آخر الأخبار

الانتخابات موسم البلطجة الأعظم

وهى مهام لازمة للإرهاب ورسالة واضحة للتزوير القادم فى انتخابات مجلس الشعب المصرية القادمة بعد أيام قلائل.

حين يرقب المرء الأحداث في مصر فإنه يرى أحداثا ومشاهدا تبعث على التشاؤم والحزن، ولا أعتقد أن أحدا عاقلا ينفى ذلك حيث الفقر والجهل والمرض ذلك الثالوث المدمر، وليت الأمر هكذا وحسب إلا أنه ينضم إليه الاستبداد والقهر والظلم والإقصاء لكل صوت حر شريف.

والحق أن أحد أهم الأسباب التى أدت إلى توقف وتجمد الحياة فى مصر وجعلها كائنا مشوها هو توحش جهاز أمن الدولة المصرية والذى ارتفع عدده وزادت موارده وزادت سادية ضباطه المرضى حتى بلغت حد التلذذ بالتعذيب، ولنا فى ما نشر وصور حول التعذيب ما نستأنس به للاستشهاد حول هذه السادية وذلك المرض النفسى.

فهل صار التعذيب في مقار أمن الدولة وأقسام الشرطة فى مصر متكافئ لما عليه الحال فى أبى غريب أو جوانتانامو هذا إن لم يزد حيث تقوم أجهزتنا بالتعذيب بالوكالة.

إن أمن الدولة يستعين بالبلطجية ومسجلى الخطر لضرب الناخبين والمعارضين للحزب الوطنى فى الانتخابات ، والتعذيب في مقار أمن الدولة حقيقة يومية في مصر رغم نفى الداخلية كعادتها دوما، ومن الأساليب القذرة التى يتبعها هؤلاء الساديون الخطف من الشوارع فإن لم يستطيعوا قاموا باعتقال ذويهم وتعذيبهم للحصول على معلومات أو اعترافات من أقربائهم أو إجبار أقربائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم...وهو ما لم يفعله أبو جهل حين ضرب أسماء بنت أبى بكر!!

إن هذى الأحوال الفرط، وهذا التعذيب المستمر، وهذا الظلم البين، وهذا القهر الغاشم، كلها مفردات تنتج إرهابا وبلطجة مضادة سوف يكتوى بنارها هذا النظام الأبله، ولقد وصل بنا الحال حين سكتنا على ظلم هؤلاء البلطجية أن صاروا يضربون بعرض الحائط قرارات الإفراج عن المعتقلين.

حقا سوف يحار التاريخ فى تأريخ اعتقالات الإخوان ( الحديث عن مصر تحديدا) ذلك لكثرتها ولأنها تطال دوما قواعد الإخوان ورموزهم دوما حتى صارت تلك الاعتقالات مما لا يثير حفيظة الناس ولا تساؤلاتهم، ويكأن هذه المقالة وأشباهها يمكن أن تقرأ عدة مرات فى السنة الواحدة ولبضع سنوات قادمة أو يزيد، ولقد بات الناس يدركون أنها اعتقالات سياسية لا علاقة لها بأى أخطار حقيقية تتهدد أمن البلاد.

ملاحظات وخاتمة

* هل نجحت سياسة الاعتقالات من قبل حتى تنجح حاليا؟ هل استطاعت سياسة الاعتقالات أن تضطر الإخوان إلى النأي بأنفسهم وجماعتهم عن المشاركة فى الحياة السياسية من قبل حتى تنجح هذه المرة؟ وإذا كانت الإجابة باستقراء التاريخ بالنفى فمن ذلك العبقرى الذى أورث هذه السياسة لمن بعده منذ الخمسينيات حتى الآن؟ من ذلك العبقرى الذى لا يريد أن يفهم؟ من ذلك العبقرى الذى لا يقرأ أن المضطهد حبيب الشعوب؟ إذن لماذا الاعتقالات وهى تضيف للإخوان تعاطفا وللنظام تهافتا وتخصم من رصيده؟!

* هذه البلطجة هى مقدمات واضحة للتزوير فلمَ لم ْ يتحرى الفهم الذين دافعوا عن المشاركة ضد المقاطعة؟ أم أن تكلفة الأمر أقل من ثمن الاعتقالات والتعذيب والتزوير وإتلاف الممتلكات؟! صحيح لا ينبغى ترك الساحة لمزور مغتصب لكن ينبغى من رأى صائب ملزم للحد من بلطجة المزورين وأعوانهم وفضح مسالكهم بطريق تراعى الواقع وفقهه.