لم يستحوذ خبر الإضراب في لبنان والاضطرابات التي شهدتها البلاد أو أي قضايا عربية أخرى على اهتمام الصحف البريطانية الخميس.
"المطار طريق الضاحية"
وحول لبنان نبدأ بصحيفة الإندبندنت التي نشرت مقالا لمراسلها المخضرم في بيروت روبرت فيسك استعرض فيه مظاهر الاضطراب التي عاشتها العاصمة اللبنانية الأربعاء والتي تجسدت فيها بعض مظاهر الطائفية الشيعية السنية كما وصف.
يقول فيسك إن لبنان يبدو وكأنه يعيش على الأزمات، فهو بحاجة إليها، هي الهواء الذي يستنشقه، كالدم الذي يحتاجه الجريح.
ويحكي فيسك مشكلة مدرج مطار بيروت رقم 17، ويقول يبدو أن ما أعلنه وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي من أن حزب الله قد ثبت كاميرات على المدرج صحيح.
ويفسر أن هذه الكاميرات تستطيع مراقبة الطائرات الخاصة في هبوطها وإقلاعها.
لكنه يقول إن حزب الله قد يكون قام بذلك لأنه يعتقد أن المدرج الذي لا يبعد عن البحر الأبيض المتوسط سوى بضعة أمتار يمكن استخدامه من قبل قوة إسرائيلية بحرية صغيرة.
ويشير فيسك إلى انتشار شائعات قوية منذ فترة في بيروت بأن الإسرائيليين كانوا على وشك القيام بعملية إنزال كهذه يوم 28 نيسان/إبريل لمهاجمة الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله، لكنها ألغيت لأسباب غامضة أيضا.
ويختم فيسك مقاله بالقول "حتى يكون لبنان دولة حديثة لا بد له من نبذ الطائفية، لكن لو فعل ذلك فلن يكون لبنان، لأن الطائفية هي هويته، ومصير أبنائه الذين يستحقون أفضل منه، لكنه بلد خلقه الأسياد الفرنسيون من حطام الامبراطورية العثمانية".
ويضيف فالمفارقة أن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يحكم ـ أو يحاول أن يحكم ـ هذا الشعب من السراي الكبير وهي بناية كانت في السابق اسطبلات لسلاح الفرسان في الجيش العثماني.
صحيفة التايمز نشرت تقريرا عن الأحداث بعنوان "الإضراب يدفع بلبنان إلى الهاوية" قال فيه مراسل الصحيفة في بيروت نيكولاس بلاندفورد إن المشاهد (في بيروت) تذكر بأحداث الحرب الأهلية التي شهدتها لبنان بين عامي 1975 - 1990.
ويضيف بلاندفورد إن أي آمال بأن تخف أحداث العنف قد تبخرت في المساء مع تحذير حزب الله بأنه سيزيد حدة الاحتجاجات في الشارع خلال 48 ساعة ما لم تلغ الحكومة تحقيقها في شبكة الاتصالات التابعة للحزب وتعيد العميد وفيق شقير إلى منصبه.
والعميد شقير هو مدير أمن مطار بيروت وهو مقرب من نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل والقيادي البارز في المعارضة. وكانت الحكومة قد أصدرت قبل يومين قرارا بإنهاء تكليفه وإعادته للخدمة في الجيش على خلفية قضية الكاميرات.