آخر الأخبار

لماذا هذا الإصرارعلى تخريب الأراضي الزراعية ...؟!!!!

أسئلة كثيرة تتشابك وتتبادر للذهن وتدور حول محور واحد الى أين نحن سائرون بهذه الطريقة التي نتعامل بها مع الطبيعة والبيئة الساحلية الجميلة والساحرة.
فأشجار مثمرة معمرة ومنتجة تقتلع ويكتب لها الموت ومساحات خضراء واسعة تنتهك حرمتها ويفتك بها لتنتشر مكانها منشآت صناعية ومعامل وكتل اسمنتية ولا يحتاج الامر الا لنظرة بسيطة على اوتوستراد اللاذقية ـ طرطوس لترى زحف تلك المنشآت المختلفة على جانبي الطريق يخرب كل شيء بدءاً من لحظة انشاء الاساسات وانتهاء بالمخلفات والملوثات السامة والقاتلة التي تطرحها في المجاري المائية. ‏
والسؤال الذي يجب ان تقوم الجهات المعنية والمسؤولة بالاجابة عليه هو: كيف تم منح اصحاب هذه المنشآت الموافقات والرخص للبناء رغم ان جميع القوانين والقرارات والتعليمات تؤكد على حماية الاراضي الزراعية؟ ونتساءل: لماذا هذا الاصرار على محاصرة الاراضي الزراعية والتضييق عليها؟ فالمنشآت بمختلف انواعها في نمو وازدياد يوما بعد يوم تبتلع مزيدا من الاراضي بالاضافة للتوسع العمراني الأفقي ولانتشار السكن العشوائي الذي يلتهم مساحات شاسعة من الحزام الاخضر حول اطراف المدن وفي القرى ولا ننسى ايضا ما سيضيع من اراض زراعية تعد من اخصب واغنى الاراضي ليس في الساحل وحسب بل على مستوى سورية بحجة الاستملاك السياحي الذي سبب في فرملة وتخلف النشاطات الزراعية والسياحية على الشريط الساحلي على مدى اكثر من ثلاثين سنة فأي تطوير وتحسين محكوم بالمنع لان اشارة الاستملاك بالمرصاد. ‏
اذا لماذا هذا التركيز على المنشآت الصناعية وبناء الكتل الاسمنتية وغيرها التي باتت تنتشر كانتشار الفطر؟ فلا بد من وقفة مع الذات والاعتراف بأننا صناعياً لن نستطيع بالظروف الحالية الوصول الى مستوى المنافسة العالمية لاسباب لا مجال للخوض فيها الآن. لكننا برأيي قادرون بمنتجاتنا الزراعية والسياحية وخاصة في محافظة اللاذقية ـ ان نضاهي العالم كله لو حولنا الاهتمام في هذا الاطار نظرا لما نملكه من ارضية سليمة لذلك، فالاراضي الزراعية الخصبة وجودة المنتجات الزراعية ومذاقها اللذيذ يشهد لها في كافة انحاء العالم، والجدير ذكره ان الامن الغذائي الذي حققته سورية لم يأت من فراغ بل من جهد واصرار على تطوير وحماية الزراعة، ايضا سياحيا نملك من المقومات الطبيعية والاتربة وغيرها ما لايملكه غيرنا.، فلماذا نهمل هذه الجوانب ونركض وراء تخريب اراضينا الزراعية وبيئتنا الجميلة، وجوانب سياحية للمنافسة فيها ليست لنا لاسباب عديدة؟ ‏
وإذا كان لابد من انشاء المنشآت فلماذا لا يتم تخصيص منطقة صناعية ضخمة بعيداً عن الاراضي الزراعية والمساحات الخضراء في منطقة شبه صحراوية، ما بعد مدينة حمص مثلا تتجمع فيها جميع انواع المصانع والمعامل والحرف والمهن، مما يؤمن تخديمها بشكل جيد من كافة الخدمات وبناء محطات معالجة خاصة بالمخلفات الصناعية. ‏
صحيفة تشرين
atefafif@scs-net.org