في شهر آذار 2011 تصادف الذكرى الثانية عشرة لدخول اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام وتصنيع وتجارة ونقل الألغام المضادة للأفراد، والعمل على مساعدة ضحاياها، حيز التنفيذ، وفي هذه المناسبة تقوم منظمات المجتمع المدني في نحو 60 دولة بتجديد دعوة الحكومة الأمريكية للانضمام إلى 156 دولة صادقت على هذه الاتفاقية لتحقيق عالم خال من الألغام، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية من الدول التي استخدمت هذا السلاح وتملك ترسانة كبيرة منه.
لقد حققت هذه الاتفاقية الكثير من الإنجازات على الأرض، كتطهير الأراضي الملوثة، ومساعدة الضحايا، وتراجع كبير في استخدام هذه الألغام والاتجار بها، لكن الكثير من الناس والمجتمعات لا تزال متضررة بحقول الألغام، والناجين من الألغام يعيشون حياة صعبة وقاسية.
لقد قدمت هذه الاتفاقية مثالا جلياً عما يمكن أن تحققه الحكومات و المجتمع المدني لاجتثاث أسلحة غير إنسانية، وقد بلغ عدد الدول التي التزمت بها نحو 80% من دول العالم (156) دولة، والوصمة التي ارتبطت بهذا السلاح جعلت معظم دول العالم حتى الغير منضمة للاتفاقية تمتنع عن استخدام الألغام المضادة للأفراد.
ويبقى حتى الآن في العالم نحو 90 مليون لغم، أكثر من ثلثهم (30 مليون لغم) لا يزال جاثما في الأرض العربية في العراق، الكويت، لبنان، مصر، سورية، اليمن، السودان، ليبيا، والمغرب، وموريتانيا والجزائر، تبعث الموت والرعب في المناطق المتضررة، وتعيق التنمية بكافة جوانبها.
وتحث الشبكة في هذه المناسبة جميع حكومات العالم الانضمام إلى هذه الاتفاقية التي تسعى إلى طي صفحة هذا السلاح الذي طالما اتسم بالوحشية، وسبب الكثير من الويلات في حياة المدنيين الأبرياء.
*د. غسان شحرور ... الـمنـسق العام
للشبكة العربية لدراسات أخطار الألغام ومخلفات الحروب
في الوطن العربي
دمشق
Email : anrolm@gmail.com