بقلم:هشام المشرمه
بحر السياسة غريق , والطالب الذي يقود المظاهرات لم يعدي يدري من يخدم وماذا يخدم , , وغالباً مايكتشف أنه كان أداة هدم من حيث ظن أنه اداة بناء ,,, وبأنه كان عون للشيطان , من حيث تصور أنه نصير للحق , وبأنه كان معولاً للشر من حيث ظن أنه معولاً لحرث التربة الوطنية , وغالباً ما يكتشف بأنه كان مستخدماً من قبل أخرين , وبأن الشعارات والعبارات التي كان يهتف بها ببراءة ليست ملكه ... وبأن هنالك من قد مكــر به ووضعها في فمه ,,... والدول الصغرى حالها مثل حال هذا الطالب , فالدول الصغرى العوبة الدول الكبرى , والديبلوماسية نوعاً من الكذب الأنيق , والاحلاف مصالحات مرحيلة , ثم ماينفك فينقض كل طرف على الأخر إذا ماتحول اتجاه المصلحة , إختلط الأمر في كل شيء حتى في اللحى ,, فأصبحت ترى غابات من اللحى , فالمشائخ لهم لحى ,,, ومطربي الديسكو لهم لحى ... والوجودين لهم لحى ... والشيوعيين لهم لحى .. حتى إن لحية لينين (مؤسس الشيوعية السوفيتية ) أطول من لحية أسامة بن لادن الذي فكك الأتحاد السوفيتي بلحيته ... وبالعودة للطالب الذي لم يعد يعلم من يخدم وماذا يخدم ... فإننا نتوجه إليه بمجموعة أسئلة أولها حول الشعار الذي يهتف له ويعمل تحت إطاره كبطل مشارك في فلم واقعي هو (الربيع العربي) عسى أن يتمكن من الوقوف في المكان السليم . كالتالي :
س/ من هو أول الشخصيات التي وصفت الأوضاع في الوطن العربي بأنه ( ربيع العرب ) !! .
ج / هيلاري كلينتون وذلك في 13/4/2011م (المصدر cnn)
س / من هي هيلاري كلينتون ؟
ج / وزيرة خارجية إمبراطورية الشر وأكبر ناشر لدعارة الضمير والعهر السياسي في العالم وبلا منازع , إنها وزيرة خارجية العهر الإنساني في العراق وفلسطين والسودان وأفغانستان وفيتنام وغيرها .
س / هل من حقها إعطاء هذا الوصف ؟ ولماذا ؟
ج / كلا , لأن إمبراطورية الشر وإمامة بعض (المصليين ) الجدد , هي الدولة الوحيدة التي على رغم أن عمرها لايتجاوز مائتين عام , كانت من قام بأكثر من 40 حرباً إستعمارية في العالم , وتدخلت وفرضت أنظمة في دول العالم الثالث وأجهضت تجارب ديمقراطية بالقوة وذبحت رؤساء منتخبين كسلفادور الليندي في تشيلي وحاربت غيرهم مثل هوغو تشافير في فنزويلا , وهي من دعمت وحمت وصنعت أنظمة الإستبداد العربي ( مبارك وبن علي ) وجعلتهم منصبين لهزيمة حركة التحرر العربية , وهي من أحرق العراق ودمرته وقتلت 2مليون عراقي !! وشردت ستة مليون أخرين بحجج مزيفة , تستحق بموجبها أحذية العرب جميعا وليس حذاء منتظر الزيدي فقط . بكلام واضح : ليس من حقها إعطاء هذا الوصف أو أن ترى في الوضع ربيع وفي الحدث ثورة , لأن أمريكا تظل هي المعادية والكارهة للشعوب والمحاربة لهم ولتقدمهم والناهبة لإقتصادهم والحامية للكيان الصهيوني بلا شك .
س / لماذا تعطي هذا الوصف ؟
ج / تحقيراً لنا ولشعوبنا وثقافتنا وعروبتنا الحرة ونضالنا العظيم (المؤلم ) القائم ضدها وضد الكيان الصهيوني وضد حلفائها مثل إيران في العراق وتركيا وأوربا , وإستخفافاً بشبابنا والذين لو سئلت أحدهم (مع الأسف ) عن من وضع هذا الشعار والأسم في فمه وراح يهرول وراء رفعه ويهتف له ببراءة وحماس , فإنه سيجيبك بلا أدري . فيما هو وصف زائف وضعته الإمامة كلينتون التي توأم بعض المصليين اليوم و تحدد لهم شعار وأسماء صلاوتهم التغييرية في الساحات .
س / هل هذا ربيع عربي أم ربيع عرفــي ؟؟
ج / بعد عشرة أشهر من الكوارث والأحداث والأزمات والمشاكل التي لم تكن بارزه , ولعل أكثرها وضوحاً وبروزاً سايكس بيكو الجديدة , كطلبات الأقباط بدولة لهم في مصر خاصة , إلى جانب الصدامات الدامية بينهم وبين من تقضي إمريكا فترة التزواج العرفي معهم , هذة الحقائق تدفعنا للقول وبكل وضوح إن هذا ليس ربيع عربي بل مشروع خطير يهدف لتقاسم الوطن العربي وجعله كومة قش تتقاذفها الأطراف الإقليمية وإذا كان محمد حسنين هيكل قد أكد هذا بإعتباره من رواد الفكر السياسي في الوطن العربي إلا أن الكاتب العراقي العملاق صلاح المختار كان قد سبقه قبل عشرة أشهر وكنا نحن قد سبقناهم قبل 12 شهر في صحيفة الدستور العدد 253 بتاريخ 6/12/2010 حينما تكلمنا عن ويكليكس وأكدنا أنه الطريق الأول لإشعال الفوضى الخلاقة وصناعة سايكس بيكو الجديدة .
نعم هو ربيع عرفي بين المصليين وإمامتهم الجديدة (هيلاري كلينتون ) وهذا وضحته الأحداث الدامية وليس محض إفتراضيات كنا كتبنا عنها قبل أشهر من الأن مفادها جعل الثورات الشبابية كحادلة الطريق التي تزيل العوائق من أمام إمريكا لصناعة النظام الإقليمي الجديد وتغيير وجه الصراع في العالم العربي تحديداً ليصبح صراعاً تتحكم به الطائفية والعرقية والمدنية والقبلية .
س / هل كان قرار الربيع العرفي بين إمريكا والإسلامويين قرار مبني على إستراتيجية معدة سلفاً أم أنه قرار اضطراري ؟
ج / إن من يظنون بأن أمريكا كانت قد تفاجئت بالموجة الثورية من تونس عليهم بتقديم جواب كافي ومبرر واحد لسؤال مرتبط إرتباطاً عضويا بالسؤال السابق هو لماذا دعمت أمريكا الانتفاضات في باقي الدول وتصر على دعمها بالقوة رغم فشلها في اليمن مثلاً ؟ ولماذا دعمت الإسلامويين في تونس للحكم في الانتخابات المزورة والمعدة سلفاً في المطبخ الإمريكي ؟ والتي فاز بها الغنوشي وهو القائد الإسلامي لحركة الإسلامويين هناك , والذي لاتختلف تصريحاته الأخيرة عن الحقيقة التي قدمها موقع ويكيلكس قبل فترة عن أحد قادة الإسلامويين في اليمن والتي تصب في إناء العلمانية والليبرالية الإمريكية بإمتياز , كشرب الكحول وإصطحاب الساقطات وإلغاء حدود الشريعة الإسلامية كإلغاء عقوبة الزناء والإعدام وقطع يد السارق !! وعليهم بتقديم مبرر أخر حول الزيارة الفريدة من نوعها للإمامة كلينتون إلى اليمن للقاء المعارضة تحديداً وفي إجتماع خاص لمدة ساعتين فيما كانت فترة لقائها بالرئيس ربع ساعة فقط وفي المطار وفي إجتماع مفتوح , ولماذا صرح قائد المشترك وقتها (المتوكل ) على قناة سهيل قبل الأحداث في اليمن بأنهم سوف يسقطون النظام بالفوضى الخلاقة كما قالها قبله سلطان العتواني وقالتها قبلهم كوندليزا رايس ؟؟
إن الحقيقة التي تقدم نفسها على طبق من ذهب هي تلك الدراسة التي تسربت وثائقها عن قصد في العام 2007 ونشرت في بعض الصحف المحترمة في العالم العربي والمعنونه بـ ( إنشاء شبكة للإسلام المعتدل من أجل إحتوائهم ودعمهم للوصول للسلطة ) .
س / من قدم هذه الدراسة ؟ ولمن قدمت ؟ وماهي ؟
ج / قدمتها لإدارة الرئيس بوش المعادي للإسلام بقوة , مؤسسة إمريكية شهيرة جدا ً مرتبطة بالبنتاغون منذ الحرب العالمية الثانية , وهي مؤسسة ( راند ) والتي تتخذ من دولة (قطر) فرعاً لها في الشرق الأوسط منذ العام 98 م . وهذة المؤسسية البحثية الشهيرة قدمت عدد من الدراسات كان أخرها ضرورة الإنسحاب الإمريكي من العراق وهو ماتم مؤخراً , وأما الدراسة التي قدمتها بشأن الإسلامويين فقد سبقتها دراسة أخرى بعنوان التوقف عن محاربة الإرهاب عسكرياً والإنتقال إلى العمل المخابراتي , وهو ماتم أيضاً مؤخراً , حيث سعت إدراة أوباما , إلى هذا العمل بحسب الوثيقة المسربة من جهاز المخابرات الإمريكية في شهر مايو الماضي ونشرته صحيفة تايم الإمريكية وقناة العربية . والدراسة التي تقوم على إحتواء الإسلامويين نصت وبكل صراحة كما نشرت في صحيفة الأهرام 44110 في 13/9/2007 / بعنوان (حرب باردة لإحتواء المد الإسلامي بإنشاء شبكة من الإسلام بمواصفات امريكية , وحددت الطرق والأساليب وحتى الشخصيات التي يعتمد عليها في هذا ؟ فهل تستغربون للإنفتاح الإمريكي على الإسلامويين وعدم الخوف من القاعدة بذلك الشكل القديم أم لا ؟؟
س / من هو الرئيس والعقل المدبر لمؤسسة راند الشهيرة ؟ وما مدى الثقة في دراساته الإستراتيجية لدى البنتاغون ؟
ج / إنه المفكر والسياسي الخطير جداً " زبنجيو برجنسكي " مستشار الرئيس الإمريكي السابق جيمي كارتر وصديق مقرب للديمقراطيين و للرئيس باراك أوباما .
يشغل عدد من الوظائف أبرزها رئيس مؤسسة راند العملاقه للدراسات السياسية , والعقل المدبر لمجموعة الأزمات الدولية التي يملكها الملياردير جورج سوروس المعروف بدعمه للثورة البرتقالية في صربيا والوردية في جورجيا عبر الإئتلافات الشبابية الثورية .
س / ما هي الثقة التي يحظى بها زبنجيو برجنسكي لدى البنتاغون ؟
ج / إن برجنسكي هو العقل المدبر الذي فكك الإتحاد السوفيتي في الثمانينات عندما طرح نظرية خطيرة نلمسها اليوم أيضاً هي نظرية إحياء الأصولية الدينية ؟
س / ماهي خطة إحياء الأصولية الدينية ؟
برجنسكي رائد نظرية إحياء الأصولية الدينية
في اعقاب الهزيمة المدمرة لامريكا في فيتنام في عام (1975) , تبلور تيار امريكي قوي وصاعد يقول ما يلي : إن البديل الافضل لتفكيك الإتحاد السوفيتي , هو دعم (الاصولية الدينية)، او احيائها، لانها هي المؤهلة للقضاء على الشيوعية (الكافرة) والماركسية التي تلاقي قبولا واسعا من المجتمعات الفقيرة , بعكس الرأسمالية التي لاتنظر للفقراء بتاتاً ، كما ان خطة إحياء الإصولية الدينية هي المؤهلة لشرذمة الاقطار العربية والبلدان الاسلامية بعد دحر الشيوعية وحركات التحرر. هذه الفكرة طرحها زبجنيو بريجنسكي في النصف الثاني من الستينيات، وتم تبنيها في منتصف السبعينيات حينما اصبح مستشارا للامن القومي الامريكي في عهد جيمي كارتر وواصلت السير عليها ادراة رونالد ريجان وهلم جرا.
وكان السبب في دعم خطة احياء الاصوليات الدينية (المسيحية واليهودية والاسلامية والهندوسية وغيرها)، لتكون القوة الايديولوجية الجذابة والقوة البشرية الضخمة القادرة على تحقيق هدفين جوهريين ومترابطين :
أ - الهدف الاول : تفتيت ودحر الانظمة الشيوعية بنظرية (ضرب اسفل الجدار)، اي تدمير الاساس الديموغرافي بتحريك المكونات القومية والدينية للاتحاد السوفيتي واستخدامها لتهديمه من داخلة، والتي نجحت في التسعينيات بتحقيق انهيار الاتحاد السوفيتي.
ب - الهدف الثاني : القضاء على حركات التحرر والقوى القومية بتطبيق نظرية (التفتيت الطائفي والعرقي للاقطار العربية) والتي تعني تصفية الحركات التحررية الوطنية.
وبتحقيق هذين الهدفين تكون امريكا قد غيرت طبيعة الصراع في العالم وحولته من صراع تحرري ضد الاحتلال والقوى الاستعمارية، وهو صراع له ما يبرره ويخدمه وهو الاحتلالات والغزو والنهب الامبريالي، الى صراعات دينية وطائفية، وهي صراعات غير مبررة وغير مفهومة وتلغي حقوق المظلومين والمضطهدين والمحتلة اوطانهم، وبذلك يتحرر الغرب الاستعماري والصهيونية من اعباء الصراع وتلقى على عاتق صراع الاديان والحضارات وتحمل الشعوب غير البيضاء ثمن الدم والدولار.
في اطار هذا التغيير الستراتيجي الخطير والجوهري في خطط الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية تقرر في بريطانيا وامريكا دعم وايصال ما سمي ب (الاصوليات الدينية) وتمكينها من التحكم في توجهات الكتل البشرية الضخمة في الشارع السياسي واقصاء واجتثاث التيارات الوطنية والقومية والتقدمية. ان اسقاط الشاه بدور امريكي وبريطاني حاسم وايصال نظام خميني للسلطة، وتفجير حرب افغانستان، بقرار امريكي تأكد الان بصورة رسمية، ضد الغزو السوفيتي باسم الدين الاسلامي، ودعم امريكا لما سمي ب (الاصولية الاسلامية) بجناحيها الشيعي السياسي والسني السياسي،كان ثمرة تلك التوجهات الستراتيجية والخطوة الاساسية في بدء حروب من نوع اخر مختلف.
تابع (برجنسكي ) العمل وقام بالإشراف على الأصوليين في افغاستان وكذلك في إيران , بحسب ماوضحه الكاتب العراقي صلاح المختار في دراسة له في الثمانينات بعنوان (إيران الإستعمارية حليف للصهيونية والإمبريالية ) .
_ برجنسكي والحرب على الإرهاب (الأصوليين ) !!
بعد سنوات قضاها في أدارة جيمي كارتر كمستشار ومنظر خطير , أنتقل برجنسكي بعد رحيل كارتر للعمل في مؤسسات دولية , أبرزها مؤسسة راند والتي تمولها شركة دوجلاس ب150 مليون دولار سنوياً وتتخذ لها فروعا في عدد من الجامعات الإمريكية , وفي الشرق الأوسط تم فتح فرعاً للمؤسسة في دولة قطر وفتحت معهد خاص بالسياسيات القطرية يدعى معهد راند قطر للسياسات والتعليم بمشاركة سارا ديك تشيني , وقد قدمت معلومات واسعة في كتابي الذي سينشر قريباً حول هذة المؤسسة وأعمالها في قطر خاصة أنها من تبني نظرياتها الإستراتيجية عن طريق استطلاعات الرأي التي تقدمها قناة الجزيرة .
ـ وخلال فترة الحرب على الأرهاب التي خاضها بوش بدون مشورة من برجنسكي , قدمت مؤسسة راند برئاسة برجنسكي عدد من التقارير لإدارة الرئيس بوش بإعتبار برجنسكي هو من أوجد الأرهاب القادم من أفغانستان في التسعينات , من تلك التقارير التالي :
1) تقرير إستراتيجي لتغيير إستراتيجية الحرب على الأرهاب من العمل العسكري إلى العمل المخابراتي بتاريخ 30/7/2008 (الأهرام - العدد 44431)
2) راند تقدم تقرير يصف السعودية بالـ عدو !! والعراق بالبديل الجديد ! وقد سبب التقرير صدمة للسعودية دفع واشنطن لإنكار إعتمادها على مؤسسة راند المرتبطة بالبنتاغون , 9/8/2002 (الشرق الأوسط - العدد 8655)
3) برجنسكي يصدر تقرير نشر في النيويورك تايمز مفاده ضرورة الأنسحاب من العراق في العام 2008.
تلك أهم ماحصلنا عليه من تقارير نشرت وجميعها طبقت بالحرف فالسعودية صارت العدو لكل العرب , وكذا أن العمل العسكري ضد القاعدة تحول لمخابراتي , بعد صعود الرئيس أوباما الذي أنهى الفصل الأخير من خطة برجنسكي القديمة (الأصولية الدينية) والمتمثلة بغلق ملف أسامة بن لادن والإنتقال لدعم الأسلام المعتدل ومحاربة القاعدة مخابراتياً , والتقرير الذي سربته صحيفة تايم الأمريكية قبل أشهر القائل أن أمريكا أتجهت لتعزيز وتكثيف خلايا المخابرات في اليمن لمحاربة القاعدة يؤكد هذا الإعتماد على خطة برجنسكي تجاه الأرهاب , كما أن الإنسحاب من العراق يجري حالياً طبقاً لما رسمه برجنسكي في تقرير وليس دراسة .
برجنسكي والربيع العرفي وبينهما الأنظمة القادمة وشكلها !! :
س / هل ينجح العقل الذي فكك الإتحاد السوفيتي بتفكيك الوطن العربي ؟
( إسقاط الأنظمة الحالية وإستبدالها بأنظمة الأسلام المعتدل ) !!
قدمت مؤسسة راند دراسة إستراتيجية بعنوان ( حرب باردة لإحتواء المد الإسلامي وبناء شبكة دولية من المسلمين المعتدلين بموصفات إمريكية) وذلك في 13/9/2007 طبقاً لما نشرته الأهرام في عددها المرقم ب44410 .
ودراسة أخرى بعنوان ( إستبدال الأنظمة الديكتاتورية بأنظمة الأسلام الديمقراطي )
وطبقاً لهاتين الدراستين فإن دعم التيارات الإسلامويه في تونس ومصر واليمن وليبيا هو ماكان قد نبه إلية الرئيس علي عبدالله صالح مسبقاً في مقابلات عديدة , وعلى الرغم من أن جميع الدلائل تؤكد أن الإسلامويين باتوا منفتحين وبمواصفات إمريكية وكذا دعم ثورات التغيير التي يقودنها في مصر وتونس واليمن وليبيا إلا ان ما لايجب الإلتفات عنه هو أن برجنسكي أيضاً هو من صمم ذلك السيناريوا المعد سلفاً في أحد مقراته التي في قطر .
برجنسكي والقضية الجنوبية .
وهنا نصل لمفتاح الربط بين العضوية المباشرة التي تربط برجنسكي بجورج سوروس والصهيونية والثورات الشبابية .
وأخيراً قدم برجنسكي مع زملائه في مجموعة الأزمات الدولية تقرير حول القضية الجنوبية وهنا يضع السؤال نفسه طبقا للحقائق السابقه هو :
هل ينجح برجنسكي بتفكيك وحدة الوطن العربي مثلما فكك الإتحاد السوفيتي ؟ سنجيب عليه بشكل مفصل في حلقات قادمة بإذن الله تعالى .
س / هل يكفي هذا لإثبات أن أمريكا ماضية في مشروع تجزئة الوطن العربي في اطار سايكس بيكو الجديدة ؟ بدعمها للإسلامويين ؟ أم أنكم ستقولون مجددأ أنها مظطرة وتركب الموجة القادمة من تونس ؟؟
ج / إذا كان هذا لايكفي فتعالوا لأدلة حية ومباشرة وقدمت نفسها عارية لترقص امامنا وهي ملتحية باللحى الإسلاموية الإيرانية والتركية .
من تقارير نشرت في صحف محترمة ومستقلة بحق , أو تم تسريبها عن قصد التحقير لنا ولشعوبنا وثقافتنا كما تفعل إمامة المصليين كلينتون بوصفها الفوضى على انها ربيعنا !! نقدم لكم أول تقرير وإن لم يكن أهمها :
ـ منظمات إمريكية ساهمت في تغذية الثورات في الوطن العربي !! وهذا التقرير المهم جداً بثته قبل ويكليكس صحيفة نيويورك تايمز بعد أحداث تونس ومصر , ونشره الباحث الإمريكي المعروف "روني نيكسون " حيث قال التقرير ( منظمات شبابية عربية ,حقوقية تلقت تدريبات من منظمات أمريكية ووزارة الخارجية الإمريكية والبنتاغون مباشرة , على تغيير الأنظمة بطريقة حرب اللاعنف الديمقراطية ومنهم حركة شباب ستة إبريل التي قادت الإحتجاجات في مصر بقيادة الناشطة إسرى عبدالفتاح , ومعهد الديمقراطية في اليمن ومركز حقوق الإنسان في البحرين ونشطاء أفراد مثل الناشطة اليمنية ....... هذا التقرير نشرته الصحيفة والويكليكس ولكن دوائر الإعلام الإمريكية العربية أو العربية العربية تعمدت التظليل عليه وبادلته بصور مفبركة كالقتل والحرائق وحقوق الإنسان وحرية التعبير في فلم الربيع العرفي الواقعي التفاعلي .
- وعلى قناة الحوار وفي حلقة مباشرة جاءت ناشطة مصرية مجهولة الهوية فضلت تظليل صورتها , قدمت إعترافاً لإحساسها بالذنب ضد شخص الرئيس مبارك والعالم العربي , كما قالت هي , وقالت في إعترافها أنها من ضمن فريق للنشطاء الذين تم تدريبهم في الدوحة وأمريكا على قلب أنظمة الحكم سلمياً وإعلامياً وقالت أن كل ليدر (قائد ) قد تلقى تمويلاً من منظمة فريدوم هاوس التي نقلتهم لإمريكا قبل ذلك للتدريب , وقد أكد كلام الفتاة المصرية عدد من الحقوقيين الذين أكدوا أن منظمة فريدوم هاوس المجنونة بالتغيير الديمقراطي السريع في العالم بدأت العمل في مصر عبر أحد رموزها محمد البرادعي وايمن نور والمفتخرين بالإنظمام لها وأن هنالك 80 % من الجمعيات والمنظمات الحقوقية المصرية تلقت تدريب على يد فريدوم هاوس من قبل .
س / من هي منظمة فريدوم هاوس ؟؟ ومن يمولها ؟ وما أبرز إنجازتها ؟
هنا ندخل في صلب الموضوع مجدداَ
ج / تأسست منظمة فريدوم هاوس ذات الصلة الوثيقة بالمخابرات الإمريكية في العام 1941م بدعم مباشر من الرئيس الإمريكي فرانكلين روزفلت وهو ماسوني معروف كما ثبت في كتاب أحجار على رقعة الشطرنج , وهو نفس الرئيس الذي حضر في العام 1942م المؤتمر الصهيوني الى جانب ديفيد بن غوريون وبحضور هرتزل أيضاَ لإعلان قيام الصهيونية العالمية , وقد دعم الرئيس روزفلت منظمة فريدوم هاوس عندما جعل من زوجته الينور روزفلت بالاشتراك مع ويندل ويكيلي (الاب) رئاسة مجلس المنظمة .
وكان السبب في إنشائها هو لمكافحة الفساد النازي والسوفيتي الذي بداء في عصر هتلر و ستالين وهذا الاخير هو من أعلن تخليه عن الماسونية علناً , وجاء سبب تأسيس فريدوم هاوس تحت مسئلة إحتواء المد المحارب للرأسمالية , وقد يبدوا ذلك جلياً من دور المنظمة في نهاية الحرب الباردة في نهاية التسعينات عبر التغلغل في صربيا وجورجيا .
ويكفينا أن نشير الى من بين رموزها (انتون لينيك ) مستشار الأمن القومي الإمريكي السابق , كما يضم مجلسها ويندل ويكلي (الابن ) احد مستشاري رونالد ريجان , كما أن بيتر أكرمان الشهير بصهيونيته من ابرز قادتها وهو بنفسه من اشرف ودبر للثورة البرتقالية في اوكرانيا والوردية في جورجيا ( لاحظ ان التسمية هي نفسها فتونس تسمى بثورة الياسمين وهانحن نعيش في ربيع العرب كما قالت هيلاري كما عاشت اوروبا الشرقية الربيع الشرقي قديما)
س / من هو بيتر أكرمان !!
هو صاحب الفكرة الذكية في حل مسئلة الحشد الجماهيري (المعتصمين والمحتجين ) وكيفية إخراجهم من منازلهم وكيفية تنسيق وعمل الخطابات والمجموعات في الساحات والخ , وعند هذا تم صناعة لعبة فيديو حملت إسمه , وأعطيت لما يسمى الثوار الشباب في حركة وإئتلاف (اكمار وأتبور) في جورجيا واكرانيا وصربيا ليتدربوا عليها , ولهذا لاتسئلوا مجددا ً كيف تم تدريب النشطاء العرب على الحشد الجماهيري .
حتى أن صورة قبضة اليد التي ترفعها بعض الإئتلافات الشبابية التي يقودها نشطاء يعملون في الوطن العربي هي نفس القبضة التي رفعها شباب صربيا في العام 2000 كما أن منظمة فريدوم هاوس وعلى موقعها الرسمي في الانترنت تفتختر رسميا بأنها من وراء سقوط نظام سلوبدان ميلوسفيتش في صربيا
س / من يمول فريدوم هاوس ؟
يمولها من قبل شركات طيران امريكية وجمعية الوقف الخيري اليهودي , وحالياً يمولها الملياردير جورج سوروس اليهودي الصهيوني من أصل هنغاري وجنسية إمريكية , والذي مول الثورتين في جورجيا وصربيا , عبر هذة المنظمة وعبر مجموعة الأزمات الدولية ومنظمات المجتمع المفتوح التي تجد فيها الكثير من شباب العرب أعضاء لها , , وقد دعم سوروس الثورة الصربية لإسقاط نظام سلوبدان ميلوسفيتش وتعهد بدفع رواتب الحكومة لو تعثر الرئيس الجديد بقيادة الدولة وهو ساكشفيلي الذي يقدم الشكر والامتنان لكل احرار العالم وعلى راسهم كوفي عنان وجورج سوروس وقد روى هذة الحقيقة مراسل البي بي سي عمرو عبدالحميد قبل سنوات .
, ومنذ ذلك اليوم تحديداً تم التأكد على نجاح النظرية التي وضعها مايكيل ليدين العضو البارز في معهد امريكا انتربرايز عمليا وهي نظرية الفوضى الخلاقة !!
س / كيف دخلت فريدوم هاوس الوطن العربي ؟
ج / عن طريق محمد البرادعي الصديق المقرب لجورج سوروس , والذي أكد هذا قبل نصف شهر ببعض الخجل المصطنع عن علاقته بجورج سورس في قناة الحياة المصرية .
س / من هو جورج سوروس ؟ وماعلاقته بالثورات والوطن العربي وهل ينجح هو الأخر بتفكيك الوطن العربي كما يفعل برجنسكي ؟
ملياردير جنى ثروته من البورصة حيث عرفه العالم في العام 1992 عند حصول الربيع الأسود لاسواق البورصة بسبب المضاربة التي قادها, وقد جنى من خلال تلك المضاربة مبلغ 12 مليار دولار وحاز على لقب عبقري المضاربة التاريخي , وهو مالك للبنك الفرنسي سوستيه جنرال , وجورج سوروس لم يعد ذلك الغني الذي يهمه شراء الخيول والحسناوات والطائرات وسباق الهجن في دبي وقطر بل أنه وكما اعترف اراد ان يكون له التأثير الكبير في السياسة العالمية , وقد أسس سورس مجموعات عديدة ابرزها منظمة المجتمع المفتوح ومجموعة الأزمات الدولية ودعم منظمات أخرى مثل منظمة فريدوم هاوس وغيرها . وسورس هو الملياردير اليهودي الذي تحدى بوش واجتمع بالإسلامويين العرب بقيادة البرادعي في أمريكا بحسب مانشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية حيث قال لاداعي للخوف الإسرائليي من الأخوان المسلمون لأنهم صاروا معتدلين وطالب هو ولأكثر من مرة بإشراك الاخوان المسلمون في العملية السياسيه .
س / ماهو دور جورج سوروس في الوطن العربي ؟ وأحداث فلم الموسم (الربيع العربي ) ؟
ج / لو أجرينا فحص وتعقب لتوصلنا أن لبرجنسكي علاقة كبيرة بجورج سورس العلماني .
ويكفينا التذكير بالتالي :
- أن مجموعة الأزمات الدولية التي انشأها سوروس تضم في هيئتها العقل المدبر (زبينجيو برجنسكي )
- أن منظمة فريدوم هاوس التي يمولها جورج سورس تحملها الصحافة المصرية التهم حول أنها من صنع الفوضى في مصر من أجل إيصال الإسلامويين للحكم .
مجموعة الأزمات الدولية في اليمن ماذا تفعل بتقاريرها ؟؟؟
قدمت مجموعة الأزمات الدولية تقارير صبت جميعا في إطار تصريحات كلينتون قدمت تقرير عن اليمن بعنوان (نقطة الإنهيار .... قضية اليمن الجنوبي ) دعت الرئيس علي عبدالله صالح وقيادة المعارضة وحتى الطلاب في الساحات الوهمية بالسلمية الى الاعتراف بالقضية الجنوبية في صورة تمهيديه يقصد بها تسييغ لفكرة الإنفصال المتوقع تحت حجة تقرير حق المصير التي حصلت في جنوب السودان والتي دعى لها العميل الإيراني في اليمن في الفترة الماضية بقوله (لانمانع من اعطاء حق تقرير المصير للجنوبيين ) مع علمه ان العرب الاحواز الذين تحتلهم ايران ممنوعون من هذا الحق التقريري وان الفلسطينيين ممنوعون ايضا وان اقليم الباسك في اسبانيا وولاية كالفورنيا ممنوعون من حق تقرير المصير لانه لايخدم الصهيونية وحليفتها ايران المكلفة بتشجيع الحروب الطائفية في الوطن العربي .
- صحيفة الأولى :
كان يمكن أن أصدق مانشرته كراسة (الأولى) في 24اكتوبر الماضي , من تقرير لمجموعة الأزمات الدولية , لو كان ذلك التقرير جاء قبل أيام من تصريح كلينتون الذي قالت فيه (هناك بعض التغيرات يجب أن تحدث ببطأ ) أو أن من قدمه ليست مجموعة يمولها الملياردير "جورج سوروس" وأبرز أعضائها المفكر الإمريكي زبنجيو برجنسكي !! وكان يمكن أن نصدق هذا التقرير لو أننا كنا نعيش في كوكب المريخ ولم نرى من هم الحراك ونعرف تماماً ماهي قضيتهم التي تدعمها أطراف مشاركة في سايكس بيكو الجديدة , وكان يمكن أن أصدق هذا التقرير لو أن هذة المجموعة هي أحد مجموعات مؤسسة الفكر العربي المخصصة لدعم القضايا العربية - العربية , وليس من مجموعة قدمت تقارير نجحت فيها بالحصول على إعتراف مبدأي من الرئيس عمر البشير تم إستخدامه ضده فيما بعد لتفكيك السودان سلمياً !!
تخيلوا إلى أين وصلنا صحفيون ومتصيحفون يسدلون الستار إلى جانب ماتفعله الجزيرة على اعين الناس , وتكتم الأصوات المحذرة من سايكس بيكو الجديدة , بحجة دعم الربيع العرفي , وعلى صفحاتهم الأولى وبمانشيتات عريضة عن قصد , ليس من أجل الكسب في بيع الكراسات . هنا نضع سؤال مهم هو : هل يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً ؟؟ نعم هو يستطيع ولكن أمام من ؟؟ بالتأكيد ليس امامنا لاننا لسنى حمقى وسذج ونعرف تماما مايدور .
والمعيب فيما قدمته كراسة( الأولى) نبذة مغالطة تماماً ولم تسندها إلى مصدر معلومات معروف , ونحن لا نعرف من أين جاءت بتلك النبذة التعريفية عن مجموعة الازمات الدولية لتصنفها على انها ملاكا لاينام الليل لخدمة اليمنيين . ولا نعرف وكيف وصلها التقرير حصرياً .
مجموعة الأزمات الدولية هي مجموعة أنشأها الملياردير اليهودي "جورج سوروس" ويمولها إلى جانبه الملياردير الصربي اليهودي سيموفيتش !! وهي مجموعة أبتدأت العمل قريباً وتضم نخبة من المفكرين الصهاينة وممن يعملون لصالح الإمبريالية الإمريكية , تعمل في تقديم تقارير للوطن العربي فقط تصب في مصلحة أي معارضة في الوطن العربي , مثل تلك التي قدمتها في السودان قبيل الإنفصال أو تلك التي قدمتها بضرورة إشراك حركة حماس في الحركة السياسية , وإشراك الإخوان المسلمين في مصر عبر محمد البرادعي والذي أعترف قبل أسبوع في قناة الحياة المصرية على علاقته بجورج سوروس!!
_ أبرز أعضائها
- كريستوفر باتن ( المفوض الأوربي السابق للشؤون الخارجية)
- توماس بيكر ينغ ( سفير إمريكي سابق لدى الأمم المتحدة)
- غاريت إيفانز ( وزير الخارجية السابق لإسترالياـ يهودي العرق) .
- العقل المدبر لها المفكر زبنجيو برجنسكي !!
- محمد البرادعي !!
- كوفي عنان !! .
- روبرت مالي ( المستشار السابق لأوباما خلال الحملة الرئاسية )
وهنا ولكي لايساء فهم مانقدمه لابد من وضع أسئلة مركزية تضبط مسار الأحداث بلاشك وهي مقدمة لكل من يملك ضمير حي :
س / هل أمريكا بإرثها الإستعماري يمكنها الوقوف في دعم الثورات وهي تعرف إن ذلك لا يخدم مصلحة ما تراها ؟
س / لماذا تمارس أمريكا الضغوطات على الرؤساء من أجل إسقاطهم وتطالبهم بالإصلاحات التي كلما قدموها تقابلهم إمريكا بكليشة جاهزة (هذا لايكفي !! ) ؟ لماذا ترفض الحوار والديمقراطية التي شغلت العالم بها منذ نهاية الحرب الباردة وحلول عصرها القطبي الوحيد المهيمن على الشعوب ؟؟وهو الحل الوحيد للأزمة في اليمن مثلا !! إن من يقراء تاريخ امريكا يجد مثلا ان السياسة التي اتبعتها قبل سنوات تجاه العراق وكوريا الشمالية وايران باعتبارهم دول محور الشر كانت سياسة مزيفة تماما فالعراق هو من دمر وتمزق فيما ايران وكوريا الشمالية اتخذت امريكا معاهم سياسة الحوار تجاة الاسلحة النووية .
س / هل يصدق اخواننا في اليمن (جنوبه وشماله) أن هنالك نقطة إنهيار بالفعل إذا لم يعترفوا بالحراك الجنوبي الذي تظل قضيته الاساسية كقضية المعارضة الجنوبية السودانية وهي قضية إنفصال وليس مطالب حقوقية كما يقولوا الأن ؟
إن من لايفهم إمريكا كيف تفكر عليه بالنظر لخطاب كلينتون وهي تتوعد بالتغييرات البطيئة كما قالت , والتي تبدأ بإبراز قضية اليمن الجنوبي وهلم جراً حتى يقع الفأس في الرأس ويكتشف اليمنيين أنهم قد وقعوا في فم الضبع الإمريكي لأنهم ببساطة لاينتفعوا بتجارب التاريخ ولايعرفون كيف يفكر أعدائهم الأبديين الذين يستخدمون الإسلاميين لهزميتمهم وشرذمتهم جميعا وبلا تردد.
أ / هشام المشرمه
باحث وكاتب سياسي
مؤلف كتاب (رسالة إلى كل مناضل عربي _الفوضى الخلاقة) والممنوع من النشر.