آخر الأخبار

من دير ياسين إلى قانا سجل إسرائيلي حافل بالمجازر

تدلل الحقائق التاريخية أن مجزرة قانا الثانية في لبنان لم تكن حادثة استثنائية في السجل العسكري الإسرائيلي، بل تندرج في مسلسل دموي طويل بدأ منذ النكبة عام 1948 مرورا بمحطات صراع راح ضحيته آلاف من المدنيين العرب.

وفي النكبة الفلسطينية اقترفت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحق الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهير العرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة منها دير ياسين واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين وغيرها.

وكانت أولى مجازر إسرائيل بعد قيامها إثر النكبة مذبحة قبية عام 1955 حينما قتلت الوحدة 101 بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، العشرات من الأطفال والنساء بتفجير منازلهم على رؤوسهم في محاولة لردع الفدائيين عن مهاجمة إسرائيل.

أبو زعبل وبحر البقر

وفي العام التالي نفذت القوات الإسرائيلية مجزرة مروعة في كفر قاسم بحق 48 مدنيا هم مواطنون في إسرائيل، بغية حمل أهالي المثلث الجنوبي للنزوح حفاظا على الصبغة اليهودية للدولة.

وعادت الوحدة المذكورة ونفذت مذبحة في قرية السموع بقضاء الخليل عام 1966 على الخلفية ذاتها.

وفي حرب عام 1967 ارتكب جيش إسرائيل عمليات قتل في قرى الجولان السوري المحتل، فيما اقترفت تل أبيب مجزرتين بحق المدنيين المصريين خلال حرب الاستنزاف.

في الـ11 من فبراير/شباط نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة وقتل 69 عاملا مصريا فيما جرح مائة آخرون, تلتها مذبحة أخرى في الثامن من أبريل/ نيسان 1970 هي مذبحة مدرسة بحر البقر بمنطقة بور سعيد قتل خلالها 46 طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون.

وفي حرب لبنان الأولى عام 1982 تحملت القوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أرييل شارون مسؤولية مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتلا فيهما نحو 1600 شخص.

وشهدت مخيمات لبنان مجازر مختلفة خلال الاجتياح فيما تعرضت قرية قانا الجريحة إلى مجزرة سابقة خلال عملية عناقيد الغضب يوم 18 أبريل/ نيسان 1996 قتل فيها 109 مدنيا لبنانيا كثيرون منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة, وأصيب بالمجزرة 351 شخصا آخر.

وقال المؤرخ الباحث غانم حبيب الله مؤلف كتاب تاريخ المجازر الصهيونية في النكبة للجزيرة نت إن الصهيونية نفذت 83 مجزرة بحق الفلسطينيين عام 1948 واستهدفت التطهير العرقي والاستيلاء على الأرض.

وأضاف وكما في الماضي تستخدم اسرائيل المجازر لترحيل السكان لأغراض سياسية أو تكتيكية كترحيل اللبنانيين إلى بيروت والضغط على حكومتهم كما جرى في قانا .

وأشار حبيب الله إلى أن مصطلح المجزرة يعني قتل ثلاثة إلى أربعة أشخاص فما فوق, مشددا على أن العدد أقل أهمية من الأسلوب المتمثل بالقتل المتعمد للعزل بهدف الانتقام أو الارهاب والتهجير.

ولم يستبعد المؤرخ أن إسرائيل عمدت إلى مجزرة قانا الجديدة لتجد لنفسها مخرجا من ورطتها في لبنان من خلال الانسحاب تحت الضغوطات الدولية، رغم التاكيدات المعلنة بخلاف ذلك حتى الآن.

المصدر: الجزيرة