وجدتها ... تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح
بعد عبور طريق البحث التمهيدي وفي المراحل الأولى للبحث التكنولوجي عن الحل أو الحلول الممكنة حري بالباحث ، أن يبقى واسع الأفق ، وأن يحدد ، أو يرجح من خلال خبرته الجهة ، التي يمكن أن يكمن فيها الحل.عملية صنع القماش على أنوال النسيج الحديثة معقدة تكنولوجيا ، وأدواتها وعناصرها الميكانيكية تحتل الحيز المكاني المتناهي الصغر ، وتجري حركات هذه الأدوات والعناصر بزمن متناهي القصر ، كل هذا مع الحفاظ على المتانة والتحمل المطلوبين ، والحفاظ على ضمان الفاعلية الصحيحة لإنتاج الجودة المضمونة
عند إعمال الفكر ، ونتيجة لخلفية الخبرة والعلم في مجال صناعة أنوال النسيج ، وتطويرها ، واستخداماتها ، ومزاولة الأبحاث في شتى تفرعاتها ، حددت مبدئيا أمرين : أولهما أن تحتل الوسائل الإضافية ، التي سوف تقوم بوظيفة النقش الإضافي على القماش، موقعا ثابتا ، وأن تتموضع ما بين مشط نول النسيج ودرأه (مفردها درأة وهي الأداة التي تحرك خيوط السدى إلى الأعلى وإلى الأسفل حسب منظومة تتبع التركيب النسيجي للقماش
هذا التحديد ، يسير بنا لأن نسلك طريقا غير مألوفة في عالم صناعة أنوال النسيج ، واستخداماتها . إن تموضع أي أداة ما بين المشط والدرأ ، لأداء وظيفة النقش يفرض ، أن يكون مشط النسيج مفتوحا إلى الأعلى . مشط النسيج يتألف من أسنان أو قضبان حديدية فولاذية ، لا يزيد سمكها في الأغلب عن النصف ميليمتر . يربط أو يثبت هذه القضبان إلى بعضها بعضا مربطان معدنيان من الجهتين السفلى والعليا . يتحمل المشط في عملية النسيج أعباء ميكانيكية عالية ، فالاستغناء عن مربطه العلوي ، لجعل الأبواب بين أسنانه مفتوحة إلى الأعلى ، لابد أن يرافقه تمتين مربطه السفلي ، ليؤدي كافة الأعباء المنوطة به . هنا وجب إنجاز هذا العمل التصميمي للمشط المفتوح ، وإجراء التجارب لاختبار التحمل الميكانيكي له ، وللتأكد من الفاعلية التكنولوجية في عملية صنع القماش على نول النسيج الحديث
نول النسيج المطرز
بعد النتيجة الإيجابية لتصميم المشط المفتوح ، يصل بنا إعمال الفكر ، لإيجاد طريقة ، يتحرك عن طريقها خيط النقش الإضافي من خارج المشط ، ليدخل بابا مفروضا من الأبواب بين أسنان المشط ، ويجد الطريق المناسب ، ليعبر بين خيوط السدى ، ويجتاز الطبقة العلوية إلى الطبقة السفلية لفتحة النفس ( الشكل : 1- ألف ) ، التي يعبر من خلالها خيط اللحمة ، ويكون القماش . بعدها يخرج خيط النقش من نفس الطريق إلى خارج المشط ، فيحرك بوسيلة إضافية إلى جهة جانبية ، ليصل أمام باب جديد من الأبواب بين أسنان المشط ، ويسلك طريقا جديدا إلى الطبقة السفلية من فتحة النفس ، التي يعبر من خلالها خيط اللحمة مرة أخرى ، ويكون القماش المنقوش . للقيام بمهمة تحريك خيط النقش بالطريقة المذكورة ، تم الاستعانة بدليل للخيط على شكل سنارة في رأسها سم أو ثقب ، يخترقه خيط النقش . الوظيفة الأولى للسنارة أو الدليل هو قيادة الخيط لإجراء الحركات ، أما الوظيفة الثانية فتكمن في أن تقود الخيط ، فيدخل خيط النقش الطريق المذكور أعلاه ، ويخرج دون أن يؤدي لأي خلل ، أو قطع لخيوط السدى، التي سوف يواجهها في طريقه . للقيام بأعباء الوظيفة الثانية جعل مقدمة للسنارة تسبق الثقب . هذه المقدمة عريضة ، وتنتهي بمقطع مخروطي ، تتجه نهايته أو رأسه إلى الأسفل . عند تحريك السنارة إلى الأسفل ، يصل أولا رأسها المدبب إلى الطبقة العلوية لفتحة النفس ، فيبدأ بفتح باب بين خيوط السدى . هذا الباب يكبر تدريجيا ، ليبلغ اتساعه عرض مقدمة السنارة . عن طريق قوة الشد في خيوط السدى ، ينتقل انفتاح الباب إلى رأس أسنان المشط ، فيدخل خيط النقش المضموم في السنارة عبره ، فتخترق السنارة وخيط النقش الطبقة العليا لفتحة النفس بأمان ، إلى أن يصلا إلى مستوى الطبقة السفلى لفتحة النفس ، ليبدأ خيط اللحمة بالعبور ، وانجاز عملية النسيج بالمشط المفتوح وصنع القماش المنقوش
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/image--1-_1...
هذه هي الطريقة الأولى لإدماج عملية النقش أو التطريز على سطح القماش في أنوال النسيج الحديثة ، ولا تستغرق من الزمن سوى عشرة أجزاء من الألف من الثانية ، وتتكرر حتى ثلاثة ملايين مرة في الساعة على كل نول نسيج
هذه الأفكار وضعت حجر الأساس لتكنولوجيا جديدة في عالم إنتاج القماش المنسوج ، وهي جديدة في عالم النسيج ، وكونت الأساس لتسجيل أكثر من اختراع ، ولتبدأ بعدها مرحلة الإبداع الصناعي ، وهي تحويل هذه الفكرة إلى آلية عمل واقعي وعملي ، وذلك باتباع المراحل المعروفة ، والمتبعة في مكاتب التصميم الهندسي التقني أهمها
تجسيد الفكرة وبرهنة فعاليتها بشكل ما
تصميم مبدئي ' بروتو تايب '
اختبارات وفحوص عملية وإجراء التعديلات والتحسينات اللازمة
تصميم نهائي ' سيري ' يناسب الواقع العملي
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/image--2-_1...
الصورة : 2 نول النسيج النفاثي المطرز
هذه المراحل تم إنجازها في قسم الأبحاث والتطوير في شركة لينداور دورنييه لصناعة آلات النسيج خلال العام 2010 ، وفي شهري تشرين الأول والثاني ابتدأت أنوال النسيج المطرزة بإنتاج القماش المطرز في مصنعين للنسيج في ألمانيا وسويسرا ( الصورة : 2 ) . خلال مؤتمر النسيج الدولي الرابع بتاريخ 25 تشرين الثاني 2010 انتهزت شركة لينداور دورنييه لصناعة آلات النسيج الفرصة ، وأعلنت عن تفاصيل تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح ، عن طريق محاضرة علمية ألقاها كاتب هذه السطور
نول نسيج القماش المتعدد المحاور
أما الطريقة الثانية لتوجيه حركة خيط النقش الزائد فاعتمدت على استخدام السنارة أيضا، كدليل ليقود الخيط ( الشكل : 1- باء ) . رأس السنارة مدبب ، ويحوي سما أو ثقبا لقيادة الخيط . لتكوين أبواب واسعة بين خيوط السدى ، وبين رؤوس أسنان المشط ، صنع مشط خاص ، يتألف من نوعين من الأسنان ، النوع الأول : هي أسنان عادية مصفحة ذات رأس مدبب إلى الأعلى . أما أسنان النوع الثاني : فهي مصفحة وذات رأس مدبب ومعكوف في جزئه الأعلى . تصطف الأسنان من النوعين في المشط المفتوح ذو المربط السفلي المتين بترتيب ، يتبع نوع القماش المطلوب نسجه . إذا افترضنا الترتيب : سنان عاديان يتبعهما سن معكوف ، وإذا افترضنا أن الجزء المعكوف من السن ، يغطي رأس السنين العاديين ، سوف نجد ، أن أبواب المشط أصبحت نوعين : نوع مفتوح إلى الأعلى تماما ، ونوع يغطي فتحته العلوية عكفة السن المعكوف . بهذا نستطيع ، أن نستخدم الأبواب المغلفة إلى الأعلى من المشط ، ونضم خلالها خيوط السدى الأساسية لتكوين القماش ، وندع الأبواب المفتوحة إلى الأعلى فارغة ، لنستقبل فيها خيوط النقش الزائد ، التي سوف تدخل هذه الأبواب بواسطة السنانير المصطفة في حيز مكاني ، يتموضع فوق المشط ، وتتحرك السنانير إلى الأسفل والأعلى وإلى الجانبين وفق منظومة مبرمجة الكترونيا ، تتبع نوع القماش المطلوب صنعه
هذه الأفكار طبقت خلال العام 2010 ، وبرهنت فعاليتها ، ووضعت حجر الأساس لتصميم نول نسيج لصناعة القماش المتعدد المحاور. هذا النول وصل في نهاية عام 2010 إلى طور "البروتوتايب". أنوال نسيج القماش المتعدد المحاور ، سوف يكون لها مستقبلا دور في إنتاج ثلاثة أنواع أساسية من القماش الصناعي الاستخدام . النوع الأول يتجسد في إنتاج أقمشة الشبيكة بتراكيب نسيجية ، لم يكن صنعها ممكنا على أنوال النسيج من قبل ، وتمتاز هذه الأقمشة بمتانة أعلى ، لتلائم مواصفاتها الاستخدامات الصناعية المختلفة بشكل أفضل . المجال الأساسي لاستخدام مثل هذه الأنوال ، سوف يكون في مجال صنع الأقمشة المتعددة المحاور . المألوف في الأقمشة المنسوجة على أنوال النسيج ، أنها تتحمل تطبيق القوى بجهتي خيوط السدى أو اللحمة ، أما إذا طبقت قوى بجهة محورية ، يستطيل القماش بشكل ، لا يتطابق ومواصفات الخيوط المستخدمة فيه ، لذا يطلق على قماش النسيج ، بأن مواصفاته الميكافيزيائية غير متجانسة في جميع الاتجاهات ، وأنه أنإزوتروب
صناعة القماش على الأنوال باستخدام تكنولوجيا المشط المفتوح ، تمكننا من إضافة محورين إضافيين للقماش ، وتؤهل مواصفاته الميكافيزيائية ، لتصبح شبه متجانسة أو شبه إزوتروب . أما النوع الثالث لأقمشة هذه الأنوال ، فيتجسد في إمكانية تقوية القماش في أماكن محددة . فمثلا أجسام الطائرات أو القوارب السريعة تتكون أيضا من أقمشة صناعية . فإذا ما وجب إنشاء فتحة لتكوين نافذة - على سبيل المثال - ، وجب تقوية القماش حول هذه الفتحة ، بأن تخاط خيوط إضافية . تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح سوف تمكننا من صنع هذه التقوية مباشرة على نول النسيج
أبعاد الإنجاز
لا يمكن في الوقت الحالي ، أن نصل إلى وصف دقيق ، وأن نحدد أبعاد الإنجازات ، التي سوف تحرزها تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في مجال صناعة القماش على أنوال النسيج . لكنني أحاول في هذه السطور الإلمام ببعض ما يمكن أن يتحقق
إن إدماج تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في أنوال النسيج غير المكوكية بشكل مضمون الفعاليات في الأوجه المختلفة سوف يكون منصة واسعة لإلهامات المبدعين والمصممين للأقمشة في المستقبل ، وذلك بسبب إمكانية التحكم بتكوين وتغيير النقش ، الذي أصبح يسيرا بواسطة البرامج الالكترونية السهلة المتناول . وهذا ما يساعد أيضا على التأقلم السريع مع متطلبات الأسواق
إدماج تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في نول النسيج هو إدماج لعمليتي التطريز والنسيج في آلة واحدة ، التي تؤدي هذه الوظائف في آن واحد . القماش المنتج بواسطة هذه الأنوال هو مطرز ( الصورة : 3 ) . إن عملية التطريز الإضافية تكلف عادة أضعاف ، ما تكلف عملية النسج على النول . هذه الأنواع من الأقمشة سوف تجد مكانها في مجال إنتاج قماش القمصان والبلوزات والستائر والملاحف والمفارش وأوجه الطاولات - على سبيل المثال لا الحصر
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/image--3-_1...
الصورة : 3 نماذج متنوعة للقماش المطرز المنسج
إن الطريقة - حسب هذا الاختراع - التي دمجت تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في نول النسيج الحديث ، سوف تمكننا من إبداع ، وإنتاج أقمشة بتراكيب نسيجية جديدة، مع تحقيق مزايا متعددة
تبسيط لوسائل الإنتاج بشكل ملحوظ
إلغاء تراكيب نسيجية قديمة مكلفة الإنتاج والوسائل
تجنب الهدر في المواد الأولية لكون خيط النقش يظهر بشكل كامل تقريبا على وجه
القماش
التراكيب النسيجية للأقمشة ، التي سوف تنسج على نول النسيج المطرز ، سوف تكون متنوعة جدا ، منها ما هو مألوف ومعروف ظاهريا ، ومنها ما هو غير معروف ، ويختلف عن أنواع ومزايا الأقمشة المنتشرة
القماش الذي ينسج عادة على أنوال النسيج ، يتكون من خيوط طولية ( السدى ) وعرضية ( اللحمة ) ، التي تتقاطع مع بعضها بعضا بزاوية قائمة . إن استخدام تقنية تكنولوجيا النسيج بالمشط المفتوح في نول نسيج القماش المتعدد المحاور، سوف يمكننا من إدخال خيوط إضافية تتقاطع مع الخيوط الطولية والعرضية بزاوية غير قائمة يمكن اختيار مقدارها حسب الطلب والمواصفات الواجب إنتاجها ( الصورة : 4 ) . هذه الخواص الجديدة يمكن الاستفادة منها في الأقمشة ، التي تستخدم في المجالات الصناعية على شكل واسع
[img]http://www.jablah.com/uploads/extgallery/public-photo/medium/image--4-_1...
الصورة : 4 نماذج للقماش المتعدد المحاور . ثلاثي ورباعي
يتبع ...
-------------------
[url=http://www.jablah.com/modules/news/article.php?storyid=6116]قصة اختراع(1)[/url]
[url=http://www.jablah.com/modules/news/article.php?storyid=6131]قصة اختراع(2)[/url]