آخر الأخبار

حركة العصر الجديد ,,, فلسفة كونية نحو الخلاص

الروح ترى من خلال لهيب الجسد

ويكشف الجسد عن وجه الروح المقدسة

تتابعت الحركات الثقافية والفلسفية الكونية وانتج العقل الانساني كما هائلا من الايدولوجيات والافكار في القرن الماضي ، وتلمست الصفوة واعتنقت حركات متجددة ومتطورة كل يوم وتلاشت الآن حركات وفلسفات أسست لعالم صناعي متطور وقبل ان نستبين ملامح حركة الكمبيوتر والاتصالات الأثيرية باغتتنا حركة جديدة ذات اتجاه مغاير ومخيف .

بدأ هناك إدراك ما بالبعد الروحي في الإنسان بعد أن كانت الرؤية المادية هي الأكثر سوادا في القرن العشرين. هذا الإدراك يعبر عن نفسه في انتشار دوائر تحاول تنمية هذا الجانب من خلال التأمل وإيقاظ الوعي الروحي وتنشيط الطاقة الروحية بصور كثيرة ومتعددة في العالم أجمع وتلقى إقبالا من كثيرين يقول معظمهم بأنه يشعر بفراغ ما داخلي ويحتاج إلى شئ معنوي يملأ هذا احركة العصر الجديد The New Age Movement (NAM) تهدف الي إحياء القّيم الروحية المقدسة وتسمى ايضا بحركة إعادة الانتاج المقدس . لقد هزمت هذه الحركة الغرب ثقافيا واضطرته الي تغير اتجاهاته الفكرية في جميع النواحي الاجتماعية، الروحية والعقايدية .
الحركة علمانية مغلفة بديانة مركبة من مجموع الاديان الشرقية و فلسفات غامضة ونجد تأثير واضح للديانات الهندوسية والبوذية بالاضافة الي الاكوتوليزم الغربية وهي فلسفة تؤمن بالغيبيات وخوارق الأشياء.لفراغ.‏

تهدف الحركة الي انتاج الانسان الكامل عبر الرياضة والصفاء الروحي حتى يصل الانسان الي الكمال . وفكرة الانسان الكامل فكرة ضاربة في القدم وقد تحدثت كافة الأديان الإلهية ـ ولا سيما الإبراهيمية منها ـ عن الإنسان الكامل. وهناك كتب لبعض العارفين تحمل هذا العنوان قد وصلت إلى أيدينا كتب مثل ((الإنسان الكامل)) لعزيزالدين النسفي (القرن 7هـ ) و ((الإنسان الكامل)) لعبدالكريم الجيلي (القرن 9هـ ).
ان التشتت الاجتماعي الذي سببته الحروب والتهديد الذي سببه مرض الايدز وفشل الافكار والنظريات المادية وتدهور الاخلاق والقيم جلب احساسا قاسيا باللاجدوى والخيبة والفراغ في المجتمعات الغربية. واصبح مهندس الكمبيوتر في شركات انتاج تكنولوجيا المعلومات في سيدني وملبورن يلجأ الي المعابد البوذية واسعة الانتشار في استراليا ، بل من المدهش حقا ان تجد الفتيات ذوات الاصول الانجلوساكسونية خريجات جامعة ملبورن وفكتوريا يوزعن صلوات هاري كريشنا الهندي في وسط مدينة ملبورن التجاري بل يدعونك في ادم جم لتصفية الروح والالتحاق بجلسات الذكر .
ان قصور الانظمة الغربية بإعتمادها على العلاج الكميائي بالاضافة للآثار السالبة للمضادات الحيوية وخيبة العلم والتكنولوجيا في مقارعة الكوارث الطبيعية وآخرها طوفان السونامي والامراض المتفشية واخطرها امراض السرطان والايدز جعل الملايين يلتفتون الي الشرق ونظرياته الفسلفية وطرق التداوي ونشأ في الغرب الآن ما يعرف بالعلاج البديل ويوجد حاليا ما يزيد عن 180 طريقة للعلاج البديل.
النظرية تتطورت ببطء وظهرت اولى اشارتها في القرن السادس عشر ويوجد حاليا مايزيد عن 6 مليون موقع في الانترنت تدعو وتبشر بهذه التظرية الجديدة. وللحركة اتباع في مختلف انحاء العالم موزعين بين اندية ومنظمات ومجوعات روحية تعد العالم بأجمعة للعصر الاكواري (عصر الدلو حسب الحسابات الفلكية) وتبشر النظرية بعصرالدلو الروحي بعد عصر الحوت الذي نعيشه الآن ويتميز بالعقلانية والمنطقية ويسمى بعصر ثورة الكمبيوتر والاتصالات الاثيرية .

وهنالك عدة منظمات قامت على هذه النظرية واشهرها منظمة امنستي العالمية التي تعنى بحقوق الانسان ومنها نادي روما ومدرسة الوحدة المسيحية. تؤمن الحركة او النظرية بوجود الخير والشرارة المقدسه في الانسان ولكن لاتوجد للنظرية منهجية للاعتقاد او للعبادة ولا سلطة مركزية اوقائد رسمي او قائمة بالاعضاء او مكتب رئيسي . كل ماهنالك شبكات من المجموعات تعمل معا لتحقيق السلم العالمي والحب الكوني. ويوجد الملايين من اتباع هذه الحركة يبشرون بانتظام الكون وتحوله من الفوضى العارمة الى النظام التام.
باختصار حركة العصر الجديد هي حركة متطورة باستمرار تم استنباطها من علم الفلك الذي يفيد بان الارض في مرحلة انتقالية من مرحلة عصر الحوت الي عصر الجدي الذي يتميز بالواقعية والمنطق، المعرفة والحب.

وبالرغم من الغلاف الديني الذي تستخدمه النظرية الا انها تنفي وجود الآلهة وترجع القداسة الي الانسان الكامل المبادر وان الأنسان هو مقياس كل شئ وهو المتحكم في كل شئ وان الشيطان ماهو الا الفشل وانه بالتجربة نصل الي الحقيقة واغرب مافي النظرية هو اعتقادها باحلال الروح في عدة اجساد لتصل الي الخلود وان الخلاص في مواجهة النفس وان العيب الوحيد هو الجهل.

وترجعنا النظرية هنا الي نظرية الحلول والاتحاد الصوفية والتي أعدم بموجبها الحلاج في بغداد بعد اتهامه بالزندقة وكان يصيح بأعلى صوته في حواري واسواق بغداد "مافي الجبة الا الله" وتحتاج النظرية الي توضيح ماهية الكمال الانساني وهو السؤال الذي تناوله فلسفيا الشيخ عبد الكريم الجيلي في كتابه " الانسان الكامل في معرفة الاوائل والاواخر" وقد تناول هذا الامر بالبحث المفكر حسين دنانيني حين كتب في موقع البلاغ السطور التالية باحثا عن مفهوم الكمال"

"ولا يُتاح الحديث عن الإنسان الكامل بدون تعريف ((الكمال)) رغم صعوبة تقديم تعريف حقيقي له. ولهذا يشبه تعريف الكمال تعريف الوجود إلى حد ما، أي مثلما لا يمكن تعريف الوجود بحد ورسم، كذلك لا يمكن تعريف الكمال بحد ورسم أيضاً. وهذا يعني إن الكمال مساوق للوجود. ورغم هذا قد يمكن تقديم تعريف لفظي للكمال، وحينئذ لابد من مواجهة عدد من الأسئلة الفلسفية:

أ ـ أين يكمن التفاوت بين معنى الكمال والتمام؟ ب ـ هل الكمال هو التمام؟ج ـ هل التام نفس الكامل؟د ـ أين هو الاختلاف بين التمام والكمال، والتام والكامل؟ ولا شك في أن الكمال يقابل النقص، والكامل يقابل الناقص، والتام يقابل الناقص أيضاً. أي إن الناقص يقابل التام ويقابل الكامل. والكمال بمعنى التفتح والاتساع. ولا ريب في أن هذا التعبير لا يُعدّ تعريفاً حقيقياً للكمال وإنما هو من مستلزمات التعريف. وسعى بعض المفكرين المعاصرين للتمييز بين معنى الكمال والتمام، في حين قال البعض بتقارب معنييهما حتى إنهما يكادان أن يكونا معنى واحداً. ورغم هذا يكمن في مفهوم الكمال معنى الرقي. فحينا نقول: ((أبني بيتاً وأُتمّه)) فلا تُشعر هذه الجملة بوجد الرقي، وإنما تُشعر بالانتهاء والإتمام. في حين تُشعر جملة ((طفل في حالة النمو)) بنوع من الرقي. ولا شك في أن حالات الاستعمال هي التي تحدد المعاني غالباً، ولا يمكن أن نعدها مفاهيم ذاتية.وقدم السيد الشريف الجرجاني في كتاب ((التعريفات)) تعريفاً للكمال هو أقرب إلى التعريف اللفظي، فقال: ((الكمال ما يكمل به النوع في ذاته أو صفاته)). ونواجه في هذا التعريف دوراً وتسلسلاً لأن عبارة ((الكمال ما يكمل ... )) تفيد أن الكمال هو ذلك الذي يكمل به شيء ما، في حين لا يستفاد هذا المعنى من المعنى الحقيقي للكمال. وربما كان الجرجاني يعلم تعذر تعريف الكمال فحاول أن يقدم له تعريفاً في قالب هذا المعنى.
وصاغ الحكماء والفلاسفة الذين جاءوا من بعد الجرجاني تعريف الكمال على ما قاله الجرجاني، فقالوا في تعريف الحركة مثلاً: ((الحركة كمال أول لما بالقوة من حيث إنه بالقوة)). فالحكماء قد عدوا الحركة في هذا التعريف الكمال الأول المرتبط بمفهوم الذات، كما هو الحال في تعريف الجرجاني. فالكمال الأول، إشارة إلى الذات، أي إلى شيء في الذات قبل اكتساب الصفات. والموضع الآخر الذي استُخدم فيه مفهوم الكمال هو التعريف الذي عرف به أرسطو النفس والذي أخذ به الحكماء المسلمون أيضاً والقائل ((النفس كمالٌ أول لجسم آلي ذي حياة بالقوة)). والكمال طبقاً لهذه التعاريف إذا كان ذاتياً وإذا كانت الكمالات الصفاتية والاكتسابية تنتهي آخر المطاف بالذات، فيمكن القول إن الكمال مفهوم قد أُعد وف تصميم سابق، أي تصميم متصور في وعاء خاص لا يعلمه إلا الله تعالى ويتحقق كل شيء طبقاً لهذا التصميم."

وقبل 14 قرن بشر الاسلام يقدوم المسيخ الدجال الذي يخاطب العقل ولايخاطب الروح وبشر ايضا بانعدام الحواجز الزمنية والمكانية لديه وبشر بعروضه المادية التي لايرفضها الاوثيق أيمان او عميق إيقان. وقبل 5 قرون بشر الشيخ عبد الكريم الجيلي بالأنسان الكامل وبالاتحاد وحلول الروح وسعي محي الدين بن العربي وعبد القادر الجيلاني لاثبات المقدرات الخارقة للانسان بمدوامة وملازمة الذكر وبشر الاسلام السني ايضا بعودة المهدي المنتظر الذي يأتي ليملاء الارض عدلا كما ملئت جورا وتعتمد الفكرة الشيعية في اعلها هرمها علي خروج المهدي عليه السلام الموجود اصلا بيننا من غيبته الكبرى ايضاء ليملاء الارض عدلا كما ملئت جورا.

ممالاشك فيه ان الصفاء الروحي ومداومة الذكر هما من مقومات الاستقرار النفسي والنجاح المادي كذلك ومن المؤكد ان هذه الحركة تعتبر اعلان بفشل كل النظريات المادية وعزز هذا الاعتقاد العجز البشري الاخير امام كارثة اليابان الاخير ة ومما لاشك فيه ان الحركة متجهه نحو صوفية محي الدين بن العربي واشارات عبد القادر الجيلاني وفي انتظار امام العصر ومهدي الاسلام ! وهل نحن حقا في آواخر المطاف؟

مراجع:-

balagh

eastrovedica.com/html/newage.