول
وكان هذا بمثابة تحول مهم في الخطاب الإعلامي العربي.
ومن يستمع لخطاب نصر الله يعتقد أن حزب الله أصبح القوة الثانية في العالم , وأنه يمتلك ما لم تمتلكه إسرائيل وأمريكا معاً... وهذا غير صحيح على الإطلاق حتى لو( امتلك مليون صاروخ ..!)
إن ما يتبعه نصر الله هذه الأيام إنما هو نوع من التهويل الخطابي الذي يعتقد أنه السلاح الأقوى كتخويف يُنقِصُ من الارادة الاسرائيلية ويُهبط عزائمها كسلاح معنوي وحيد بيد حزب الله ,
ولكن هل هذا مُجدٍ مع ما تتمتع به إسرائيل من قوة رصدٍ استخبارية توهلها لمعرفة كل سلاح يدخل إلى المنطقة..!؟
نحن أمام احتمالين خطيرين ..الاحتمال الأول أنه فعلا دخل صوارخ لحزب الله ...والاحتمال الثاني أنه لم يدخل...
وفي كلا الاحتمالين يكمن الخطر على لبنان وحزب الله "
فإسرائيل لن تهدأ حتى تنهي ما عليها من واجب تجاه حزب الله الذي يشكل عليها الخطر الأول والأكبر في المنطقة, والعائق أمام تقدمها في مشروعها الحتمي الذي يجب أن تكتملُ فصولِه ...
فكانت المفاجئة ) )
بالأمس .. ربما اعتقد المراقبون أن مسألة الحرب على إيران وحتى سوريا وحزب الله باتت شبه مستحيلة , وخاصة بعد ما سمعناه من خلال قرار أوباما الذي صدر لمنع الحروب الإستباقية وما تضمنه هذا القرار من بنود توحي بأن أمريكا لم تعد رهينة لمزاج الآخرين وهنا إشارة واضحة لإسرائيل ..
ولكن هل هذا القرار جاداُ وملزماً لدرجة الخط الأحمر ..!
أم أنه كذبة كبرى ..!؟
حسن نصر الله اللبناني ليس أحمد سعيد صوت العرب الذي كان يهدد اسرائيل برميها في البحرعام 67 فكانت النتيجة أن تاه الجيش المصري في الصحراء..
ولكن أليست تهديدات نصر الله اليوم تعطي اسرائيل حافزاً لا بل إنذاراً يهدد وجودها ..! وهل أمريكا تتخلى عن إسرائيل حتى لو اتخذت قراراً بعدم اللجوء إلى القوة ...!
فماذا لو كان قرار أمريكا مجرد فرقعة إعلامية..!
أو تمريراً من صانعي القرار الصهيوني لطمئنة أعداء اسرائيل حتى يسترخوا من أجل ضربة صاعقة دون سابق إنذار لا تُبقي ولا تذر ..!
ربما سيكون لهذا القرار تداعياته عند اسرائيل أو سيكون حافزاً لها بالإسراع قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ ..! أو ربما ستجد المبرر من خلال أمرٍ طاريء ....
فهل ستذهب إسرائيل باتجاه البحر ..!!
ولا أعني هنا كما ذكر السيد حسن نصر الله حول ما ذكره في خطابه في مسألة الحصار البحري الذي بات تحت سيطرة صواريخه ..!!
ولكن البحر الذي أعنيه هنا هو البحر الذي يحمل الأسطول القادم عبر تركيا والذي يحمل المئات من المتطوعين وما يحملونه من مساعدات لأهلنا المحاصرين في غزة ..
(غزة وأهلها الذين لا خلاص لهم إلا بعد أن تنتهي الأطراف من سيناريوهات الحل القادم للقضية الفلسطينية )
مئات من المتطوعين الأجانب والعرب قادمون بعزيمة الرجال غير آبهين بسطوة وغطرسة إسرائيل العدوانية الهمجية ,وقد حملوا أرواحهم على أكفهم وألقوها بين أمواج البحر المتلاطمة في عرس إنساني من أجل شعب محاصر بشكل همجي .
وإسرائيل التي خرجت من مناورات حربية تحسباً لصواريخ حزب لله تنكفىء بقضها وقضيضها من استنفار ٍ حربي خطير إلى استنفارٍ من نوعٍ آخر, وتنشغل لمواجهة مدنيين قادمين بلا سلاح حربي, بل بمساعدات ٍ إنسانية منظورة ببث حي ومباشر من العالم ,وها هي تقيم الدنيا وتقعدها على هذا الاسطول القادم وكأنه الأسطول الإيراني الحامل للقنابل النووية .!
إسرائيل تستنفر قواتها وأسطولها البحري لمواجهة المسالمين القادمين عبر البحر, وقد جهزت السجون والمعتقلات مع وضع إمكانيات لوجستية متكاملة للقيام بما يتطلبه الأمر, وخاصة أنها ستتعامل مع بشر خلفهم دولهم التي تراقب عن كثب ما سيكون عليه الحال ..!
تركيا مفاجئة العصر ))))
عندما يكون الشاطيء والميناء الذي تخرج منه غالبية السفن (تركيا)
فعلينا أن نتوقف أمام هذا الأمرونفكر ..نفكر في حال تركيا اليوم..
تركيا القادم أهلها ورعاياها على ظهر السفن ليست تركيا قبل سنوات ..!
فتركيا اليوم صرخت صرخة مدوية في وجه إسرائيل
ربما سيقول قائل .. بلاش تهيئات ..! وما هي إلا أفلام .!
نقول... نحن لا نضرب بالودع.. ولا نعلم بواطن الأمور "
نحن بشر.. وليس لنا إلا الظاهر " والظاهر واضح جلي "
فهناك أزمة نشأت بين تركيا وإسرائيل ..مفتعلة ..أو صحيحة.!
هذا... بعلم لله
تركيا الذي وقف آردوجانها في وجه بيرس ..وتركه غاضباً مزمجراً ..!
تركيا التي رفضت قلة َ الإحترام ِ لسفيرها وأنذرت اسرائيل "
وكان الجواب (اعتذار عاجل )
سوابق لم تحدث من أي دولة عربية ولا من أي مسؤول فلسطيني رغم كل الإهانات ..!
ماذا سيحدث إذاً ..!!
عندما ندقق في مجريات الأمور نجد أن الأسطول البحري المدني القادم عبر تركيا أولاً.. هل هذا صدفة ..!
ولنتذكر جيدا العلاقة الاستراتيجية بين اسرائيل وتركيا ..هل هناك فيما جرى يستحق أن تتأزم العلاقات وتصل إلى حد الحرب مثلاً .! فتركيا ليست إيران
وتركيا لا تهدد إسرائيل ..وتركيا لم تستعرض عضلاتها الصاروخية ولا النووية حتى نقول أنها ستشعلها حرباً ..!
ولكن أليس من حقنا أن نتسائل لماذا وبهذا التوقيت الذي تشتعل خلاله الأزمة بين اسرائيل وحزب الله ..لماذا جاء هذا الأسطول اليوم ..! ألم يكن بإمكان القائمين على هذا الأمر تأجيله حتى تهدأ الأمور وخاصة أن الوضع ممكن أن ينفجر في أي لحظة ..!
( صدفة ..!)
ربما تأتي الأمور مصادفة في بعض الأحيان ولكن هل سترضخ اسرائيل للصدف... أم ستكون بالنسبة لها (يا محاسن الصدف ).!
ربما سيكون هناك مفاجئات وقد تتورط اسرائيل في حدث ما
وأقل ما يمكن أن يحدث هو عملية إنزال كوماندوس على السفن بعد أن يتم ضرب ركابها بالقنابل الغازية وشل حركتهم, ومن ثم تقيدهم ووضعهم في زوارق تنقلهم الى الشواطيء ووضعهم في محتجزات مُرفهة حتى يتم شحنهم لدولهم
(خذو ضبو اولادكم ) ويا دار ما دخلك شر ..وهنا ستظهر أزمة كبيرة سيتمسمر العالم أمام شاشات التلفاز لمشاهدتها
أو ربما سيكون هناك أحداث مفاجئة تأخذ طابعا دراماتيكياً يشد العالم والإعلام إليه..فتنطلق الضربة الحربية الصاعقة لحزب الله ؟
ما هو دور تركيا ..!))
وتركيا بقادتها وعلى رأسهم آردوجان ينتظرون أي خطأ مهما كان ..
فهل ستقلب تركيا رأس المجن لتقول للعالم العربي أنا القوة الكامنة في المنطقة ..ولست بائعة الكلام ك... إيران ..!!
وهل تركيا التي استفاقت على الخطر الايراني في المنطقة ستجر المنطقة إلى حرب لا تكون بها قوة فاعله بالمعنى العملاني بل محرضة لتكشف زيف ايران ..أولاً ..!
أو أن حزب الله يجب أن ينتهي في المنطقة بأي طريقة كانت ..!
وهي مصلحة للجميع أمريكا وأوروبا والعالم العربي بأن يُقطع رأس ايران في المنطقة ..!
أعتفد أننا أمام سيناريو من أخطر ما حصل أو سيحصل في المنطقة
فسوريا من خلال التجربة لن تتورط بحرب مباشرة مع اسرائيل
إذا حزب الله سيكون حاله كحال الثورة الفلسطيننية في بيروت عام 82 وسنسمع أغنية (يا وحدنا )
وإيران حساباتها غير حسابات سوريا وحتى حزب الله رغم التناغم الإعلامي والدعم الكبير.. لأن إيران الرسمي ليس لها مصلحة في أن تشن حرباً ربما ستصل إلى حد الفناء, وخاصة أن الاساطيل الامريكية منتشرة حولها بشكل كبير "وهي أي إيران ما زالت في مرحلة تطوير قدراتها لتصبح دولة كبرى في المنطقة "
وهي لم تكمل بعد مكامن قوتها التي تؤهلها لذلك "
إذا ً القضاء على حزب الله عند الكثيريين مطلباً ملحاً "
وعند من تبقى "ما بتفرق " وسنسمع أغنية ( يا وحدنا)
هناك تسريبات حول اتفاق اسرائيلي فلسطيني على إقامة دويلة
( قابله للتنفس)
إتفاقٌ إن تمَ .. سيكون على حساب جوهر القضية .!
ومثل هذا الإتفاق الذي هو مشروع نتنياهو فقط والذي أقنع امريكا والعالم به ..و الذي هو سِرُ تولي هذا الرجل منصبه وسَرُ بقائهِ .! "وكان البعض يراهن على ذهابه مع ائتلافه وقدوم من هو أقل منه حدة ً "
ولكن هذه اسرائيل وما عاد أحد في الكيان الصهيوني يحتملُ الانتظار (دولة يهودية خالصة )
لا حق للعودة... (وحلوا عنا ) دبروا حالكم... في الأردن ...
مع الأردن.... بدون أردن ....المهم لن تكون لكم دولة ولاسيادة
لماذا نقول هي الحرب قادمة ..!))
نقول هذا لأن مثل هذا الأمر لايمكن أن يتم إلا بعد تغيير في المنطقة "والتغير يجب أن يكون َ جوهرياً " ربما تتغير معالم أو خرائط أو دول حتى من على أرض المنطقة ..!
هو مشروع تم طبخه على نار هادئة ..هناك موافقات ضمنية من معظم الأطراف في العالم ..ولا مبالاة من أطراف أخرى هو الشرق الأوسط الجديد الذي يعتقد البعض أنه انتهى .!
ولكنه لن ينتهي مادامت اسرائيل مستنفرة مستكبرة ومتفرعنة
وما دام لم يظهر المخلصين الخالصين ل لله قولاً وعملاً لتحرير أقدس بقعة على الأرض
هي الحرب إذا ً.... واقعة والأسباب كثيرة , والدوافع أكثر
والمطالبين بها نصف الكرة الأرضية , والنصف الآخر لا يُمانع
ولكن... أليس فوق كل هذا ...ربٌ غاضِب ..!
هي الحرب قادمة لا محالة "
حرب ٌ محدودة ....ربما ..!
حرب شاملة ...ربما ..!
ولكن علينا أن لا نتفاجأ أو نخاف كثيراً
من يدري ...ربما ستكون لمصلحة الأمة .!
والله أعلم