كنا في أحد السهرات متحلقين منا من يلعب الورق ومنا من يشجع وفي استراحة بين الشوطين وفي حوار حول المسلسلا ت التلفزيونية أخذنا الحوار الغير محسوب باتجاه مسلسل ليالي الصالحية وشهدت اندفاع الحضور للذاكرة المجتمعية التي بدأنا نفتقدها في عصر السرعة الغير محسوبة .. وطرحت فكرة بين الحضور فقلت نحن أحببنا ليالي الصالحية لنفس السبب الذي أحببنا أغنية علي الديك وغيرها من الأغاني منها ذات المضمون الجيد ومنها أقل سوية" وتساءلت هل نستطيع العودة إلى قريتنا 35 عام إلى الوراء .. وهنا أخذنا الحديث وبدأت الحكايا الرائعة عن الفقر والكرم وطبيعة عيش الناس والمرأة وحياتها والعشق والطمع ومواصفات الأغنياء والفقراء وكيف كانت القرية تبني البيوت لأناس وفدوا إليها وكيف كانت الأفراح تستمر لأيام ويوضع لكس الكاز في ساحة القرية وتجتمع القرية كلها وكيف كانت المرأة تستيقظ مع بزوغ الفجر وتخبز وتحلب البقرة وتخض الخضه وتلم روث الحيوانات لتصنع منه الجله وبعدها تذهب للأرض للعمل والحشيش للبقرة وتجتمع الأسرة لتأكل وكان البيت يطبخ نوع واحد من الطبيخ والموجود بطبق القش عدد من الأكلات على عدد أكلات الجيران وأن من لايملك بقرة كان لديه حليب أكثر ممن يملكون وماهية المشكلات وبساطة معالجاتها وتزاعل الناس وتراضيهم بالأعياد .. ومنها معالجات رائعة ومنها معالجات مضحكة لعبور الزمن عليها ودام الحديث لأكثر من ساعة ونسينا مباريات الورق .. وتساءلت هل نرى بأن في كل قرية ليالي الصالحية ولم نحب ليالي الصالحية إلا لأنها تذكرنا بليالي الحورات وكل قرية على حده في ريفنا الرائع .. وطرحنا مجموعة مقترحات مهمة منها : أن يكلف بعض الأساتذه والناس العاديون ذوي الخبرة والعمر بأن تكتب بكل قرية تاريخها باستفاضة حتى على مستوى الأشياء البسيطة .. وأقترح أن تفتح صفحة كتاب على هذا الموقع تؤرخ لهذه القضايا حتى لا ننساها ونفقد الجيل القديم الذي يستطيع أن يرفدنا بسيل من هذه الحكايا وأقترح تسميتها حكايا قريتي أو ضيعتي أو بلدتي ... الإقتراح الثاني الذي أرى بأنه بالسرعة الكلية أن نقوم ببناء بيت يشترك بتصميم بناءه مهندسي الديكور ومصممي الحفلات والختايره وغيرهم ممن نحتاج لهذا العمل لتضفي عليه الصفة التكاملية .. ونقوم بتقسيمه لثلاث أقسام الأول : قسم الضيافة والمنامة وكيف كانت من 100 عام ولتاريخ .. القسم الثاني : قسم الأدوات وهي معدات المعيشة والطبخ والزراعة والحصاد ةغيرها القسم الثالث : قسم تربية الحيوانات التي كانت تربى ضمن نفس المنزل وتوضع مع عليقها وفوق هذا القسم عرزال للمنامة لحمايتها وأما أمام المنزل فتوجد موقده وأدوات الطبخ الكبيرة والجله وأدوات الحصاد مثل الحيلين والتنور وغيره ويزرع في مدخله أنواع الورود التي كانت منتشرة في حينا ( العبيتران - الحبق - الجوري ... وغيره ) ونحن اليوم لدينا في كل قرية أناس قادرون على تعليمنا كيف بيني الدامه وبيت التراب وكيف نجدل قشه ... وحتى نقلد العالم المتطور بأن يكون لدينا الفكرة واقتراحات محددة لتنفيذها وإن كانت هذه الاقتراحات تحتاج لتكاملية عبر الحوار حولها .. أقترح تشكيل لجنة تراث وأقترح بمنتهى المباشرة والموضوعية أن يترأسها أحد كبار السن بالقرية بما يساعد بهذا الموضوع وترسم خطة لتحصين تراث هذه المناطق الرائعة تتعاون مع المجلس البلدي ونطرح التزامات للناس بشكل طوعي تجاه الخطة التراثية الموضوعة بدقة تبدأ من أبسط الأمور الممكنة ونكون قد وضعنا مداخل مختلفة لتحقيقها وكل مساهم بهذا العمل يوضع أسمة بلوحة شرف معلقة بهذا البيت الريفي .. وهنا نحقق مجموعة أهداف في آن معا" .. : 1- يصبح مقياس للتطور هنا كنا وهنا أصبحنا 2- يصبح متحف للبلدة وأعمالها وفي حال زيارة وفود لها تزور هذا الصرح التاريخي الرائع 3 - تعلم الأبناء كيف عاش آباءهم وكيف هم يعيشون .. وأهداف أخرى يمكن أن ترونها مثلي وأكثر مني .. وأتساءل هل هذا الموضوع يحتاج للسرعة الكلية رأيي نعم .. أعتذر عن الأطالة وأتمنى أن تكون الفكرة تستحق منكم عناء قراءتها وأتمنى أن نسعى جاهدين لتنفيذها مستغلين هذا النمط الثقافي الرائع بهذه البلدات والأفكار التي نسمعها بهذا المجال من عدد لا بأس به ممن يكتبون بهذا الموقع .. وأعتذر مرة أخرى عن الإطالة وإن شعرت بأنه حديث يجب أن لا ينتهي مع تحياتي وخالص حبي .
-حورات عمورين