آخر الأخبار

شيماء ريحان...سنة ثانية معاناة

عامان مرا على الكارثة التي أصابت الطفلة الجزائرية شيماء ريحان، مرت السنتان و لم تغيرا شيئا في قضيتها، سواء في جانبها الطبي الصحي، أو في جانبها القانوني...
قد يستغرب البعض استخدامي لكلمة "كارثة" منذ بدايتي مع قضية هذه الطفلة البريئة، و قد يستغرب آخرون إصراري على هذه القضية وسط القتل اليومي الذي نتابعه يوميا في بعض دول العالم العربي و الإسلامي، و في ظل وجود قضايا جديدة و متكررة لضحايا الأخطاء الطبية بالمستشفيات الجزائرية.
تحول طفلة صغيرة سليمة صحيا مئة بالمئة إلى شبه جثة ليس بالأمر السهل، ألا يعتبر كارثة؟ في نظر والديها هو أكثر من كارثة و مصيبة.
و أعيد طرح سؤالي السابق على كل قارئ: لو شلّوا ابنتك في المستشفى ماذا ستفعل؟
هل تكفي كل الكلمات و المواعظ في موقف كهذا؟
دعوا القضاء و القدر للخالق سبحانه و تعالى، و أنصفوها في الدنيا و في محكمة البشر، لأن تجربتي الإلكترونية البسيطة مع هذه القضية أثبتت لي الفرق الكبير بين التضامن الوهمي و الفعلي، و كشفت لي أن الجبن يمكن أن يكون أيضا إلكترونيا.
ما يؤلم في قضيتها أيضا إضافة لكل الجوانب المؤلمة الأخرى، هو الصمت المستمر و الخرافي للمسؤول الجزائري اتجاهها رغم كل ما أثير حول قضيتها، و رغم تعاطف الآلاف معها من داخل الجزائر و خارجها.
حكام العزة و الكرامة بارعون جدا في هذا الصمت، كبارهم و صغارهم من مسؤولين محليين و دون المحليين، صمت رهيب تمت محاكاته من طرف أغلبية الأطباء الذين رفضوا علاجها و كتابة حرف واحد بخصوص وضعها الصحي.
لا أدري العام المقبل في يوم 07 فيفري، لو كنت من الأحياء، هل سأكتب مقالا آخر في الذكرى الثالثة لهذه الكارثة أم سيكون ملف القضية قد أغلق بجانبيه الطبي و القانوني؟
لا أريد استباق الأحداث و لا التدخل في عمل المحكمة في الوقت الحالي، لكن عدم إنصاف شيماء ريحان في قضيتها و الحكم بأنها ليست ضحية خطأ طبي، يجعل من لجوء بقية الضحايا للمحكمة مجرد مضيعة للوقت و لا معنى لانتظارهم لإنصاف لن يأتي أبدا.

**
ناشط اجتماعي جزائري
djameleddine1977@hotmail.fr