الفنان باول صابور يحول الخردوات الى لوحات فنية قيّمة
اعتاد معظمنا على رمي الخردوات والأشياء عديمة النفع والتالفة في سلات المهملات، لكن البعض قد يبحث عنها ليستفيد منها في أمور خاصة...
لكن أن تتحول الى لوحات فنية ذات قيمة جمالية فهذا الأمر قد يكون غريباً علينا. هذا ما يقوم به الفنان الشاب المبدع باول صابور من أبناء مدينة جبلة، الذي حاول خلق أسلوبه الفني الخاص المنفرد في رسم وتشكيل لوحاته.
التقينا به في مرسمه أو ورشته. أو لا أعرف ماذا أسميه، لأنك عندما تدخل إليه ترى أكواماً من البراغي والمسامير والعزق وقطع صغيرة من مكنات كهربائية ومن محركات وغيرها..
تملأ المكان، ما يخيل إليك أنك داخل الى ورشة تصليح، لكن تفاجئك تلك اللوحات الفنية الجميلة المعلقة، وتتساءل مندهشاً، هل حقاً خرجت من هذه الأكوام..؟
هنا تكمن اللمسة الإبداعية للفنان صابور والحس الجمالي والروح الفنية العالية التي يتمتع بها، زرع بذورها خاله الرسام.. ويقول صابور: إن بذرة حبّ الفنّ نبتت وترعرعت في داخلي منذ أيام الطفولة عندما كنت أزور خالي في مرسمه في بولونيا، كنت أراقبه وهو يرسم فأعجبت بفنه، وبعد مجيئي مع والدي الى سورية وبالأخص الى مدينة جبلة بدأت أرى في كل شيء جزءاً من صورة يمكنني صنعها ووضعها في لوحة.
يقوم الفنان برحلة البحث لجمع القطع المختارة لفكرته ولوحته ويحافظ عليها كما هي دون أن يصنع أي جزء منها، وقد تطول هذه الرحلة لعدة أشهر من البحث المضني عن قطعة مناسبة لإكمال اللوحة.
وحول اختياره لهذا الأسلوب يضيف: أردت أن تكون لي طريقتي الخاصة في التعبير كما يدور في مخيلتي وداخلي من أفكار وموضوعات، كما أرغب في إيصال رسالة بأننا قادرون على صنع أشياء جميلة من تلك الخردوات، يكفي فقط تشغيل العقل، فكل شيء من حولنا جميل ولكننا نخربه بأيدينا وبإهمالنا، كما أود من خلال عملي هذا أن أستوقف الإنسان الراكض واللاهث في عصر التكنولوجيا والذي ضيع إنسانيته بسبب المادة لينضر من حوله ويبحث عن العناصر الإنسانية في حياته.
ونلاحظ تكرار موضوع السيرك في عدة لوحات، والذي يستحوذ على اهتمام الفنان صابور، فيقول معللاً: في صغري كنت أذهب مع والدي الى السيرك، وكانت تدهشني وتعجبني تلك الحركات الرياضية والبهلوانية وتدريب الحيوانات المفترسة، ومازال هذا الإعجاب مستمراً وينعكس في أعمالي، وهأنذا أعيد من جديد السيرك ولكن بطريقتي الخاصة، فالسيرك عالم بحدّ ذاته فكل شيء فيه ممكن وخارج عن المألوف، ومن الفنانين الكبار الذين اهتموا برسم مواضيع خاصة بالسيرك بالألوان الزيتية الفنان تولوز لوتريك.
وعن رؤيته للنقد الفني وتأثيره على الفنان أجاب: بالحقيقة يجب أن أكون أنا أول ناقد لفني لأني أول من يراه، وبرأيي النقد البنّاء يشجع الفنان ويجعله يرتقي بفنه من خلال النقد البنّاء.. ومع ذلك يرى صابور أن هنالك مافيا خاصة بالفن تلعب دوراً كبيراً في نجاح أو سقوط الفنان.
شارك الفنان باول صابور بالعديد من المعارض في المحافظة، وكان للوحاته وقعاً جميلاً وأثراً كبيراً على الجمهور الذي رأى لوحاته، وأثناء حضورالشاعر الكبير أدونيس في مهرجان جبلة الثقافي لعاديات جبلة في العام الماضي أبدى إعجابه الكبير بالأعمال التي قدمها صابور بالطريقة الغريبة والمنفردة في التعبير.
فإذا كان لديكم الكثير من الخردوات والأشياء عديمة النفع احتفظوا بها فقد يحولها الفنان صابور الى مواضيع للوحات لاتخطر ببال أحد.
atefafif@scs-net.org
الصور التي ترد في التحقيقات والموقع عموما,خاصة لموقع جبلة يسمح باعادة نشرها شرط الإشارة للمصدر
--------------------------------------------------
-------------------------------------
الفنان الشاب باول صابور في مرسمه...