لندق ناقوس الخطر...!
إن الانتشار الكثيف لظاهرة الدروس الخصوصية بين طلاب الشهادات والمراحل الانتقالية التي باتت تشبه العدوى لا يكاد يسلم منها إلا القليل، يجعلنا ندق ناقوس الخطر بقوة ونوجه أسئلتنا إلى كل من له علاقة بالعملية التعليمية، لماذا أغلب الطلاب حتى في المرحلة الابتدائية باتوا يلجؤون إلى الدروس الخصوصية، هل الخلل في الطلاب أنفسهم في تدني مستوى الفهم والاستيعاب لديهم؟ أم إن المناهج معقدة وتحتاج إلى مساعدة إضافية لفك طلاسمها؟ أم إن المشكلة تتعلق بالمدرسين أنفسهم وطريقة تعليمهم؟
لقد تحول التعليم إلى عبء وكابوس مخيف على نفوس الكثير من الطلاب إضافة لأهاليهم، بدل أن يكون حالة من المتعة والشوق للمعرفة ولتعلم كل ما هو جديد، فالعديد من الطلاب يعيشون حالة من التشتت والضياع صباحاً في المدرسة ثم ينشغلون بعد الظهر بالدورات والدروس الخصوصية ليصلون مساء منهكين لا حول لهم ولا قوة حتى على مراجعة ما أخذوه من معلومات هذا الوضع يخلق حالة من التوتر الذهني والضغط العصبي والإرهاق الجسدي.
لقد حول الكثير من المعلمين تعليم هذه المهنة الإنسانية والأخلاقية إلى نوع من «البزنس» لزيادة الدخل وجمع المزيد من الأموال، ضاربين عرض الحائط بمصلحة الطالب ومستقبله فكم من الطلاب الذين يشتكون بأنهم لا يفهمون على مدرسيهم في المدارس بينما الوضع يختلف تماماً في الدروس الخصوصية وتصبح درجة الفهم عشرة على عشرة، مع العلم أن الطالب نفسه والمدرس نفسه فماذا اختلف؟
بالطبع نحن لا نعارضهم في تحسين أوضاعهم ودخلهم في ظل الظروف الحالية خاصة أن رواتب الكثيرين منهم لا تكفي، لكن لا أن يتم ذلك على حساب الطلاب، فبعضهم يتبع أسلوب الغموض بالشرح ويقلل من درجة الاهتمام وذلك لجذب الطلاب لدروسهم وهنا تكمن نقطة الخطورة فهذا عمل لا أخلاقي ومرفوض تماماً، وماذا يفعل من ليس له قدرة على تحمل تكاليف تلك الدروس..؟ ولابد من التنويه إلى أن الدروس الخاصة قديمة وكانت تتم لمادة أو مادتين لكن أن تصبح لجميع المواد فهذا غير مقبول أبداً، وبالتالي لا بد من الاعتراف أن هنالك مشكلة في مدارسنا العامة ويجب أن نبحث عن الأسباب لحلها وتداركها قبل تفاقمها أكثر فأكثر، ولن ينفعنا دفن رؤوسنا في الرمال، فأن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.
وكان هنالك اقتراحات من مجلس محافظة اللاذقية لمعالجة الموضوع وذلك بتحسين دخل المعلمين كي لا يضطروا لطرق أبواب أخرى، منع المدرسين من إعطاء الدروس الخصوصية لطلابهم، ونضيف النقطة الأهم المراقبة الدقيقة وليس الوهمية لطريقة الشرح وأسلوب الإعطاء، ومن ثم معاقبة كل مدرس يخل بالعملية التعليمية فهذا الأمر لا يجوز التلاعب فيه بأي شكل من الأشكال لأنه يمس بمستقبل