آخر الأخبار

وقائع "جلسة سوريا" في الكونغرس الأمريكي

الكونغرس الأمريكي وجلسة سوريا

تقول المعلومات بأن لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي الذي يمثل بجانب مجلس الشيوخ قوام الكونغرس الأمريكي، قد عقدت نهار أول أمس الخميس الموافق 23 حزيران (يونيو) 2011م جلسة استماع خصصتها لإفادات اليهودي الأمريكي روبرت ساتلوف، الذي يتولى منصب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي، والذي يقدم برنامجاً على قناة الحرة مساء كل يوم سبت ويتحدث فيه عن قضايا وملفات الصراع في منطقة الشرق الأوسط.روبرت ساتلوف
إفادات اليهودي الأمريكي روبرت ساتلوف التي قدمها نهار أول أمس الخميس أمام اللجنة، تشكل امتداداً حقيقياً لسلسلة من أوراق الرصد السياسي والتحليلات السياسية، ومقالات الرأي التي ظهرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية حول الحدث السوري في:
o المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي.
o معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
o مؤسسة هيرتيدج فاونديش.
o مؤسسة بروكينغز.
o مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
ولايخفى على الجميع طبيعة الخبراء الذين شاركوا في إعداد هذه الأوراق والتحليلات: اليهودي الأمريكي أليوت أبراهام ـ اليهودي الأمريكي ديفيد شينكر، وهلم جراً من سلسلة خصوم سوريا البارزين في كافة أروقة جماعات اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد.

* اللوبي الإسرائيلي يتحدث والكونغرس الأمريكي يستمع: ماذا قال روبرت ساتلوف؟

بدأ روبرت ساتلوف إفاداته أمام لجنة الشؤون الخارجية وسعى بشكل مباشر إلى الإشارة لجهة التأكيد على ضرورة قيام واشنطن باعتماد استهداف سوريا وفقاً للخطوات الآتية:
o تصعيد وتائر التفاهمات والمشاورات الثنائية مع حلفاء أمريكا الشرق أوسطيين بما يشمل: تركيا ـ العراق ـ السعودية ـ الأردن، وإسرائيل.
o تأسيس كيان دولي يحمل اسم "مجموعة اتصال سوريا"، تضم في عضويتها اللاعبين الدوليين والإقليميين الرئيسيين، بحيث تعمل على غرار مجموعة اتصال ليبيا، ويكون من أهدافها: القيام على المستوى السياسي بالعمل من أجل عزل دمشق، وعلى المستوى العلمياتي تنظيم دعم اللاجئين السوريين، وتوفير الإمدادات الإنسانية، وتوصيلها للمناطق المحاصرة داخل سوريا.
o النظر في إقامة مناطق مساعدات إنسانية، وتحديداً في المناطق السورية المتاخمة لبلدان الجوار الإقليمي السوري.
o رفع معدلات الحوار والتفاهم بين واشنطن وزعماء وقادة المعارضة السورية الموجودين في الخارج.
o تكثيف فعاليات روابط وعلاقات واشنطن وحلفاءها مع جماعات المهاجرين السوريين المنتشرة في سائر أنحاء العالم.
o تشديد الضغوط على دمشق عن طريق استهداف قطاع الطاقة النفطية السوري.
o توسيع نطاق العقوبات ضد رجال الأعمال السوريين.
o قيام واشنطن باتخاذ المزيد من العقوبات من طرف واحد.
o دفع الأمم المتحدة على تعيين مبعوث خاص لحقوق الإنسان في سوريا.
o تشديد الضغوط على دمشق بالاستناد على ملف أسلحة الدمار الشامل.
o تكثيف إطلاق التصريحات الأمريكية الأكثر شراسة لجهة الدفع من أجل انهيار دمشق.
النقاط المذكورة تمثل أبرز التوصيات التي سعى اليهودي الأمريكي روبرت ساتلوف لجهة التأكيد عليها في إفاداته أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، ونلاحظ أن هذه النقاط تسعى إلى الدفع باتجاه بناء ملف استهداف جديد ضد دمشق يتضمن المزيد من الخطوط النوعية الجديدة، والتي تحمل تطابقاً كبيراً مع خطوط ومكونات ملف استهداف ليبيا الجاري قيد التنفيذ حالياً.

* الدعوة لسياق استراتيجي جديد: إعادة تأطير السياسة الخارجية الأمريكية إزاء سوريا

تحدث روبرت ساتلوف في إفاداته، عن جانب يمكن وصفه بأنه يسعى للدفع باتجاه تغيير الإطار الإستراتيجي الذي ظلت تعمل ضمنه السياسة الخارجية الأمريكية إزاء سوريا، وفي هذا الخصوص أشار روبرت ساتلوف إلى النقاط الآتية:
o يجب الربط بين دمشق وطهران لأن كليهما معاديتان لأمريكا، و للغرب، ومعاديتان للسلام في الشرق الأوسط.
o يوجد ارتباط عضوي بين دمشق وطهران، وتمثل دمشق النقطة التي تتفرع عنها امتدادات هذا الرباط العضوي، بحيث يمتد أحدها إلى جنوب لبنان، ويمتد الآخر إلى قطاع غزة.
o ركزت واشنطن وحلفاءها الأوروبيين طوال الأشهر الماضية على التطورات الصاخبة الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وأهملت ملف الخطر الإيراني.
o ظلت واشنطن أكثر اهتماماً بدفع الوقائع باتجاه استهداف خصومها الشرق أوسطيين وعلى وجه الخصوص سوريا وليبيا. وعلى الجانب الآخر ظلت طهران ودمشق تنظران لما حدث في القاهرة وتونس وما يحدث حالياً في البحرين واليمن باعتباره يصب في مصلحتهما.
وتخلص إفادات روبرت ساتلوف لجهة مطالبة الكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية بضرورة السعي لاعتماد سياسة خارجية أمريكية تتعامل مع محور دمشق ـ طهران باعتباره يمثل شيئاً واحداً، وبكلمات أخرى المطلوب بواسطة اللوبي الإسرائيلي هو أن تسعى واشنطن لاعتماد ما يمكن أن يطلق عليه تسمية سياسة سوريا ـ إيران الأمريكية.
وأضاف ساتلوف قائلاً بضرورة أن يشكل ملف أسلحة الدمار الشامل، وملف حقوق الإنسان، القوام الأساس الذي يجب أن يتم تفصيل السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة الموحدة إزاء سوريا وإيران وفقاً لمعاييره.
هذا، ولمح ساتلوف إلى إمكانية العمل لاحقاً من أجل اعتماد نفس نموذج الاستهداف الليبي ضد طهران، وفقط يتوقف الأمر على إكمال الخطوة الرئيسية الممثلة في إكمال القيام بإسقاط نسخة ملف الاستهداف الليبي ضد سوريا، ثم لاحقاً يتم التقدم باتجاه طهران.
(الجمل)