عقب صلاة عيد الأضحى المبارك ، التي أقيمت بالمركز الاسلامى في العاصمة النمساوية-فيينا ، تجمهر المئات في الساحة الخارجية للمسجد ، وعبروا عن فرحتهم وغبطتهم بمناسبة قدوم هذا اليوم العظيم ، عبروا عن مشاعرهم النبيلة ، وكل ذلك وهم يمارسون عادات وثقافات سادت منذ القدم ، تضمنت المصافحة بحرارة والكثير من العناق والقبلات .
إلا أن هناك من لم يكلف نفسه عناء إجراء المحادثات التليفونية المباشرة مع الأهل والأصدقاء ، و فضل أن يبعث رسائل التهنئة عن طريق الهاتف الجوال و"بالجملة" ، وبنفس الصيغة ودفعة واحدة إلى جميع أحبابه وأقاربه ، ربما لضيق الوقت ، أو خوفا من فاتورة ستأتي لا محالة في الوقت الغير مناسب ، أو تفاديا للولوج في نفق المجاملات!!!
ومن اللافت للنظر أيضا وجود مناضد و"بسطات" كثيرة ومتناثرة لبيع "النقانق" و"الشاورما "والمأكولات والحلويات "المكشوفة" ، والتي لا يعلم المستهلك إن كانت قد خضعت لأدنى المعايير الصحية ، وما هو مصيره ، إن راودته نفسه الأمارة "بالشهوات" وتجرأ حتى على تذوقها!!
إذا تحولت الساحة سالفة الذكر إلى مكان أشبه بالسوق أو "البازار" الذي يعج بالباعة المتجولين ، وكأن مراسم الاحتفال بالعيد المبارك لن تكتمل إلا إذا تناول الناس الأطعمة الدسمة المشبعة بالدهون أثناء ساعات الصباح الأولى !!!
المتسولون بدورهم استنفروا ، وترقبوا انتهاء القصة ، فما هي إلا لحظات أعقبت خروج جموع المصلين من بوابة المركز الرئيسية ، حتى تمت مطاردتهم من قبل المتسولين ، مما أضطر الكثير من هؤلاء المارة إلى التظاهر بأنهم في عجلة من أمرهم للنجاة بأنفسهم.
وخلال التكبير الجماعي وقبل الصلاة بقليل انتفض الإمام وطالب الجميع بالتبرع إلى فقراء المسلمين على حد قوله ، ولم يوضح من هم الفقراء الذين يقصدهم فضيلته ، ولم يعرف أحد عن أي فقراء يتحدث الشيخ الجليل ، وفى أي بلد يقطنون!!!
وسارع كالعادة حملة الأكياس "البلاستيكية" والصناديق "الكرتونية" بالانتشار السريع ، حيث تنقلوا بين المصلين بطريقة استفزازية أفسدت عليهم خشوعهم وطالت أجواء إيمانية سادت لبعض الوقت ، بهدف إحراجهم وحثهم على إخراج ما في جيوبهم .
ليت الأمور انتهت عند هذا الحد!! ، بل تم سماع دوى إنفجارات متكررة ومزعجة لمفرقعات وألعاب نارية على بعد خطوات من المركز الإسلامي ، بالرغم من تحذير المنظمين المسبق لعدم استخدام مثل هذه الألعاب .