أعزائي قراء هذا الموقع المحترمون اليوم نسوق تجربة تم العمل فيها وحققت نجاحا" نسبيا" في عصر لا نعرف فيه الا الفشل مما دفعني للكتابة بهذا الموضوع وبمنتهى الدقة والموضوعية .. وهي مشروع المدرسة المجتمعية وهو مشروع برعاية منظمة الصحة العالمية ووزارة التربية السورية ووزارة الصحة في سوريا : البرنامج : يعتمد على تشكيل جيش من التلاميذ المهتمين بالمنهج الصحي المجتمعي وداعمين له ومنفذين عن طريق إيجاد مشاريع بسويات فكرية تتلاءم مع عمر التلميذ حول مواضيع الغذاء والصحة والبيئة ومياه الشرب والكهرباء ويتم تصنيفها والتعبير عنها بشكل أولي على شكل إيجابيات وسلبيات : أمثلة من ملاحظات التلاميذ المباشرة فلان يغسل وجهه وفلان يرمي الأوساخ خارج السلة وفلان يكتب على المقعد .. فلان
يمشي حافيا بالباحة وبائع الندوة أظافره طويلة .. وخزان المدرسة غير نظيف .. دورات المياه غير نظيفة .. الإيجابيات يوجد مشارب بالمدرسة ... الخ حنفية بيت فلان تسرب المياه وخزان الإرشاديه يسرب المياه بالشارع .. في بيتنا مآخذ كهرباء مكشوفة سطح بيتنا غير مسور .. أختي لا تنظف أسنانها .. أمي تقلي البطاطا بعد وضع الملح عليها .. أمي تنظف البيت كل يوم .. في قريتنا عمال نظافة ينظفون القرية بشكل دوري فإذا علمت أن هذه المواضيع تنسق في كل صف على حده وكل موضوع على حده : - نظافة البيئه - تسوس الأسنان - الكهرباء - التدخين - سلامة الأطعمة - .. الخ وبعد هذه الملاحظات تحمل من قبل المعلمين وتنشر بجريدة الحائط وتتم مناقشتها تبعا" لأهميتها والجهة التي تناقش معها سواء أسره أم مدرسة أم مؤسسة ومن قبل فريق من التلاميذ أنفسهم مع معلميهم المدربين وبعد عدة أشهر أو أسابيع وبالملاحظة المباشرة للمعلم يرى بأن التلاميذ ينفذون مواضيعهم بأحد الأشكال التالية : إما على شكل كتابات نثرية وشعرية وأحاديث وحكم وأقول للأنبياء والكتب السماوية وغيرها ونسمي هذه المجموعة بالمجموعة الحكمية .. ونسعى لتنمية قدراتها بهذا المجال .. أما المجموعة الثانية فتعتمد الشكل الرقمي والإحصائي ( عدد طلاب الصف 29 طالب وطالبه منهم ذكور 14 وإناث 15 بلغ عدد الأسنان المنخورة والمسوسة 50 ضرس وسن منها 20 لدى الإناث وثلاثين لدى الذكور - منهم يأكلون الحلويات .. ومنهم لا يشربون الحليب .. الخ ) ونسمي هذه المجموعة بالإحصائية - أما المجموعة الثالثة فتعتمد بتنفيذ مواضيعها على المهارات كالرسم والنحت والأشغال وصناعة المعدات ونسمي هذه المجموعة بالمهارية .. ويتم تدريب المجموعات وتحسين سوياتهم كل حسب مجموعته .. ويتم التعديل وفق مقتضيات الواقع وتطوراته .. وهكذا نشكل جيش يدخل المجتمع من أبوابه الواسعة وتبدأ الشكاوى .. فالتلاميذ يضغطون على آبائهم من أجل عدم التدخين وبالحد الأدنى عدم التدخين في غرفة الأولاد والضغط من أجل إصلاح مآخذ الكهرباء .. وتغطية البئر القريب من المنزل .. وعدم ترك حنفية المياه مفتوحة .. وبقليل من التعاون والتشجيع من الأسرة والمدرسة والمجتمع سنجد هذا الفريق يتطور ويصنع المعجزات ويدخل سن المرهقة بلا تدخين وأركيله وعادات صحية غير سليمة .. السؤال ماذ1 نرى على الواقع في هذه المدرسة وهي مدرسة حورات عمورين المجتمعية ؟ وأقول بأننا نجد مدرسة تمت صيانتها في عام 1998 ولا يوجد شخط واحد على جدرانها ونجد باحة نظيفة ومحافظ عليها وتنظف دوريا" من التلاميذ والأساتذه معا" ونجد مواضيع موزعة ومنسقة بشكل رائع منتشرة بشكل منظم وملصقة بشكل متقن على جدران الموزع تمت كتابتها من قبل التلاميذ أنفسهم .. رسوم مواضيع .. مهارات وإحصاءات .. أليس هذا رائعا" وجديرا" برؤيته .. أيها السادة أدعوكم لزيارة هذه المدرسة حتى لا يظن بأننا دخلنا مدينة أفلاطون فالذي أقوله لكم واقع .. السؤال الآخر هل هذا المشروع معمم أم أنه إصرا" على مدرسة دون غيرها ؟ الجواب هو مشروع عام ويحق لأي مدرسة أن تنضم إليه .. السؤال الآخر هو أننا نتكلم عن مشروع في سوريا وأعتقد بأن من يسمع عنه يتصور بأنه في أوربا لماذا لم نسمع به حتى الآن ؟ الجواب لأن المؤسسة الإعلامية في بلدنا مقصرة ولا تبحث عن الأفكار الذهبية .. وتسوقها .. وربما لم تسمع بها حتى .. السؤال الآخر هل المؤسسة الرسمية في بلدنا تقوم بواجبها لمساعدة هذا المشروع على النجاح ؟ الجواب برأيي نعم ولكن بشكل غير كاف .. وهذا موضوع شخصي فأحد الجهات تجدها مهتمة ومتابعة وأخرى غير مهتمة وغير مبالية .. السؤال الأخير في هذا المجال هو : هل هذا المشروع بأهدافه السامية يستحق منا أن ندعمة كأفراد وأشخاص بغض النظر عن رؤية الآخرين له ونسعى جاهدين لتنفيذه والضغط على الجهات المعتمده لإتباعه والعمل به .. واعتباره مشروعا" فرديا" لكل واحد منا لأن منافعه تدخل كل منزل ؟ الجواب على هذا عندكم أيها السادة .. وهنا دعوني أستعير العبارة الغربية وأقول ( أرفع قبعتي باحترام للمدرسة المجتمعية في حورات عمورين أساتذة وإدارة وتلاميذ لما فعلوه من أجل أولادنا .. أرفع قبعتي باحترام للسيدة عواطف شورى مسئولة المدرسة المجتمعية في منظمة الصحة العالمية لمساعدتها الرائعة كأم وأخت لكل من عمل معها في هذا البرنامج وأدعوها لأن تسعى مع المنظمة الدولية لتطوير المنهج الصحي المجتمعي ليضم مشاريع أكثر تطورا" لتدخل مرحلة التعليم الأساسي والثانوي وتشكيل فرق بحثية رائعة ومتطورة وبقليل من الاهتمام يمكن أن نقدم لبلدنا الكثير الكثير .. كل الشكر والامتنان للذين ساهموا بإنجاح هذا المشروع .. وأدعو بصدق المؤسسة الإعلامية في بلدنا لأن تكون أكثر إيجابية في هذا العمل وتسوق له بصفته مشروعا" قابلا" للحياة أرجو أن أكون قد استطعت إيصال الفكرة وأتمنى أن تكون تستحق منكم عناء قرائتها مع فائق احترامي لكم ولسعة صدركم.