بعد عشرة ايام من ذكرى النكبة الأولى واعلان قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين في 15 ايار عام 1948
وقبل عشرة ايام من ذكرى النكبة الثانيه والهزيمة العربية في 5 حزيران 1967 في تلك الحرب المهزلة التي سميت - حرب الايام الستة- والتي كانت نتيجتها ضياع باقي فلسطين والسيطرة الصهيونية على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
واحتلال القدس عاصمة فلسطين الابدية
اقول بين ذكرى هزيمتين عربيتين تأتي ذكرى الانتصار ففي 25 أيار عام 2000 حيث تم قهر الجيش الذي كان يدعى بأنه جيش لا يقهر
لقد مرّ أحد عشر ربيعا على دحر العدو الصهيوني واجلاؤه عن جزء غالٍ وعزيزٍ على قلوبنا ألا وهو الجنوب اللبناني المقاوم
حيث فرّ جنود العدو وعملاؤه كالجرذان المسعورة في ليلة ليس فيها "ضوء قمر" تاركين خلفهم معداتهم ومجنزراتهم ودباباتهم غنيمة للمقاومين الابطال, وكل ذلك كان نتيجة للضربات القاسية التي سددتها لهم ايدي المقاومين المؤمنين
لقد ثبت عبر التجارب الكثيرة ان هذا العدو لا يفهم الا لغة القوة كما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر "ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
ان هذا التحرير لم يأت مجاناً ولم يأت من فراغ ولا على طبق من ذهب ولا من فضة بل لقد دفع شعبنا اللبناني المقاوم ثمنه غاليا من دماءٍ زكية
أُريقت على طريق التحرير
فللتّحريرِ ثمن ٌغالٍ, فلا يتم التحرير بالمفاوضات ولا بالمساومات بل ببذل الروح والدمّ
وكما قال شوقيِ
وللحرية الحمراء بابٌ ..بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقُ
ان ما حدث في تونس وما حدث في مصر من اسقاط لانظمة فاسدة وخسيسة وما يجري الآ ن في دول عربية اخرى, لهو دليل قاطع على ان ارادة الشعوب لا تُقهر فكما قال ابو القاسم الشابي
اذا الشعب يوما اراد الحياة ..فلا بدّ ان يستجيب القدر
ان ما يجري الان من حِراك جماهيري مُلتهب , في المنطقة لَهُوَ شبيهٌ بما حدث عام 1979في ايران والتي كانت نتيجته انتصار الثورة الاسلامية العملاقة والتي كان لها الدور الكبير في تأجيج مشاعر العزة لدى ابناء هذه الامة جمعاء فلا فرق بين اسقاط الشاه وبين اسقاط الفرعون فكلاهما طاغية وايّ طاغيةّّ!!
أمّا بالنسبة للمتخوّفين من سقوط انظمة أخرى -لا داع لذكرها- فأقول لهم إطمئنّوا وعلينا ان نكون متفائلين!
فلا يمكن ان تأتي انظمة أسوأ من انظمة سايكس-بيكو ولن تقوم قائمة لهذه الامة في ظل وجود هذه الانظمة المهترئة لانها وُجدت لخدمة أسيادها الا وهو الاستعمار الغربي, فلن يتمّ الانتصار في ظل الاستعباد,
وكما قال عنترة كلمته الشهيرة "العبد لا يحسن الكرّ بل يحسن الحلب والصرّ" لقد اصبحت شعوبنا لا تحسن حتى الحلب والصر لقد مُسخت ومُحيَ تاريخها العريق في ظلّ انظمة عائلية دكتاتورية متقوقعة على نفسها تحكم وكان الله وهبها هذه البلاد بوعدٍ إلآهيّ ٍ كوعد بنو اسرئيل.
عندما تأخذ شعوبنا حريتها ستحسن الكرّ وستجيد الحلب والصرّ..فعندما أطلقت حرية عنترة وقال له ابوه "كُرّ وأنت حُرّ" اثبت جدارته في أحَقيّته في الحياة الكريمة
أخيراً ..واذ يحتفل شرفاء الامة بالذكرى الحادية عشرة لانتصار المقاومة اللبنانية البطلة وتحرير الجنوب اللبناني الطاهر أتمنى ان نحتفل العام القادم بتحرير كافة الاراضي العربية المحتلة وعلى رأسها القدس الشريف عاصمة فلسطين الابدية